دور الأسرة في علاج ادمان الفتيات عضوياً ونفسياً وسلوكياً يعد دور الاسرة في علاج ادمان الفتيات على المخدرات ، من اهم الادوار في مراحل العلاج المختلفة، خاصة العلاج النفسي والسلوكي للفتيات المدمنات، لذلك نتناول ونلقي الضوء على أهم الخطوات التي يجب إتباعها من الأسرة في مراحل مختلفة من رحلة علاج الإدمان ، منها مرحلة الإكتشاف وبدء العلاج العضوي، ودور الاسرة في علاج ادمان الفتيات من الناحية السلوكية والنفسية والمهارية، وذلك من خلال نقاط متعددة من هذا المقال.
دور الأسرة في علاج ادمان الفتيات على المخدرات .. مرحلة الإكتشاف:
من المعروف أن الأسرة هي النواة الأولى التي تتشكل للمجتمع، فإذا صلحت هذه النواة، كان ذلك نجاحاً للمجتمع في القضاء على ظاهرة الإدمان سواء عند الشباب او الفتيات، ونتناول في هذه النقطة دور الأسرة في علاج ادمان الفتيات على المخدرات، خاصة في مراحل الاكتشاف الأولى، والتي تتميز ببعض المظاهر التي يجب على الآباء والأمهات الانتباه إليها، ففي حالة ظهور هذه المظاهر لدى الفتيات، فإن هذا يعني ببساطة أن الفتاة تواجه شيئاً غير طبيعياً، وخطراً قد يكون الإدمان جزء كبير منه، ومن هذه المظاهر:
- إذا كانت الفتاة تعاني من بعض المظاهر العضوية والجسدية غير الطبيعية، مثل الإصابة بأعراض نزلات البرد، او سيلان الأنف بإستمرار، أو احمرار العين، وظهور الهالات السوداء بشكل كبير حول العين بدون سبب طبيعي، والشعور أن تلك الفتاة تعاني من الضعف والهزال العام، أو ظهور بعض المظاهر الجسدية مثل الغثيان أو القئ وغيرها من تلك الأعراض غير الطبيعية التي تحدث دون سبب.
- المظاهر النفسية المتعددة للفتاة التي تعاني من ظاهرة الإدمان، فإذا لاحظت الآباء والأمهات بعض المظاهر النفسية للفتاة، فمعنى ذلك أن تلك الفتاة قد تعاني من ظاهرة الإدمان، مثل العزلة والاكتئاب المستمر، او عدم الإختلاط مع العائلة او الأسرة، هذا إلى جانب ثقل الكلام، او التلعثم أثناء الحديث، مع ثقل الحركة والكسل المستمر، كما يمكن أن تعاني بعض الفتيات من عدم اللامبالاة، او عدم الشعور بالمحيط الاسري بشكل لافت للنظر، فإذا كانت تلك المظاهر تعاني منها الفتاة فإن ظاهرة الإدمان قد تكون من الأسباب القوية لظهور تلك المظاهر.
- هناك بعض المظاهر السلوكية، والتي تتمثل في ظهور بعض السلوكيات غير المنضبطة، او السلوكيات غير الطبيعية، والتي تغيرت في طباع الفتاة، مثل الخروج المتكرر بدون إذن من المنزل، أو التحايل والكذب على الأمهات والآباء بشأن الخروج من المنزل، او الحصول على اموال، كما يمكن أن يتغير سلوك الفتاة في صداقة بعض الصديقات، أو بعض التغيرات في ملابس الفتاة، مثل لبس الاكمام الطويلة بإستمرار حتى في المنزل، او المكوث بشكل دائم في الغرفة المخصصة لها، او المكوث لفترات طويلة في الحمام، أو ظهور بعض السلوكيات غير الطبيعية مثل العصبية الزائدة في العموم، او الشعور الدائم بالإكتئاب والحزن، وغيرها من المظاهر السلوكية التي تنبأ الأسرة والمحيط العائلي ان هناك شئ غير طبيعي من بينه ظاهرةالإدمان على المخدرات.
- بعد إلقاء الضوء على هذه السلوكيات والأعراض النفسية والجسدية للفتاة المدمنة على المخدرات، يمكن للأسرة الشك في الفتاة المدمنة وبالتالي التعامل معها من أجل علاجها من إدمان المخدرات، وبالتالي ننتقل إلى مرحلة أخرى من رحلة العلاج، ودور الأسرة في علاج ادمان الفتيات.
دور الأسرة في علاج ادمان الفتيات .. مرحلة العلاج العضوي والجسدي:
يتمثل دور الأسرة في علاج ادمان الفتيات خلال تلك المرحلة الهامة، وهي مرحلة بدء العلاج العضوي والجسدي، في إقناع الفتاة والتعامل معها بحذر من أجل بدء العلاج، والذهاب إلى المصحات والمستشفيات العلاجية المتخصصة في علاج الإدمان، ويمكن للأسرة إتباع بعض الخطوات الصحيحة والهامة من أجل البدء في العلاج، ومن أجل إقناع الفتاة بضرورة العلاج الجسدي والعضوي من إدمان المخدرات، وهذه الخطوات تتمثل في:
- التعامل الحذر مع الفتاة، مع ضرورة الإقناع بجميع الوسائل البعيدة عن العنف اللفظي او المعنوي أو الجسدي، وتذكيرها بالمخاطر التي يمكن أن تتعرض لها إذا استمرت في هذا الطريق الذي سيدمرها في النهاية.
- البدء في إجراءات العلاج، وعرض الفتاة المدمنة على المصحة أو المستشفى العلاجي المتخصص في طب علاج الإدمان، لكي تخضع للبرامج العلاجية والبرتوكولات الدوائية المخصصة لعلاج إدمان الفتيات من الناحية الجسدية والعضوية.
تابع دور الأسرة في علاج ادمان الفتيات .. مرحلة العلاج العضوي والجسدي
● يتمثل دور الأسرة في علاج ادمان الفتيات خلال مرحلة العلاج الجسدي والعضوي في المتابعة مع الأطباء والفريق العلاجي وتشجيع الفتاة معنوياً في تجاوز المرحلة التي تعد من أهم وأخطر المراحل في رحلة علاج الإدمان.
و يتمثل دور الأسرة في علاج ادمان الفتيات خلال تلك المرحلة في رفع معنويات مريضة الإدمان، غلا أن هذا الدور لابد له وان يتطور خلال مراحل العلاج التالية، والذي يصبح دور الاسرة فيها هو البطل في الرحلة، بل ويكون من اهم العوامل لوصول الفتاة الخاضعة لعلاج الإدمان إلى التعافي والشفاء نهائياً من هذه الظاهرة المدمرة، وهو ما نحاول تسليط الضوء عليه خلال النقطة التالية.
دور الأسرة في علاج ادمان الفتيات .. مرحلة العلاج النفسي والسلوكي:
كما تناولنا سابقاً أن دور الأسرة في علاج ادمان الفتيات خلال تلك المرحلة، يعد من أهم الادوار على الإطلاق، بحيث يكون هذا الدور، هو البطل في حكاية نجاح علاج إدمان الفتيات من المخدرات، ويتمثل الدور الأهم خلال تلك المرحلة للاسرة في إتباع
الخطوات التالية:
● ضرورة الاحتواء العاطفي والمعنوي للفتاة الخاضعة للعلاج النفسي والسلوكي والمهاري، وضرورة تهيئة الأجواء لهذا العلاج، من خلال التشجيع والتحفيز للوصول إلى التعافي، وعدم نقدها على ما فات من مرحلة الإدمان، وملأ الفراغ العاطفي والمعنوي والنفسي للفتاة والذي يعتبر من أسباب الإدمان في بداية الأمر.
● مشاركة الفتاة في الأنشطة الإجتماعية، أو تشجيعها على تغيير سلوكياتها من خلال تحفيزها على التفوق الدراسي، أو من خلال تنمية مواهبها الخاصة والتي تعتبر من المهارات التي يمكن إخراجها من حالة وسلوكيات الإدمان.
تابع دور الأسرة في علاج ادمان الفتيات .. مرحلة العلاج النفسي والسلوكي:
● ضرورة مراقبة الفتاة بدون إحراجها، أو التدخل في حياتها، من خلال معرفة الاصدقاء المقربين لها، والقضاء على جميع المظاهر التي تذكرها بالماضي أو التي تذكرها بسلوكيات الإدمان التي كانت تعتادها في المراحل السابقة قبل العلاج العضوي أو الجسدي.
● يتمثل دور الأسرة في علاج ادمان الفتيات خلال تلك المرحلة، على تنمية مهارة الفتاة من خلال وضع سلوكيات ومهارات جديدة من خلالها يمكن تدريبها على الحياة الجديدة، بمساعدة الاطباء النفسيين، وذلك من أجل جعل الفتاة تواجه الحياة بدون الهروب من المشاكل الحياتية المستقبلية التي تواجهها، ومن ثم بعدها بذلك من العودة إلى الإدمان أو الانتكاسة.
وفي خلال هذه المرحلة، يضع الفريق الطبي المعالج دور الأسرة في علاج ادمان الفتيات سلوكياً ونفسياً، في جميع البرامج العلاجية التي تعالج الفتاة سلوكياً ونفسياً، او في برامج عدم الانتكاسة والعودة إلى المخدرات مرة أخرى، لذلك يعتبر هذا الدور هو الدور الرئيسي إن لم يكن الأهم خلال مراحل العلاج المتأخرة والوصول للشفاء والتعافي نهائياً من إدمان المخدرات.
قد يهمك أيضاً: