لإدمان الكحول تأثيرات سيئة وخطيرة قد لا يدركها الشخص أول الأمر، إلا أنه وبعد مرور بعض الوقت من تناول الكحوليات بصورة كبيرة ومتواصلة يبدأ المدمن في مواجهة تأثير الكحول على الجهاز العصبي وكذلك أعضاء الجسم الأخرى والذي قد يكون مدمرا وقد يؤدي للوفاة أو على الأقل الإصابة بأضرار بالغة ودائمة.
انتشارالكحوليات
ينتشر تناول الكحوليات والخمور على نطاق واسع في دول الغرب التي تحاول وضع قيود وضوابط لشرب الكحوليات لتجنب ما قد يحدثه تأثير الكحول على الجهاز العصبي وباقي الجسم.
ورغم وجود ضوابط اجتماعية ودينية تحرم تناول الكحوليات بشكل كبير في بلادنا العربية، إلا أن ذلك لا ينفي وجود نسبة كبيرة ممن يتناولون الكحوليات والذين قد يصل بهم الأمر لإدمانه ومواجهة عواقبه الخطيرة على الصحة.
تأثير الكحول على الجهاز العصبي والجسم
- من المعروف أن للكحول تاثيرا قويا على وعي وإدراك الشخص بمجرد تناول كمية ولو بسيطة منه.
- ويزداد هذا التأثير خطورة عند تناول كميات أكبر من المشروب أو في حالة إدمان الكحول.
- ويبدأ تأثير الكحول بمجرد تناوله وعبوره لمجرى الدم والذي سريعا ما يصل للمخ مما يحدث تأثيرا قويا على كيمياء المخ.
- يتضمن تأثير الكحول أساسا على الجهاز العصبي التأثير على الناقلات العصبية وكذلك بعض الهرمونات التي تتداخل مع عمل الجهاز العصبي.
تأثير الكحول على الجهاز العصبي
ينقسم تأثير الكحول على الجهاز العصبي إلى قسمين أساسيين هما:
تأثير الكحول على الجهاز العصبي على المدى القصير مثل
- حدوث مشاكل في الرؤية.
- الصداع
- عدم القدرة على التنسيق أو Poor coordination.
- حدوث مشاكل في السمع.
- عدم القدرة على أداء بعض الأنشطة التي تتطلب تركيزا بشكل كامل مثل قيادة السيارات.
- تأثير الكحول على الجهاز العصبي على المدى البعيد ويشمل
- القلق.
- الاكتئاب.
- حدوث اضطرابات عقلية.
- الإصابة بالاعتلال العصبي مثل التهابات الأعصاب الطرفية.
- اضطرابات ومشاكل النوم.
- وجود أفكار تثير الذعر لدى الشخص.
- الإصابة بمتلازمة فيرنيك كورساكوف أو Wernicke-Korsakoff syndrome.
- الأفكار الانتحارية.
- وجود مشاكل بالذاكرة.
هذا بالإضافة للتأثير على الرسائل العصبية المختلفة التي يرسلها الجهاز العصبي المركزي من وإلى باقي أعضاء الجسم مثل القلب والرئتين مما يسبب مشاكل في معدل التنفس وكذلك عمل القلب وغير ذلك.
تأثير الكحول على باقي أعضاء الجسم
كما سبق وأوضحنا فإن تأثير إدمان الكحول لا يقتصر على الجهاز العصبي فقط، وإنما يمتد ليشمل باقي أعضاء الجسم كله.
ومن أهم تأثيرات الكحول على الجسم
- اضطرابات الوزن.
- زيادة فرصة الإصابة بالسرطان.
- اضطراب نسبة السكر بالدم.
- إضطرابات المناعة.
- وجود مشاكل في الأداء الجنسي.
- الإصابة بمشاكل في العظام والعضلات.
- حدوث مشاكل واضحة ببعض الأعضاء الداخلية مثل القلب والكلى وكذلك الكبد والرئتين والبنكرياس.
- ارتفاع ضغط الدم.
- اضطرابات المعدة والجهاز الهضمي.
- التسمم بالكحول.
وبالطبع تختلف هذه الأعراض الناتجة عن إدمان الكحول من حيث الشدة واحتمالية حدوث تبعا لعدد من العوامل منها
- السن.
- تعامل الجسم مع الكحول.
- حالة الجسم العامة.
- مدة التعاطي.
- جرعة الكحول التي تم تناولها.
