هل الاقلاع عن المخدرات هل يعيد لخلايا المخ نشاطها؟ يمكن أن يؤثر تعاطي المخدرات على كل جزء من حياتك قد يضعف الإدمان صحة جسمك، ويتداخل مع علاقاتك، ويغير الطريقة التي تنظر بها إلى العالم الخارجي وأحد الآثار الجانبية الأكثر ضررًا لتعاطي المخدرات هو تلف دماغك، إذا كنت قد أسأت استخدام العقاقير الطبية، أو الهيروين، أو الكوكايين، أو المنشطات، أو الاكتئاب، أو المهلوسات، أو أنواع أخرى من المخدرات، فقد يكون دماغك قد تعرض لقدر كبير من الضرر.
والخبر السار هو أن عقلك يستطيع أن يشفي نفسه عند الأقلاع عن المخدرات؛ ولكن يجب عليك تهيئة الظروف المناسبة للقيام بذلك. وعندما تفعل ذلك، يستطيع الدماغ إعادة تأسيس توازنه الكيميائي. بمجرد التوازن، يمكن لعقلك أن يبدأ في استعادة السيطرة على دوافعك وعواطفك وذاكرتك وأنماط تفكيرك وصحتك العقلية.
كيف تؤثر المخدرات على دماغك؟
عندما تكون مصابًا باضطراب تعاطي المخدرات، فقد لا يعمل دماغك كما ينبغي فيمكن أن تتداخل الأدوية مع الكيمياء الطبيعية لدماغك على الرغم من أنك قد لا تشعر بأي اختلاف أو تلاحظ أي تغييرات كبيرة في البداية، إلا أن سلوكك قد يصبح غير منتظم تدريجيًا عندما يتكيف عقلك مع تعاطي المخدرات، إذا كان دماغك متأثر حاليًا بتعاطي المخدرات، فقد تلاحظ تغيرات في السلوك يمكن أن تشمل:
- الاندفاع: عندما تعاني من الإدمان، يميل دماغك إلى إثارة ردود فعل اندفاعية قوية وعندما يحدث هذا، قد تنخرط في سلوكيات محفوفة بالمخاطر.
- فقدان السيطرة العاطفية: العديد من أنواع المخدرات يمكن أن تجعل من الصعب السيطرة علي عواطفك فعندما تنتهي حالة النشوة، قد تصبح عواطفك أكثر من أن تتحملها، مما يجعلك تنفجر عاطفيًا أو تعود إلى تعاطي المخدرات.
- الذاكرة: يمكن أن تؤثر بعض الأدوية على الحُصين “الفص الصدغي” في دماغك، والذي يسمح لك بتعلم المعلومات وحفظها، عندما تواجه تحديات تعاطي المخدرات، قد تواجه مشكلة في تذكر الفواتير أو التواريخ المهمة أو الاجتماعات أو التزامات العمل أو الأنشطة الاجتماعية.
- نظام المكافأة: تخدع المخدرات نظام المتعة في الدماغ وتجدده، مما يزيد من احتمال تعاطي المخدرات مرارًا وتكرارًا.
- تفكير مرن: قد تؤثر الأدوية على الطريقة التي يعالج بها دماغك المعلومات. إذا لم تكن قادرًا على استيعاب معلومات جديدة، فستجد صعوبة في تعلم سلوكك أو التكيف معه أو تغييره. قد تجد أيضًا صعوبة كبيرة في التغلب على العادات السيئة أو الضارة.
- الصحة النفسية: يمكن لأدوية الاكتئاب أن تبطئ نشاط دماغك حيث تميل المنشطات إلى التدخل في أنماط نومك، قد تؤدي المواد الأفيونية إلى تثبيط الجهاز العصبي المركزي، يمكن أن تزيد المهلوسات من مستويات القلق لديك وتغير إدراكك الحسي، كل هذه التأثيرات لديها القدرة على زيادة خطر الإصابة باضطرابات الصحة العقلية الأساسية.
لحسن الحظ، هناك خطوات يمكنك اتخاذها للمساعدة في إصلاح دماغك.
اعراض الاقلاع عن المخدرات
يمكن أن تختلف أعراض الانسحاب من شخص لآخر ويمكن أن تكون خفيفة أو شديدة. تعتمد الأعراض على:
- نوع المادة المخدرة ومدة استخدامك لها
- العمر
- الصحة الجسدية
- حالتك العقلية والعاطفية
يمكن أن تشمل الأعراض ما يلي:
- عدم القدرة على النوم
- التهيج
- تغيير الحالة المزاجية
- اكتئاب
- قلق
- اوجاع والآم
- الرغبة الشديدة
- التعب
- رؤية أشياء غير موجودة (الهلوسة)
- استفراغ و غثيان
- إسهال
- التعرق
- قد تشعر أيضًا بالحرارة والبرد، أو تعاني من القشعريرة، أو تعاني من سيلان في الأنف
يمكن أن تشمل أعراض الانسحاب الشديدة، وخاصة بالنسبة للمخدرات والكحول، ما يلي:
- جنون العظمة
- ارتباك
- الارتعاش
- الارتباك
- النوبات
يمكن أن تستمر الأعراض لبضعة أيام أو أسابيع، لكنها ستتوقف مع مرور الوقت.
ما الذي يمكنك فعله للمساعدة في إصلاح دماغك؟
1. التخلص من السموم
- عندما تقوم بإزالة المخدرات من جسمك، فإنك تمنح عقلك بداية جديدة لاستعادة توازنه، في تلك المرحلة قد تواجه بعض أعراض الانسحاب ولكن مع استمرارك في عملية إزالة السموم وإكمالها، فإنك تحفز إعادة ضبط التوازن الكيميائي الطبيعي لدماغك.
- قد تفكر في التخلص من السموم كوسيلة لتنشيط عقلك تمامًا، فالمخدرات تسبب في خلل مؤقت في وظائف دماغك وبمجرد أن يتحرر جسمك وعقلك من المخدرات، ستتمكن من تنشيط عقلك وإعداده للعلاج، حيث ستتعلم تجاهل الرغبة الشديدة في المخدرات والتكيف مع العمل بدون مخدرات في حياتك.
2. المشاركة في العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
- يعلمك هذا النوع المحدد من العلاج السلوكي تحديد وتغيير أنماط التفكير الهدامة التي لها تأثير سلبي على سلوكك.
- أن العلاج السلوكي المعرفي يمكن أن يساعد أيضًا في تغيير السلوك المختل في الجهاز العصبي المركزي، عندما تنخرط في العلاج المعرفي، فإنك تشجع نمو الشبكة العصبية في دماغك، تحدد هذه الشبكات العصبية طريقة تفكيرك وشعورك ورؤيتك للعالم.
- تشكل الشبكات العصبية أيضًا ما تعتقد أنه ممكن، يمكن أن يساعد نمو هذه الشبكات بدوره في دعم التغيير الإيجابي في سلوكك.
- يزيد العلاج السلوكي المعرفي أيضًا من نشاط الدماغ في اللوزة الدماغية وقشرة الفص الجبهي، تتحكم اللوزة الدماغية في كيفية معالجة الخوف والتهديدات، تتعامل قشرة الفص الجبهي مع المنطق والتفكير العقلاني.
- عندما تشارك في العلاج السلوكي المعرفي كجزء من مراحل علاج الإدمان، فإنك تعمل على تعزيز سيطرتك على عواطفك ودوافعك، فضلاً عن جعل تفكيرك أكثر مرونة ونتيجة لذلك، قد تلاحظ عددًا أقل من الانفجارات، وزيادة في القدرة على التفكير المنطقي، ومنظورًا أفضل للعالم وقدرتك على النجاح فيه.
3. اليقظة والتأمل
- اليقظة والتأمل يقويان الروابط في دماغك، أن التركيز المستمر وإعادة تركيز عقلك يزيد من الاتصال بين القشرة السمعية لديك والمناطق الموجودة في دماغك التي تتعامل مع العمليات المرجعية الذاتية.
- تحدد هذه العمليات في دماغك كيفية ربط المعلومات من العالم الخارجي بنفسك بمعنى آخر، يشجعك التأمل على تصديق الأشياء الإيجابية التي تسمعها عن نفسك على سبيل المثال، عندما تقول: “يمكنني التعافي” أو “سأعيش أسلوب حياة رزين” وتركز عقلك على هذا النوع من الأفكار، فإن عقلك يساعدك على رؤية نفسك في مرحلة التعافي على المدى الطويل والعيش بأسلوب حياة رصين.
وجدت دراسة أخرى أن اليقظة الذهنية والوساطة يمكن أن تقلل من خطر الانتكاس، يمكن أن تشمل الفوائد الأخرى لليقظة الذهنية ما يلي:
- زيادة كمية المادة الرمادية في الدماغ، مما يساعد على الإدراك الحسي، بما في ذلك البصر والسمع، تساعدك زيادة المادة الرمادية أيضًا على اتخاذ قرارات صحية وإظهار ضبط النفس.
- زيادة سمك القشرة القشرية في منطقة الحصين، مما يزيد من ذاكرتك وقدرتك على تعلم عادات وسلوكيات جديدة.
- انخفاض حجم خلايا الدماغ في اللوزة الدماغية، مما قد يقلل من الخوف والقلق والتوتر.
الاقلاع عن المخدرات هل يعيد لخلايا المخ نشاطها
الدماغ هش ولكنه متين حتى بعد تعرضه للتلف بسبب المخدرات، فإن دماغك قادر على إصلاح نفسه بعدة طرق، والتي يمكن أن تشمل:
- المرونة العصبية هي العملية التي تسمح لعقلك بمواصلة العمل حتى عندما يؤدي تلف الخلايا إلى تعطيل المسارات العصبية.
- يمكن لخلايا الدماغ إعادة تكوين نفسها. مع مرور الوقت، فإن أي خلايا تتلفها بسبب تعاطي المخدرات سوف تتجدد في النهاية.
- وظائف الدماغ تحدث في مناطق مختلفة من الدماغ. وبعبارة أخرى، حتى لو تسببت المخدرات في إتلاف المركز الأصلي للذاكرة، والوظيفة الإدراكية، والإدراك الحسي، فيمكنك استخدام مناطق أخرى من الدماغ للتذكر، والتفكير المنطقي، وشحذ حواسك. ومع ذلك، لكي تنجح هذه المهمة، عليك أن تحافظ على دماغك وجسمك خاليًا من المخدرات.
هل الدماغ يرجع طبيعي بعد الادمان؟
ليس سراً أن المخدرات لديها القدرة على إتلاف دماغك، يمكنها تعطيل التوازن الدقيق في دماغك وتدمير الاتصالات العصبية لكن الأمل لا يضيع. إن الدماغ جيد حقًا في تجديد أسلاكه وتعديل اتصالاته بالإضافة إلى ذلك، يمكنك استخدام أجزاء أخرى من دماغك للحفاظ على الوظائف الأساسية أثناء التعافي من الإدمان.
هنا في مستشفي دار الشفاء، لدينا فريق متخصص من المختصين يعرفون ما يعنيه التغلب على تحديات الإدمان، عليك أن تأخذ الخطوة الأولى اتصل بنا 201004005711+ إذا كنت مستعدًا لبدء عملية العلاج والتعافي والمتابعة أو إذا كانت لديك أسئلة حولها، لدينا برامجنا العلاجية للأشخاص الذين يسعون إلى التعافي الحقيقي.
قد يهمك أيضاً: علاج المخدرات بسرية