علاج ادمان الكلة وما هي؟ من أنواع الإدمان التي ارتبطت في السنوات الأخيرة بالجرائم والعديد من الحوادث، وازدياد البيئة الاجرامية في مصر، ادمان الكلة، وذلك لأنها ارتبطت ببعض الظواهر التي تزيد من فرصة الجريمة، وفرصة ارتكاب بعض الحوادث التي تزيد من عدم الأمان في الشارع المصري، الا وهي ادمان الكلة، وأضرار ادمانها سواء على المستوى الصحي او النفسي أو العقلي وغيرها،
لذلك نتناول في هذا المقال الخطوات الصحيحة لعلاج ادمان الكلة ولعل الخطوات الصحيحة لعلاج ادمان الكلة، لا تعتبر خطوات فردية، مثلما نتحدث عن خطوات علاج الادمان بالنسبة للعديد من المخدرات، بل إنها تعتبر قضية مجتمعية في المقام الأول، وهذه القضية نتناولها في بعض النقاط، والاسباب التي جعلتها قضية مجتمعية لابد من علاجها بحكمة وروية وتضافر عاجل من جميع الجهات المدنية والمؤسسية في الدولة والمجتمع المصري، وهو ما نحاول تسليط الضوء عليه في النقاط التالية خلال السطور القادمة.
علاج ادمان الكلة .. قضية مجتمعية قبل أن تكون فردية.. فما السبب؟
إذا تحدثنا عن الأسباب التي جعلت قضية علاج ادمان الكلة لتكون مجتمعية قبل أن تكون فردية تخص الفرد المدمن دون غيره، هو ارتباط ادمان الكلة و اضرار ادمان الكلة بالمجتمع بشكل رئيسي، ومن خلال النقاط التالية نتعرف عن الأسباب التي جعلت هذه القضية، من قضايا المجتمع الخاصة التي لابد من تضافر الجهود من أجل حلها، وذلك بسبب:
- ارتباط قضية علاج ادمان الكلة، بحل مشكلة من أكثر الظواهر التي ارتبط بالشارع المصري وهي قضية التشرد في الشوارع، أو ما يطلق عليها “أطفال الشوارع” فهذه القضية انتشرت كثيرا في الشوارع المصرية وفي جميع المدن المصرية تقريباً، خاصة في المدن الكبرى، ولسنا في صدد الحديث عن أسباب انتشار هذه الظاهرة، بقدر التعرف على أن ادمان الكلة ينتشر بين هؤلاء الأطفال مما يزيد تفاقم المشكلة سواء زيادة خطر الظاهرة تلك او زيادة الادمان على المخدرات عامة، وعلى ادمان الكلة خاصة.
- علاج ادمان الكلة يرتبط أيضاً بالقضاء على الجريمة المنظمة، والتي تستخدمها في ادمان الأطفال والشباب والمراهقين المنظمين للسيطرة عليهم في الجريمة وكيفية توجيههم لفعلها، حيث تنتشر ادمان الكلة، في المناطق التي ترتبط ببيئة إجرامية وغير سوية، والتي تنتشر فيها جرائم مثل الاغتصاب والقتل والسرقة بالإكراه وقطع الطريق وغيرها من الجرائم، لذلك تعد علاج ادمان الكلة مرتبط بشكل رئيسي بالقضاء على تلك البيئة الإجرامية.
هذه الأسباب السابقة تضع يدنا على أول الطريق في علاج ادمان الكلة ، وكأنها ملامح الطرق وجرس الإنذار للمجتمع بضرورة العلاج وتضافر الجهود من أجل ذلك، فماذا عن الخطوات العاجلة على جميع المستويات لعلاج ادمان الكلة سواء على المستوى الصحي أو النفسي والسلوكي، او بالنسبة للحلول المجتمعية، و الإجابة نتعرف عليها خلال النقاط التالية.
علاج ادمان الكلة .. خطوات عاجل لإنقاذ المدمن صحيا وعضويا:
هناك العديد من الأخطار الصحية والعضوية التي يعاني منها مدمن شم الكلة، حيث تؤثر اضرار ادمان الكلة ، على الصحة بشكل عام خاصة الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، وعلى خلايا المخ المسئولة عن الشعور والوعي والحركة خاصة في الأطراف، حيث يعاني مدمن المدمن ثقل في اللسان والكلام والحركة خاصة في اليدين والقدمين، هذا إلى جانب التعرض للجلطات في المخ والأوعية الدموية، وإضعاف القلب وعضلته المسئولة عن ضخ الدم، والتعرض للأزمات القلبية المفاجئة، والتي تؤدي إلى الوفاة الفجائية، وتدمير الجهاز المناعي مما يعرض المدمن للإصابة ببعض الأمراض التي ترتبط بضعف المناعة وأشهرها الإيدز، وأيضاً مرض السل والربو وغيرها من الأمراض.
إلى جانب الأخطار الصحية السابقة، لو أضفنا إليها البيئة الغير سوية والذي يتعاطى فيها المدمنين على شم الكلة، ومعظم المدمنين عليها من الفئات المشردة، أو الذين يعيشون في حياة غير نظيفة معنويا وجسديا، تخلينا حينها صعوبة وتفاقم الحياة التي يعيشها هؤلاء على المستوى الصحي والعضوي.
أما من حيث العلاج، فمع اكتشاف مدمن الكلة، ومعرفة العلامات الخاصة بهذا العلاج، واتخاذ إجراءات العلاج من بداية إقناعه بضرورة العلاج، والأخذ بيده إلى أقرب مستشفى علاج ادمان، يتم من خلالها الخطوات التالية، والتي تهدف إلى وقف التعاطي في المقام الأول:
- علاج الجسم من الأخطار الصحية التي يتعرض لها جراء ادمان الكلة، ومنها اخراج السموم من الجسم، وهذه المرحلة معروفة في بدايات العلاج، وهي أن يتم تنقية الجسم والدم من سموم المخدر، أو من الآثار الجانبية المرتبطة بالمادة نفسها وتأثيراتها على المخ وخلايا الدم، والبول وغيرها، وتستمر لعدة أيام او أسبوع كامل.
- تأتي المرحلة الثانية وهي علاج الأعراض الانسحابية، ومن المعروف أن كل المخدرات بإختلاف شدتها ودرجة إدمانها وخطرها لها أعراضها الانسحابية والتي قد تختلف من نوع إلى آخر، أما عن الكلة، فلها أعراضها الخاصة، والتي يجب التعامل معها، وهذه المرحلة تعتمد على فريق علاجي متخصص، يتعرف على الحالة الوظيفية للجسم من ناحية، والناحية الأخرى معرفة درجة الإدمان وغيرها من العوامل.
- أما المرحلة الثالثة من علاج ادمان الكلة، هو معرفة النتائج السلبية الخطيرة على الصحة، ومدى تأثر الجسم من ادمان الكلة وأضراره، ومحاولة العلاج، مثل علاج القلب او الجهاز الهضمي او التنفسي وغيرها، حسب تأثر كل حالة على حدة.
علاج ادمان الكلة من الناحية النفسية والسلوكية.. أهم وأخطر تلك المراحل العلاجية:
تعتبر المرحلة الأهم على الإطلاق في مراحل وخطوات العلاج هو العلاج المعرفي السلوكي، أو العلاج النفسي، وهي مرحلة تعتمد على عدة عوامل، وتضافر جميع الجهود نظراً لعلاج ادمان الكلة وطبيعته التي ذكرناها في السابق، وهي الطبيعة المجتمعية، لذلك نجد أن علاج ادمان الكلة النفسي والسلوكي، يعتمد على:
- تضافر المؤسسات الطبية خاصة النفسية في إعداد برامج نفسية خاصة للأطفال والشباب والمراهقين، من أجل العلاج النفسي والسلوكي، وتعاون تلك المؤسسات الصحية مع المؤسسات التأهيلية التابعة للحكومة، مع المؤسسات الأمينة الخاصة بالقضاء والحد من الجريمة.
- تعتمد البرامج السلوكية والمعرفية والنفسية على اتخاذ بعض الخطوات التي تعتمد على التأهيل النفسي والسلوكي والمجتمعي وضرورة اندماج معظم الفئات التي تدمن الكلة مثل أطفال الشوارع والمشردين، وضرورة اندماجهم مع المجتمع وحل مشاكلهم الاجتماعية والنفسية والاقتصادية وغيرها.
- لا تختلف البرامج التأهيلية عن غيرها في علاج ادمان المخدرات، اللهم إلا في تكثيف الجهود والتعاون من أجل المشاكل المجتمعية الخاصة بمدمني الكلة، لأنها ترتبط بعالم الجريمة وتهديد الأمن في الشارع المصري.
إجراءات واقتراحات من أجل نجاح علاج ادمان الكلة:
وهذه الاجراءات كما تحدثنا في السابق، لابد ان تعتمد على التعاون بين المؤسسات المدنية والحكومية، نظراً إلى القضية المجتمعية لأطفال الشوارع وارتكاب الجرائم المختلفة، وارتباط ادمان الكلة بهذا العالم الغير طبيعي او الغير سوي، لذلك هناك بعض الاقتراحات والإجراءات التي يجب أن ينظر إليها بعين الإعتبار مثل:
- محاولة تجريم بيع الكلة أو استخدامها في غير محلها، حتى تقتصر هذه المادة على الصناعات المستخدمة فيها وفقط.
- الكشف الدوري على بعض الحرفيين والعمال الذين يتعاملون مع الكلة بشكل يومي ومستمر، حتى يتم علاجهم والحد من محاولة إدمانهم لمادة الكلة.
- مراقبة المشردين وأطفال الشوارع ومحاولة حل هذه المسألة من الجذور بإعادة تأهيلهم، والقضاء على الأوكار الخاصة بها في الشوارع وفي أماكن الشوارع المهجورة وغيرها من الأماكن.
في نهاية الأمر يعد علاج ادمان الكلة، كما تحدثنا في هذه النقاط السابقة، قضية كبيرة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم علاجها أو حصرها على مؤسسة دون غيرها من مؤسسات المجتمع المدني او الحكومة، ويجب تضافر الجهود من اجل الحد من ادمان الكلة.