يعد كل من المورفين والكودايين من الأدوية المسكنة للألم والتي تنتمي إلى عائلة الأفيونات. يتم استخراج كلاهما من نبات الخشخاش، ولهما استخدامات طبية عديدة، لكن هناك فروقات واضحة بينهما في الفعالية، طريقة الاستخدام، والأضرار الجانبية. في هذا المقال سنتعرف على الفرق بين المورفين والكودايين من حيث خصائص كل دواء واستخداماته وتأثيراته على الجسم.
ما هو المورفين؟
المورفين هو مسكن قوي للألم يُستخدم لعلاج الآلام المتوسطة إلى الشديدة، ويعد واحدًا من أقوى الأدوية الأفيونية التي تُستخدم في الطب الحديث. يُستخرج المورفين من الأفيون بشكل مباشر، ويؤثر على مستقبلات الألم في الدماغ مما يثبط الإحساس بالألم، وهو يُستخدم بشكل رئيسي في الحالات الطبية الحرجة مثل:
- تسكين الألم بعد العمليات الجراحية الكبرى.
- علاج الألم الناتج عن الحوادث والإصابات الكبيرة.
- تخفيف آلام السرطان المتقدمة.
- تخفيف آلام الأمراض المزمنة مثل التهاب المفاصل الشديد.
ما هو الكودايين؟
الكودايين هو مسكن أضعف للألم مقارنة بالمورفين ويُستخدم لعلاج الآلام الخفيفة إلى المتوسطة، كما يُستخدم كعلاج للسعال الجاف في بعض الأدوية الخاصة بالسعال. يتم تحويل الكودايين جزئيًا في الجسم إلى المورفين عبر الكبد، مما يمنحه تأثيرًا مسكنًا، لكنه أقل قوة بكثير من المورفين. تشمل استخداماته:
- تخفيف الآلام الخفيفة إلى المتوسطة.
- علاج السعال الجاف في بعض الحالات.
- تخفيف الآلام الناتجة عن الصداع النصفي وآلام الأسنان.
الفرق في المورفين والكودايين الفعالية
- المورفين: يُعتبر المورفين أقوى بعشر مرات تقريبًا من الكودايين، وهو مخصص للآلام الشديدة التي لا تستجيب للمسكنات الأخرى. يتمتع بقدرة عالية على تسكين الألم ولكنه يسبب الإدمان بسرعة عند استخدامه لفترات طويلة أو بجرعات كبيرة.
- الكودايين: يُعد الكودايين أضعف بكثير من المورفين ويستخدم في الغالب للآلام المتوسطة مثل الصداع أو آلام ما بعد العمليات البسيطة. يُعتبر تأثير الكودايين أقل خطرًا من المورفين على المدى القصير، لكن استخدامه الطويل قد يؤدي أيضًا إلى الإدمان.
الجرعات وطريقة التعاطي
- المورفين: يتم تعاطي المورفين عبر عدة طرق تشمل الأقراص، الحقن الوريدية، والحقن العضلية. يبدأ مفعوله بعد حوالي 20 دقيقة إلى ساعة، اعتمادًا على طريقة التعاطي، ويستمر تأثيره لعدة ساعات.
- الكودايين: يتوفر الكودايين على شكل أقراص أو شراب للسعال ويُؤخذ عادة عن طريق الفم. يبدأ مفعوله بعد حوالي 30 إلى 60 دقيقة ويستمر من 4 إلى 6 ساعات.
الأعراض الجانبية
- المورفين: بسبب قوته الكبيرة، قد يتسبب المورفين في أعراض جانبية خطيرة تشمل النعاس الشديد، الغثيان، التقيؤ، الإمساك، وصعوبة التنفس. الاستخدام الطويل للمورفين قد يؤدي إلى التعود عليه ومن ثم الإدمان، مما يتطلب زيادة الجرعات للحصول على نفس التأثير.
- الكودايين: الأعراض الجانبية للكودايين مشابهة للمورفين لكنها أقل حدة، وتشمل النعاس الخفيف، الغثيان، الإمساك، والدوخة. ومع ذلك، يمكن أن يتسبب الكودايين أيضًا في الإدمان إذا تم استخدامه بشكل غير صحيح أو لفترات طويلة.
الفرق بين المورفين والكودايين في الإدمان
- المورفين: يعتبر المورفين واحدًا من أقوى الأدوية المسكنة وأكثرها قدرة على التسبب في الإدمان. يعاني الأشخاص الذين يتناولون المورفين لفترات طويلة من تحمل الجسم للدواء، مما يعني أنهم يحتاجون إلى جرعات أعلى بمرور الوقت للوصول إلى نفس التأثير. التوقف المفاجئ عن المورفين قد يتسبب في أعراض انسحابية خطيرة تشمل الاكتئاب، الأرق، وآلام شديدة في الجسم.
- الكودايين: على الرغم من أن الكودايين أقل إدمانًا من المورفين، إلا أنه يمكن أن يسبب الإدمان أيضًا عند استخدامه لفترات طويلة أو بجرعات عالية. من السهل الحصول على الكودايين في بعض البلدان دون وصفة طبية في أشكال شراب السعال، مما يزيد من خطر إساءة استخدامه.
الفروقات في الاستخدامات الطبية
- المورفين: يُستخدم المورفين في الطب لعلاج الألم الشديد فقط وغالبًا ما يُعطى للمرضى الذين يعانون من ألم لا يُمكن تخفيفه بوسائل أخرى، مثل مرضى السرطان أو الحالات الحرجة في وحدات الطوارئ.
- الكودايين: يُستخدم الكودايين في الطب لعلاج الألم الخفيف إلى المتوسط ويُضاف غالبًا إلى أدوية السعال لتخفيف السعال الجاف. يُعتبر الكودايين أقل خطرًا عند استخدامه بشكل قصير الأمد لعلاج حالات مؤقتة مثل الصداع وآلام الأسنان.
التفاعلات الدوائية
- المورفين: يمكن أن يتفاعل المورفين مع مجموعة واسعة من الأدوية، مما قد يؤدي إلى تفاقم الآثار الجانبية أو تقليل فعاليته. على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تعاطيه مع الأدوية المثبطة للجهاز العصبي المركزي مثل الكحول أو البنزوديازيبينات إلى زيادة خطر صعوبة التنفس والغيبوبة.
- الكودايين: على الرغم من أن الكودايين أقل قوة من المورفين، إلا أن تفاعلاته الدوائية قد تكون خطيرة أيضًا، خاصة عند تناوله مع مثبطات الجهاز العصبي المركزي أو الأدوية التي تؤثر على الكبد.
هل الكودايين هو نفسه المورفين
على الرغم من أن المورفين والكودايين ينتميان إلى نفس العائلة من الأدوية الأفيونية، إلا أنهما يختلفان بشكل كبير في الفعالية والاستخدامات. يُعتبر المورفين أقوى بكثير ويُستخدم لعلاج الألم الشديد، بينما يُستخدم الكودايين في الحالات الأقل خطورة مثل الألم المتوسط والسعال. كلا الدواءين يحملان خطر الإدمان عند إساءة الاستخدام، لكن المورفين يُعد أكثر خطورة من حيث سرعة الإدمان وشدته. من المهم دائمًا استخدام هذه الأدوية تحت إشراف طبي لضمان السلامة وتجنب المخاطر المرتبطة بها.
قد يهمك أيضاً: