تأثير مدمن المخدرات على الأسرة والمجتمع .. كيفية علاج المدمن
يعد الإدمان أحد الأسلحة المدمرة للمجتمعات إذ يتحول المدمن من فرد فعال وإيجابي ولبنة هامة في الأسرة والمجتمع إلى عالة عليهما بدلا من أن يضيف إليهما يصبح مصدر لاستنزافهما وضررهما، وسنتحدث في هذا المقال بالتفصيل عن تأثير مدمن المخدرات على الأسرة والمجتمع.
خطورة تأثير مدمن المخدرات على الأسرة والمجتمع
إن الحروب بمعناها التقليدي تعتمد على المواجهة المباشرة بين الأعداء ويتم النزال في ميدان القتال إلى أن ينتصر الأقوى والأفضل تنظيما.
لكن ولأن الحرب خدعة تلجأ بعض الدول لبعض الطرق الغير أخلاقية لخلخلة البنية التحتية لأعدائها وتدميرهم داخليا حتى تصبح قشرتهم الخارجية واهنة يسهل تدميرها.
ومن أهم وأخطر الأسلحة الخبيثة التي يلجأ إليها الأعداء هي نشر السموم والمخدرات خاصة بين الشباب الذين هم سواعد الأمة وخطوط دفاعها الأول، فينهار المجتمع داخليا ويصبح فريسة سهلة في يد الأعداء.
ويتنوع الإدمان بين إدمان المواد المخدرة والكحولياتوالأدوية ذات التأثير النفسي والعقلي.
تأثير مدمن المخدرات على الأسرة والمجتمع
الأسرة هي اللبنة الرئيسية لبناء المجتمعات لذا فإن هناك علاقة وثيقة بين تأثير مدمن المخدرات على الأسرة والمجتمع معا.
أضرار الإدمان على الأسرة
إن وجود مدمن بين أفراد الأسرة لهو كارثة كبيرة لهذه الأسرة من عدة نواحي اقتصادية واجتماعية.
ويختلف تأثير المدمن على الأسرة باختلاف موقعه في الأسرة كالتالي
إذا كان المدمن هو الأب
لأن الأب هو عمود البيت الرئيسي وعليه يعتمد باقي أفراد الأسرة ماديا ومعنويا بشكل كبير فهو قدوة ومصدر أمان للأبناء ودعم وشريك حياة لزوجته.
ومن الآثار السيئة التي تترتب على إدمان الأب
تشويه صورته كقدوة لأبنائه.
تأثر دخل الأسرة بشكل كبير نتيجة لعدم قدرة الأب على القيام بعمله كالسابق أو فقدان مصدر رزقه كليا.
إنفاق الكثير من الأموال على ما يدمنه الأب من مواد مخدرة.
اتجاه بعض الأبناء لتقليد الأب .
تأثر دراسة الأبناء.
اهتزاز صورة الأسرة في المجتمع.
تفكك وضياع الأسرة احيانا.
وجود فجوة ومشاكل كبيرة مع الزوجة قد تصل للانفصال.
اتجاه الأب للقيام ببعض الأفعال السيئة في ظل تأثير المخدر على الوعي.
من المعروف أن بناء الأسرة في الأساس يعتمد على الأم فهي أساس البيت ومصدر الحب والحنان والعطاء للأبناء ومنها يستمد الأبناء أيضا القيم الأساسية التي تبني شخصيتهم وسند وشريكة الحياة للزوج.
ومن الآثار السيئة لإدمان الأم
تفكك الأسرة وضياع القيم الأساسية للأبناء.
حدوث مشاكل زوجية كثيرة مع الآب قد تصل للانفصال.
اتجاه الأبناء لتقليد الأم أحيانا.
ارهاق الأسرة ماديا سواء نتيجة لما يتم صرفه على هذه السموم أو في مرحلة العلاج.
ضياع صورة الأم كقدوة لأبنائها.
إدمان أحد الأبناء
إن الشباب هم سواعد الأمة وركائز المجتمع الأساسية وهم كذلك استثمار الأبوين في حياتهم ومن يضعوا عليهم آمالهم المستقبلية.
آثار إدمان أحد الأبناء
دمار نفسي للأبوين .
اللجوء للسرقة من الأبوين أو أحد الإخوة لتوفير ثمن المخدر.
سوء الأخلاق والمعاملة الدنيئة لباقي أفراد الأسرة.
إرهاق مادي كبير للوالدين سواء عند التعاطي أو للعلاج.
قدوة سيئة للاخوة خاصة إن كان المدمن هو أكبر الأبناء.
يلجأ الأعداء كثيرا إلى تدمير البنية التحتية للمجتمعات من خلال السموم التي ينشرونها بين الشباب على شكل أنواع المخدرات المعروفة.
كذلك يلجأ بعض أصحاب العقول الإجرامية إلى توفير بدائل أرخص وأكثر سمية للمدمنين واسهل في الحصول عليها مثل بعض الأدوية العادية التي وجدوا سبيلا لتحويلها إلى بعض أشد أنواع المخدرات فتكا، ناهيك عن إدمان البعض لأنواع الكحوليات المختلفة .
ومن أخطر الآثار السيئة للمدمن على المجتمع:
انتشار جرائم القتل والسرقة بين المدمنين.
كثرة الوفيات بين المدمنين نتيجة الجرعات الزائدة.
انتشار الأمراض الخطيرة الناتجة عن تعاطي المخدرات أو نتيجة لاستخدام وسائل التعاطي الملوثة كانتشار مرض الإيدز نتيجة الإبر الملوثة.
إهدار الكثير من الطاقات الشبابية الخلاقة.
انتشار القلق والذعر بين أفراد المجتمع.
فشل المدمن في تحصيله الدراسي وبالتالي فشله في القيام بدوره البناء في المجتمع.
إرهاق المجتمع ماديا وانهيار اقتصاده نتيجة قلة السواعد المنتجة وصرف مبالغ طائلة على هذه السموم وكذلك على علاج هؤلاء المدمنين.
انتشار الممارسات اللا أخلاقية بين المدمنين وانعدام القيم والمبادئ.
تزعزع خط الدفاع الأول المكون من الشباب في مواجهة الأعداء.
تأخر عجلة التنمية في البلاد.
انتشار البطالة.
كيفية علاج المدمن
نظرا لكل ما أشرنا إليه من تأثير مدمن المخدرات على الأسرة والمجتمع، تلجأ الحكومات ومنظمات المجتمع المدني وغير ذلك من المهتمين بالقضاء على الإدمان في المجتمع إلى عمل حملات توعية بين الشباب عن أضرار الإدمان الخطيرة وتشجيع المدمنين عن التوقف عن التعاطي.
وتتضمن مراحل علاج الإدمان عدة خطوات أساسية تشمل
تشجيع المدمن على اللجوء للعلاج
إذ ينبغي إعطاء المدمن الحافز اللازم للإقلاع عن الإدمان سواء كان الأمر بإظهار إيجابيات التخلي عن الإدمان أو ترهيبه بما قد يحدثه الغدمان من آثار خطيرة ومميتة وآثار ذلك السيئة عليه وعلى أسرته.
في بعض الأحيان تكون لدى المدمن قوة إرادة تساعده على الإقلاع خاصة إذا كان الإدمان لم يسيطر عليه كليا بعد وكذلك حسب نوع المخدر ومدى سيطرته على المدمن.
وفي بعض الأحيان يستلزم الأمر إجبار المدمن على العلاج رغما عن إرادته.
سحب المخدر
وتعد هذه المرحلة هى المرحلة الأساسية في العلاج وغالبا ما تتم في البداية على الأقل في أحد المراكز أو المستشفيات المتخصصة ثم يتم استكمال ذلك بالبيت.
ويتضمن الأمر سحب المخدر تدريجيا من الجسم ومحاولة التغلب على الأعراض الانسحابية كل على حدى حتى الوصول لتخلص الجسم من الآثار السيئة للمخدر تماما.
الدعم النفسي
وهذه الخطوة يجب أن تكون مستمرة على مدار مراحل العلاج لتشجيع المدمن على التخلي عن الإدمان وإشعاره بأنه مرحب به في المجتمع ولا يوجد ما يخجل منه.
ويتم ذلك من خلال المحيطين من الأسرة والأصدقاء ومجموعات الدعم النفسي وغيرهم.
المتابعة بعد التعافي
كثيرا ما يتعرض المدمن لبعض الضغوطات التي قد تجعله يعود مرة أخرى للإدمان خاصة مع عودة أسباب الإدمان السابقة كالمشاكل المادية أو الضغوطات النفسية وغير ذلك بالذات إذا كان المدمن ضعيف الإرادة.
لذا ينبغي متابعة المتعافين باستمرار من المحيطين مثل الأسرة والأصدقاء وملاحظة أي تغيير في سلوكهم أو أعراض انتكاسة وذلك دون أن يشعر المتعافي بإنه تحت المراقبة.
كذلك من الضروري حضور مجموعات الدعم النفسي باستمرار وتقبل المجتمع لعودة هؤلاء المتعافين للانخراط به دون أي تحفظ.
بالإضافة إلى ضرورة استشارة الطبيب النفسي عند الشعور بأي ضغوطات نفسية قد تدفعه للعودة للإدمان مرة أخرى.
كما أن ممارسة الرياضة والبعد عن الضغوطات النفسية وممارسة الهوايات من أهم الأشياء التي يمكن أن تساعد المتعافي على البعد عن العودة للإدمان مرة أخرى.
إن الشباب هم ثروة الأمم الحقيقية لذا فإن تأثير الإدمان على الأسرة والمجتمع من أكثر الأسلحة الفتاكة التي تتسبب في انهيار الأمم بشكل مدمر.
