ازدادت معدلات إدمان النساء في السنوات الأخيرة بشكل لافت، وهو ما أرجعته الدراسات النفسية والاجتماعية إلى عدة عوامل، يأتي على رأسها المشكلات الأسرية وتأثيرها السلبي على الفتيات والنساء. ونظرًا لأهمية دور المرأة في بناء المجتمع، فإن تفشي الإدمان بينهن يعد تهديدًا كبيرًا يستوجب الوقوف عند أسبابه، وسبل الوقاية منه.
في هذا المقال نستعرض بالتفصيل كيف تسهم الخلافات الأسرية والتفكك الأسري في دفع النساء نحو الإدمان، وما هي الوسائل المناسبة للتدخل المبكر والعلاج.
لماذا تؤدي المشكلات الأسرية إلى إدمان النساء؟
تلعب البيئة الأسرية دورًا أساسيًا في تشكيل شخصية المرأة منذ الطفولة. وعندما يغيب الاستقرار النفسي والدعم العاطفي داخل الأسرة، تبدأ المرأة بالبحث عن بدائل وهمية للهروب من الألم، وقد يكون الإدمان أحد هذه البدائل. إليك أبرز الأسباب:
1. عدم الاستقرار الأسري والضغوط النفسية
الخلافات المستمرة بين الوالدين، أو الانفصال، أو غياب أحد الطرفين، كلها عوامل تؤدي إلى خلل نفسي لدى الفتاة، خاصة في فترة المراهقة. هذا الخلل قد يدفعها إلى تجربة المخدرات كوسيلة للهروب أو التمرد على الواقع.
2. غياب القدوة الحسنة داخل الأسرة
تنشأ بعض الفتيات في بيئات أسرية غير مستقرة، حيث يتورط أحد الوالدين في تعاطي المواد المخدرة أو الكحوليات، ما يجعل من ذلك سلوكًا طبيعيًا أو مقبولًا في نظر الأبناء وفي بعض الحالات، قد تُجبر المرأة على تعاطي المخدرات من قبل الزوج أو أحد أفراد الأسرة.
3. انعدام الاحتواء العاطفي
عدم الاستماع للفتيات أو تجاهل مشاعرهن ومشكلاتهم، يؤدي إلى حالة من العزلة النفسية وفقدان الثقة في الأسرة، ما يدفع بعضهن للجوء إلى المخدرات كوسيلة للتنفيس أو لملء الفراغ العاطفي.
4. ضعف التنشئة الدينية والأخلاقية
غياب التوجيه الديني والتربوي الصحيح من الأسرة يُعد من أبرز الأسباب المؤدية إلى الانحراف السلوكي والإدمان. وينشغل كثير من الآباء والأمهات بأعباء الحياة، تاركين أبناءهم عرضة للتأثر بالصحبة السيئة والانجراف نحو المخدرات.
5. التدليل المفرط وتوفير المال بلا رقابة
إعطاء الفتيات مبالغ مالية كبيرة دون رقابة، خاصة في ظل غياب التوجيه الأسري، يجعل من السهل وصولهن إلى شراء المخدرات أو التجربة بدافع الفضول أو الملل، مما يمهد الطريق للإدمان تدريجيًا.
6. العزلة الاجتماعية وانعدام المشاركة
عدم تشجيع الفتاة على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية أو تنمية مواهبها يعزز شعور الفراغ والملل. ومع غياب الدعم الأسري، تلجأ بعض الفتيات إلى تعاطي المخدرات كوسيلة للهروب أو لملء الفراغ الداخلي.
كيف تقي الأسرة بناتها من الإدمان؟
الوقاية تبدأ من داخل الأسرة، من خلال تطبيق مجموعة من المبادئ الأساسية التي تسهم في بناء شخصية سوية، قادرة على مواجهة الضغوط دون اللجوء إلى الإدمان. ومن هذه المبادئ:
- الاحتواء العاطفي: الإنصات لمشكلات الفتيات وتقديم الدعم النفسي اللازم.
- القدوة الصالحة: أن يكون الوالدان مثالًا يحتذى به في السلوك والانضباط.
- المراقبة الواعية: متابعة صداقات الفتاة وتوجيهها بلطف عند الحاجة.
- تنمية المهارات: تشجيع الفتيات على ممارسة هواياتهن والانخراط في أنشطة مفيدة.
- الوعي المبكر: الحديث عن مخاطر الإدمان بوضوح دون ترهيب مبالغ فيه.
المشكلات الأسرية ودورها في إدمان النساء
تُعد المشكلات الأسرية من العوامل المحورية التي قد تدفع النساء إلى تجربة المخدرات ثم الإدمان، لكن بالاحتواء والتوعية والتنشئة السليمة يمكن للأسرة أن تكون الحصن الأول في حماية الفتيات من الوقوع في هذا الخطر. وعند ظهور مؤشرات الإدمان، فإن طلب المساعدة المبكرة من مراكز علاج الإدمان المتخصصة يُعد خطوة حاسمة نحو الشفاء والعودة إلى الحياة الطبيعية.
قد يهمك أيضاً: