تعددت أنواع الإدمان والمخدرات، وتعددت معها الخطر الذي ينتج عنه هذا الإدمان من أخطار مجتمعية من زيادة الجرائم والعنف من ناحية، وعلى الفرد من ناحية أخرى، من تعدد الخطر الصحي والنفسي والعقلي، ولعل من أنواع الإدمان التي تعتبر لها خطرها على بعض الفئات، هي تلك الأنواع التي قد يقع فيها الفرد دون أن يقصد ذلك ومنها ادمان الكلة، وفي هذا المقال نتناول في نقاط سريعة اضرار ادمان الكلة على الفرد من الناحية الصحية العضوية والنفسية، وعلى الجوانب المجتمعية وغيرها.
و يعد ادمان مادة الكلة، غير منتشر في كل الفئات، بل إنها تنتشر في بعض الفئات الشعبية، والتي تعمل في مجالات ترتبط بصناعة هذه المادة، أو الصناعات التي تستخدم الكلة دائما في صميم عملها، هذا إلى جانب الفئات الأكثر تدنياً في المجتمع المصري مثل أطفال الشوارع والمشردين، والأحياء الشعبية، والأطفال والشباب والمراهقين في الأحياء الفقيرة، وغيرها، لذلك نجد ان الخطر يزيد مع ارتباط المخدرات او ادمان مادة الكلة في فئات قد تشكل خطراً على الامن وتزيد من الجرائم مثل أطفال الشوارع مثلاً، مما يزيد من هذه ظاهرة الأطفال المشردين وربطهم بعمليات الجريمة وتجارة المخدرات والأعمال الغير مشروعة.
اضرار ادمان الكلة على المستوى الصحي
مثله مثل العديد من أنواع المخدرات وإدمانها، يعد ادمان الكلة من الأخطار التي تهدد الجانب الصحي.
فعلى الرغم من أن العديد من الناس يعتقد أن ادمان الكلة ليست له أخطاره الصحية الكبيرة مثل باقي المخدرات،
إلا أن الأخطار في الحقيقة تتعدد، وهو ما نحاول تسليط الضوء عليه في هذه النقطة من خلال العرض التالي:
اضرار ادمان الكلة على الجانب العضوي
هناك بعض الأخطار على الجوانب العضوية في جسم الإنسان خاصة الأطفال والشباب والمراهقين الذين يدمنون الكلة وهي:
التعرض للتسمم والموت الفجائي بسبب شم تلك المادة الكيميائية الخطيرة.
الخلل في وظائف الجهاز الهضمي، وعدم انتظام ضربات القلب،
وارتفاع ضغط الدم الفجائي إلى جانب الخلل والاضطراب في الدورة الدموية
في مختلف الأوعية الدموية في مختلف أعضاء الجسم، مما يعرض المدمن إلى الوفاة الفجائية،
خاصة ان من يتعرض لهذه المادة أو من يدمنها في سن مبكر نسبياً.
التهابات الجهاز التنفسي، واضطرابات في وظائف الرئتين، مع التعرض لإصابة بعض الأمراض
التنفسية الشهيرة، مثل التهاب الشعب الهوائية، والتهاب الجيوب الأنفية المزمن، والتهابات الأنف.
لأن من المعروف أن طريقة التعاطي الشهيرة للكلة، هي طريقة التعاطي عن طريق الأنف.
تدمير الجهاز المناعي، مما يزيد من الإصابة بالأمراض الخطيرة المختلفة،
خاصة ان البيئة التي يتم فيها تعاطي الكلة، في الأغلب تكون بيئة إجرامية
بين الأطفال والشباب المعرضين، والتعرض لعمليات الإغتصاب او الإتصال الجنسي المتكرر بين الطرفين،
وهذه بيئة خصبة لظهور الامراض الجنسية المختلفة ومنها مرض الإيدز، وهذا بسبب ضعف المناعة.
خطر الإصابة بمرض السل او الربو، وهو من اضرار ادمان الكلة الشهيرة،
وذلك بسبب ضعف المناعة وتأثر الجهاز التنفسي والتعرض لمخاطر كثيرة بسبب التعاطي عن طريق الأنف.
اضرار ادمان الكلة على الجانب العقلي والنفسي
هناك أضرار نفسية عديدة تعتبر من اخطر اضرار ادمان الكلة
لأن الكلة نوع من أنواع المخدرات بسبب التركيبة الكيميائية الموجودة بها والتي لها
علاقة كبيرة في التحكم في الجهاز العصبي المركزي من ناحية، وفي التحكم في خلايا المخ من ناحية أخرى،
وفيما يلي عرض شامل من خلال نقاط على الأمراض النفسية،
والأعراض النفسية والعقلية التي تظهر على مدمن الكلة، والتي تؤدي إلى أخطار عديدة:
الإصابة بالقلق والتوتر والعنف الزائد بدون مبرر، او سبب واضح،
وهذا في حد ذاته يجعل من فرصة الجريمة مرتفعة، خاصة بين أطفال الشوارع أو الفئات التي تدمن شم الكلة،
خاصة إذا افترضنا، أن تلك الفئات تعيش في بيئة غير سوية، او بيئة تنتشر فيها العناصر الإجرامية،
وهذا يكون حافزاً قوياً على ارتكاب العديد من الجرائم مثل السرقة والاغتصاب والقتل وغيرها.
– الإصابة بالإكتئاب الحاد والمزمن، وهو ما يصيب من يدمن الكلة بالتفكير الدائم في قتل النفس والإنتحار،
والتخلص من هذا الاكتئاب، وهذه صفة مشتركة في جميع أنواع المخدرات،
وليست منحصرة على ادمان الكلة فقط، وهو ما يجعلنا نؤكد أن الإكتئاب
سبب من أسباب الإصابة به هو ادمان المخدرات بشتى أنواعها.
– تدمير الجهاز العصبي المركزي، بشكل سريع، مما يجعل الشخص المدمن على الكلة
سريع الإنفعال من أتفه المواقف، وهو ما يجعل السيطرة على الانفعالات خاصة تحت تأثير التعاطي
أمراً صعباً وهذا سبب أخر لارتكاب بعض الجرائم، وهذه من اضرار ادمان الكلة الشهيرة.
– الشعور الدائم بالعزلة الاجتماعية، وذلك بسبب ان شم الكلة أو إدمانها يتم بعيدا عن أعين الناس،
او في بيئات منعزلة بعيدا عن الناس، وفي أغلب الأحيان تكون بيئة إجرامية، غير سوية أخلاقيا أو مجتمعيا.
هذه كانت أهم اضرار ادمان الكلة على المستوى النفسي والعقلي، وهذه لها ارتباط وثيق في زيادة الجرائم، وفرص ارتكابها،
خاصة كما اشرنا في السابق، انها تنتشر اصلا في الفئات الاكثر عرضة لارتكاب الجرائم بشتى أنواعها.
هل شم الكلة مضر؟
نعم ومع الوقت يعتبر إدمان، هناك بعض العلامات والتي تعتبر مؤشراً على ادمان الكلة، وتعتبر من المخاطر الظاهرية والتي ان ظهرت على شخص لابد من التدخل الفوري من أجل العلاج، ومن هذه الأعراض الظاهرية ما نتناوله في تلك النقاط التالية:
عدم الاهتمام بالمظهر الخارجي، أو بالنظافة الشخصية.
ثقل في الكلام او التلعثم الدائم أثناء الكلام.
عدم التوازن في المشي خاصة عندما يكون المدمن تحت تأثير شم أو ادمان الكلة.
الدوخة والتذبذب في مقلتي العين، مع الزغللة الدائمة وعدم التركيز في البصر، وعدم وضوح الرؤية.
الضعف والهزال الجسدي العام، خاصة في العضلات أو العظام، خاصة عند الأطراف أو القدمين واليدين.
الخمول والكسل العام، وعدم التحرك بسرعة أو اتخاذ قرار الحركة بسرعة طبيعية.
عدم التآزر الحركي، والإصابة بالبلادة والبرود في المشاعر كما يعاني مدمن الكلة
من عدم الانتباه الصحيح بمن حوله خاصة عندما يكون تحت تأثير شم الجرعة.
بالنسبة للأطفال أو المراهقين أو الشباب الذين يدمنون الكلة،
فهناك مظهر آخر وهو عدم الذهاب إلى المدرسة والتغيب المستمر،
مع انخفاض التحصيل الدراسي بسبب عدم التركيز، أو انخفاض الأداء المهني،
في حالة ان من يدمن شم الكلة، من الفئات الأكبر سنا.
يبقى نقطة أخيرة في موضوع اضرار ادمان الكلة.
هي ظاهرة إدمان اطفال الشوارع للكلة، فهي الأكثر انتشارا بينهم.
بالإضافة إلى إرتباط ادمان الكلة بالجرائم التي يرتكبها أطفال الشوارع أو اشتراكهم
في البيئة غير السوية أو الإجرامية، لذلك يتم الربط بين ادمان الكلة وبين هذه الجرائم.
مما يزيد من تفاقم المشكلة وصعوبة حلها، إلا أن الحل يبقى في النهاية في حل المشكلة.
من الجذور وهو القضاء على كل من ظاهرة الادمان عموماً ومعها إحتواء أطفال الشوارع والقضاء على الأسباب التي تؤدي إليها.