قد يهمك أيضاً:
أعراض الجرعة الزائدة من الكحول
إن الكحول مثله كمثل معظم أنواع المواد الأخرى التي يتم تعاطيها وتؤثر بشكل واضح وقوي على المخ وباقي أعضاء الجسم بشكل سلبي وخطير، فقد تكون أي جرعة يتناولها المدمن هي جرعة النهاية أو الجرعة الزائدة والتي قد تؤدي به للوفاة
ومن أهم أعراض الجرعة الزائدة مو الكحول
- الإصابة بنوبات أو تشنجات.
- الجلد الرطب أو Clammy skin.
- اضطراب التنفس بشكل واضح وانخفاض معدل التنفس.
- فقدان الوعي.
- زرقان او شحوب الجلد.
- انخفاض واضح في درجة حرارة الجسم.
- الارتباك وعدم القدرة على التركيز بصفة عامة.
- انخفاض معدل ضربات القلب.
وبالطبع فبمجرد ملاحظة مثل هذه الأعراض على مدمن الكحول، يجب على الفور طلب الطوارئ لمحاولة إنقاذه قبل ان تزداد هذه الأعراض سوء وقد يصل الأمر للوفاة.
- قد يهمك أيضاً: 10 من أهم أخطار الكحول على الجسم
خطوات علاج الإدمان من الكحول
بعد أن تعرفنا على تأثير الكحول على الجهاز العصبي وباقي أعضاء الجسم بشكل خطير والذي قد يتعرض له حتى مشاهير العالم دون أن يلاحظوا ذلك في الوقت المناسب، فمن الهام معرفة كيفية علاج إدمان الكحول.
ويعتمد علاج إدمان الكحول على عدد من الخطوات الرئيسية والتي تسير بشكل متوازي أو متوالي حسب حالة المريض ورأي المختصين.
ومن أهم هذه الخطوات:
العلاج السلوكي
- والذي يهدف إلى التعرف على سلوك المدمن وأسباب الإدمان ومحاولة علاج هذه الأسباب وتعديل سلوكه أولا.
- كما يهدف إلى شرح خطورة وتأثير إدمان الكحول لهذا المدمن سواء عليه أو على باقي أفراد أسرته وكذلك للمجتمع.
- وتهدف هذه الخطوة كذلك إلى توجيه طاقة المدمن في اتجاه عمل بعض الأشياء المفيدة التي تشغله عن تناول الكحوليات.
سحب الكحول من الجسم
وتعتمد هذه الخطوة على كيفية سحب الكحول من الجسم تدريجيا ومواجهة الأعراض الانسحابية له مثل:
- الإصابة بتشنجات.
- الهلوسة.
- الارتجاف.
- الارتباك.
- العصبية والقلق.
- الرغبة في تناول المزيد من الكحول.
- وغالبا ما يتم استخدام بعض الأدوية لعلاج هذه الأعراض وكذلك لسحب المخدر من الجسم.
- كما تستخدم بعض الادوية في علاج بعض الآثار السلبية الناتجة من إدمان الكحول.
الدعم النفسي
- ويشمل دعم المدمن وتشجيعه على التعافي ويتضمن ذلك
- دعم الأسرة والأصدقاء والمقربين.
- دعم المجتمع والترحيب بالمتعافي كعضو فعال به.
- حضور مجموعات الدعم النفسي للتعرف على التجارب الناجحة لمدمنين سابقين.
الاستشارات النفسية
وهي من أهم خطوات العلاج والتي تشمل حضور المدمن للاستشارات النفسية على يد المختصين في كل مرحلة من مراحل العلاج وحتى بعد التعافي لضمان عدم حدوث انتكاسة والعودة للإدمان مرة أخرى.
وغالبا ما يلزم علاج إدمان الكحول التواجد في مستشفى أو مركز خاص لعلاج هذا النوع من الإدمان نظرا لصعوبة أعراضه وكذلك صعوبة التخلي عنه بإرادة المدمن.
وهناك برنامج شهير متبع في علاج إدمان الكحول يعرف ببرنامج ال12 خطوة لعلاج إدمان الكحول، وهو برنامج فعال وناجح يتم تطبيقه في كثير من مستشفيات علاج الادمان.
ومن الهام مراقبة المتعافي والحرص على إبلاغ الطبيب في حالة ظهور أي أعراض انتكاسة تشير لعودته لهذا الإدمان مرة أخرى.
وفي النهاية فإن تجنب تناول الكحوليات من الأساس يبعد الإنسان عن مواجهة تأثير الكحول على الجهاز العصبي وكذلك أجهزة الجسم الحيوية الاخرى.