تعاطي الأفيون يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة النفسية والجسدية للأفراد، وهو أحد الأسباب الرئيسية للإدمان والمشاكل الصحية في المجتمع.
يعتبر الأفيون من المخدرات التي تؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى تغيرات كبيرة في السلوك والمزاج وحتى في القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
يهدف هذا المقال إلى تقديم شرح مفصل حول الأعراض الجسدية، النفسية، والسلوكية لتعاطي الأفيون، مع تسليط الضوء على أهمية التعرف المبكر على هذه العلامات.
مادة الأفيون ما هي؟
الأفيون مادة مخدرة مستخلصة من نبات الخشخاش وتحتوي على مجموعة من القلويدات مثل المورفين والكودايين التي تُستخدم طبيًا لتخفيف الألم. ومع ذلك، يؤدي التعاطي غير المشروع لهذه المواد إلى الإدمان وتدهور كبير في الصحة الجسدية والنفسية.
أعراض تعاطى الأفيون الجسدية
تشمل الأعراض الجسدية لتعاطي الأفيون مجموعة من العلامات التي تظهر بوضوح على المتعاطي وتعد من أولى المؤشرات التي يمكن من خلالها اكتشاف الحالة:
- ضيق حدقة العين: من أبرز الأعراض الجسدية لتعاطي الأفيون هو ضيق حدقة العين، حيث تصبح العينان أصغر من الحجم الطبيعي.
- النعاس والخمول: يتسبب تعاطي الأفيون في الشعور بالنعاس المستمر والخمول، مما يؤدي إلى انخفاض القدرة على التركيز والقيام بالأنشطة اليومية.
- احمرار وحكة الجلد: قد يشعر المتعاطي بالحكة المتكررة واحمرار الجلد نتيجة لتحفيز الأفيون بعض المستقبلات في الجلد.
- الغثيان والإمساك: يعاني المدمنون غالبًا من اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والإمساك، بسبب تأثير الأفيون على حركة الأمعاء.
- التلعثم في الكلام: تأثير الأفيون على الجهاز العصبي المركزي قد يؤدي إلى تداخل في الكلام وصعوبة في التعبير بشكل واضح.
أعراض تعاطى الأفيون النفسية
لا تتوقف آثار تعاطي الأفيون عند الأعراض الجسدية، بل تتعداها لتشمل تغيرات نفسية كبيرة يمكن أن تكون مدمرة لحياة المتعاطي:
- تقلبات المزاج: قد يشعر المتعاطي بتغيرات حادة في المزاج، حيث ينتقل من النشوة المفرطة إلى الاكتئاب الشديد في وقت قصير. هذه التقلبات تؤثر على حياة الفرد اليومية وقدرته على التواصل مع الآخرين.
- القلق والأرق: يصبح المتعاطي أكثر عرضة للشعور بالقلق والتوتر الدائم، وقد يعاني من صعوبة في النوم (الأرق)، مما يزيد من حدة الإرهاق والتعب.
- ضعف الإدراك والذاكرة: يتسبب تعاطي الأفيون في ضعف الإدراك والذاكرة، مما يؤدي إلى الشعور بالتوهان وعدم القدرة على التركيز لفترات طويلة.
أعراض تعاطى الأفيون السلوكية
إضافة إلى التأثيرات الجسدية والنفسية، يؤدي تعاطي الأفيون إلى تغيرات كبيرة في سلوك المتعاطي، تشمل:
- الانسحاب الاجتماعي: يميل المدمنون إلى الانسحاب من حياتهم الاجتماعية، حيث يتجنبون الأنشطة التي كانوا يستمتعون بها سابقًا وينعزلون عن الأصدقاء والعائلة.
- التصرف بعدوانية: من الممكن أن يظهر على المتعاطي سلوك عدواني غير مبرر تجاه الآخرين، ما يزيد من التوتر والمشاكل في العلاقات الشخصية.
- إهمال المسؤوليات: سواء كانت في العمل أو الدراسة أو في المنزل، قد يتجاهل المدمن مسؤولياته ويتخلى عن أداء واجباته.
- السعي وراء الأفيون بأي وسيلة: يبدأ المتعاطي في الانخراط في أنشطة غير قانونية أو غير أخلاقية للحصول على المال اللازم لشراء الأفيون، مما يعرضه للمشاكل القانونية والاجتماعية.
طريقة تعاطي الافيون
تعاطي الأفيون يتم بعدة طرق تختلف في تأثيرها وسرعة الاستجابة، حيث يمكن للمستخدمين اختيار الطريقة بناءً على قوة المخدر والآثار المرغوبة. إليك أهم طرق تعاطي الأفيون:
التدخين
- الوصف: تُعد من الطرق الشائعة لتعاطي الأفيون. يتم تسخين الأفيون على ورقة أو قطعة من المعدن ثم استنشاق الدخان المتصاعد.
- التأثير: يبدأ مفعول الأفيون سريعًا بعد استنشاقه حيث يدخل المادة إلى الرئتين ومنها إلى الدم، ما يؤدي إلى تأثير سريع نسبيًا.
الحقن
- الوصف: يتم إذابة الأفيون أو الهيروين، وهو مشتق من الأفيون، في الماء ثم حقنه مباشرة في الأوردة أو تحت الجلد.
- التأثير: من أسرع الطرق في إيصال المخدر إلى الدماغ، حيث يكون التأثير سريعًا جدًا ويحدث شعور بالنشوة خلال دقائق. ومع ذلك، تعد هذه الطريقة من أكثر الطرق خطورة بسبب احتمالية الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الدم مثل الإيدز أو التهاب الكبد.
الشم
- الوصف: يتم سحق الأفيون إلى مسحوق ناعم ثم يُستنشق من خلال الأنف.
- التأثير: يؤثر الشم ببطء مقارنة بالحقن أو التدخين، حيث يستغرق بعض الوقت للوصول إلى مجرى الدم عبر الأغشية المخاطية في الأنف.
الابتلاع الفموي
- الوصف: يتم تناول الأفيون عن طريق الفم سواء على شكل أقراص أو كبسولات، أو يتم إذابة كمية من الأفيون في سوائل مثل الشاي.
- التأثير: يستغرق مفعول الأفيون وقتًا أطول ليظهر عند تناوله فمويًا لأنه يحتاج إلى الهضم والامتصاص عبر الجهاز الهضمي. يمكن أن يؤدي إلى تأثير مطول ولكنه أبطأ من الحقن أو التدخين.
التحميلة (الشرجية)
- الوصف: يتم إدخال الأفيون عبر فتحة الشرج على شكل تحميلة أو محلول.
- التأثير: تُعتبر هذه الطريقة أقل شيوعًا ولكنها تُستخدم أحيانًا لتحقيق تأثير مريح بدون الشعور بالغثيان الذي قد يسببه تعاطي الأفيون فمويًا.
المخاطر المرتبطة بطرق التعاطي المختلفة
- التدخين والشم: قد يؤديان إلى تلف الجهاز التنفسي والأنف.
- الحقن: ينطوي على مخاطر نقل الأمراض والإصابة بالعدوى، إلى جانب الجرعات الزائدة المميتة.
- الابتلاع الفموي: قد يؤدي إلى مشكلات في الجهاز الهضمي مثل الإمساك والتسمم في حالات الجرعة الزائدة.
كل طريقة من طرق تعاطي الأفيون تحمل مخاطر صحية عالية، وتؤدي في نهاية المطاف إلى الإدمان إذا تم استخدامها بشكل مفرط.
متى يبدأ تأثير الأفيون؟
تأثير الأفيون يبدأ عادة في غضون 15 إلى 60 دقيقة بعد التعاطي ويستمر لمدة تصل إلى 4 ساعات، وذلك بناءً على الجرعة وطريقة التعاطي.
عند تناول الأفيون عن طريق الفم، يُمتص عبر الجهاز الهضمي ويبدأ تأثيره بعد فترة وجيزة، ولكن قد يسبب ألمًا في المعدة وقد يتفاقم إلى حد التسمم.
ملخص أعراض تعاطى الأفيون
إن التعرف على أعراض تعاطي الأفيون يُعد خطوة مهمة في اكتشاف حالات الإدمان مبكرًا ومن ثم تقديم الدعم والعلاج اللازم للمتعاطي. تشمل الأعراض تغيرات جسدية مثل ضيق حدقة العين والخمول، أعراضًا نفسية مثل القلق والاكتئاب، وأعراضًا سلوكية مثل الانسحاب الاجتماعي والعدوانية.
تتطلب مكافحة الإدمان دعمًا من الأهل والأصدقاء وتدخلًا طبيًا متخصصًا، ولذلك يجب نشر الوعي حول خطورة هذه المواد والعواقب السلبية المترتبة على تعاطيها.
قد يهمك أيضاً: