عندما يقرر المريض التوقف عن تعاطي المخدرات وبدء رحلة التعافي، يواجه أول وأصعب مرحلة وهي أعراض الانسحاب. هذه الأعراض قد تكون جسدية ونفسية شديدة الخطورة إذا لم تتم إدارتها بشكل صحيح داخل المستشفى المتخصصة.
في هذا المقال سنوضح بالتفصيل: ما هي أعراض انسحاب المخدرات، كم تستغرق مدتها، ما المخاطر المحتملة، وكيف يتم التعامل معها طبيًا داخل المستشفى؟
أولًا: ما هي أعراض انسحاب المخدرات؟
أعراض الانسحاب هي مجموعة من العلامات الجسدية والنفسية التي تظهر عندما يتوقف المريض فجأة عن تعاطي المخدر أو يقلل الجرعة.
تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر، لكنها تعكس اعتماد الجسم والعقل على المخدر.
ثانيًا: أنواع أعراض الانسحاب
1. الأعراض الجسدية
- صداع شديد
- تعرق ورجفة
- آلام في العظام والعضلات
- غثيان وقيء
- إسهال أو إمساك
- زيادة ضربات القلب
- ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم
- تشنجات أو نوبات
2. الأعراض النفسية
- قلق وتوتر شديد
- اكتئاب وحزن حاد
- أرق واضطرابات النوم
- نوبات غضب وعصبية
- أفكار انتحارية (في بعض الحالات)
- رغبة قوية في التعاطي مجددًا (Craving)
ثالثًا: مدة أعراض الانسحاب
- المخدرات قصيرة المفعول (مثل الهيروين والكوكايين): تبدأ الأعراض خلال 6-12 ساعة وتستمر من 5 إلى 10 أيام.
- المخدرات طويلة المفعول (مثل الميثادون أو بعض الحبوب): تبدأ الأعراض بعد يوم أو يومين، وقد تستمر من 10 إلى 20 يومًا.
- الكحول والبنزوديازبينات (المهدئات): الانسحاب منها أخطر وقد يستمر لأسابيع.
المدة تختلف حسب: نوع المخدر، مدة التعاطي، الجرعة، والحالة الصحية العامة للمريض.
رابعًا: مخاطر أعراض الانسحاب إذا لم تُعالج طبيًا
- اضطرابات في ضربات القلب قد تؤدي إلى توقف القلب.
- تشنجات عصبية قد تسبب غيبوبة أو وفاة.
- انتحار أو إيذاء النفس بسبب شدة الاكتئاب والرغبة الملحة في المخدر.
- الانتكاس المبكر بسبب عدم تحمل الألم الجسدي والنفسي.
خامسًا: كيفية التعامل مع أعراض الانسحاب داخل المستشفى
في المستشفى المتخصصة يتم التعامل مع هذه المرحلة بحذر شديد عبر:
استخدام بروتوكول دوائي آمن:
- أدوية تقلل التشنجات.
- مسكنات آمنة لآلام العضلات والعظام.
- أدوية مهدئة للقلق والاكتئاب.
- أدوية تقلل من الرغبة الشديدة في التعاطي.
المتابعة الطبية المستمرة:
- مراقبة العلامات الحيوية (ضغط الدم، النبض، التنفس).
- التدخل الفوري عند ظهور أي مضاعفات خطيرة.
الدعم النفسي:
- جلسات استرخاء وتفريغ انفعالي.
- وجود أخصائيين لمساعدة المريض على تحمل المرحلة.
التغذية الصحية:
- وجبات متوازنة لتعويض الفيتامينات والمعادن المفقودة.
- شرب كميات كافية من الماء للتخلص من السموم.
سادسًا: لماذا المستشفى هي الخيار الأفضل لهذه المرحلة؟
- وجود أطباء متخصصين للتدخل السريع في الحالات الطارئة.
- بيئة آمنة تمنع المريض من الوصول إلى المخدر.
- تقليل الألم والمضاعفات بالأدوية المعتمدة.
- دعم نفسي مستمر يخفف من شدة المعاناة.
نصائح للمرضى وأسرهم
- لا تحاول أبدًا التخلص من المخدر في المنزل بدون إشراف طبي.
- كن صبورًا، فأعراض الانسحاب مؤقتة وتنتهي خلال أيام.
- الثقة في الأطباء وفريق العلاج تساعد على تجاوز المرحلة بأمان.
- تذكّر أن هذه هي الخطوة الأولى نحو التعافي الكامل.
الأسئلة الشائعة عن أعراض انسحاب المخدرات
- هل جميع المخدرات تسبب أعراض انسحاب خطيرة؟
لا، بعضها مثل الحشيش قد تكون أعراضه أخف، لكن الخطر الأكبر في الأفيونات والكحول والمهدئات. - هل يمكن تقصير مدة الانسحاب بالأدوية؟
نعم، الأدوية الطبية تقلل الأعراض وتساعد على اجتياز المرحلة بسرعة وأمان. - هل أعراض الانسحاب تعني نهاية العلاج؟
لا، بل هي البداية فقط، وبعدها يبدأ العلاج النفسي والسلوكي. - هل يمكن أن يعود المريض للتعاطي بعد تخطي الانسحاب؟
نعم إذا لم يكمل المراحل الأخرى، لذا الالتزام ببرنامج المستشفى ضروري.
أعراض انسحاب المخدرات
أعراض انسحاب المخدرات قد تكون شديدة وخطيرة إذا لم تُدار طبيًا، لكنها تحت إشراف المستشفى تصبح مرحلة آمنة ومؤقتة تمهّد لنجاح بقية العلاج. التعامل الصحيح مع الانسحاب هو حجر الأساس لرحلة التعافي من الإدمان.
قد يهمك أيضاً:







