ادمان العاب الفيديو يعتقد كثير من الناس أن ألعاب الفيديو مجرد هواية ووسيلة ترفيه يتمتع بها الأطفال والمراهقين، لكن أكدت احدى الدراسات أن أكثر من 50 في المئة من البالغين يلعبون ألعاب الفيديو عن طريق الحاسوب أو اجهزة اللعب، أو الهواتف، وأكدت دراسة أخرى أن ما يقارب الـ 88 بالمئة من الشباب يلعبون ألعاب الفيديو، و 8,5 في المئة من الأطفال والمراهقين ما بين 8 سنوات و 18 سنة يظهرون أعراض ادمان ألعاب الفيديو، ولأن ألعاب الفيديو وادمان ألعاب الفيديو مشكلة جديدة علينا نسبياً ، فهناك القليل من المعلومات و القليل من العلاجات المتاحة .
تشخيص ادمان العاب الفيديو
بالرغم أن ادمان ألعاب الفيديو اضطراب خطير يتسم باللعب المفرط للألعاب و اضطرابات في سير الحياة، إلا أن الجمعية الأمريكية للطب النفسي لا تصنف بعد ادمان ألعاب الفيديو أو الافراط في ألعاب الفيديو كحالة قابلة للتشخيص في الدليل التشخيصي و الاحصائي للاضطرابات العقلية، لكن العديد من خبراء الصحة النفسية والسلوكية يعتبرون أن الحالة حقيقية وخطيرة. و يعتقد الخبراء أن علامات وأعراض إدمان ألعاب الفيديو تحاكي تلك الاضطرابات القهرية الأخرى، مثل إدمان التمارين الرياضية وإدمان الجنس.
ومن الجدير بالذكر أنه إذا كان اللاعب يلعب بشكل متكرر أو لفترات طويلة من الوقت فإن هذا لا يعني بالضرورة أنه مدمن على ألعاب الفيديو. فالشخص المدمن على ألعاب الفيديو يواجه صعوبة في التفكير في أنشطة أخرى غير الألعاب، حيث تتداخل الألعاب مع المدرسة، الأنشطة الاجتماعية، النظافة، الصحة الجسدية و العقلية، أو أداء العمل.
ادمان العاب الفيديو
وتتشابه العلامات والأعراض الرئيسية لإدمان ألعاب الفيديو أو الألعاب القهرية في بعض النواحي مع إدمان المخدرات والكحول.
أولاً: يشعر الشخص الذي يعاني من الألعاب القهرية بأنه مضطر للعب الألعاب أكثر وأكثر بمرور الوقت، وأن الرغبة في اللعب تصبح أقوى بحيث لا يمكن أن تقاوم الرغبة في اللعب وعندما يبدأ اللاعب في اللعب ، قد تكون ساعة أو ساعتين كافية. ولكن على غرار الإدمان على المخدرات والكحول، فإن الأشخاص الذين يعانون من إدمان الألعاب يصبحون محبطين لآثار جلسات اللعب القصيرة، ويطورون الحاجة إلى اللعب لفترات أطول أو بمزيد من الشدة كلما ازداد الإدمان سوءًا.
العلامة الثانية: أن الشخص الذي لديه مشكلة مع إدمان ألعاب الفيديو يصبح عصبيا أو قلقاً أو بائساً عندما يكون غير قادر على لعب الألعاب.
قد يعاني الشخص المصاب بإدمان ألعاب الفيديو أيضًا من :
● زيادة كبيرة في الوزن أو فقدان الوزن.
● اضطرابات النوم.
● تغيرات في المزاج.
● الحرمان من النوم.
● تجنب الأصدقاء وأفراد الأسرة.
● الكذب حول الوقت الذي يقضيه في لعب ألعاب الفيديو.
● تفادى وجبات.
● ضعف أداء العمل.
● ضعف الأداء الأكاديمي.
على الرغم من أن الباحثين يعرفون العديد من العوامل التي تساهم أو تؤدي إلى مشاكل إساءة استخدام المواد مثل ألعاب الفيديو، إلا أن أسباب إدمان ألعاب الفيديو لا تزال غير واضحة.
علاج إدمان الألعاب الإلكترونية
ويعتقد بعض الباحثين أن الاندفاع في نشاط الدوبامين يلعب دوراً في تطور هذا الاضطراب. كونه ناقل عصبي، أو جزيء يشير إلى الدماغ، فإن الدوبامين هو لاعب رئيسي في نظام المكافأة في الدماغ، كما أنه يلعب دورًا مهمًا في حل المشكلات والذاكرة. يتم الإفراج عن الدوبامين خلال الأنشطة الممتعة، مثل تناول الطعام وغيرها، وبطريقة مماثلة، قد يساهم نشاطه المتزايد أيضًا في إدمان ألعاب
الفيديو. قد يبدأ الدماغ في ربط الألعاب بزيادة مستويات الدوبامين، مما يجعل من الصعب على الشخص الذي يعاني من هذا النوع من الإدمان وقف السلوك القهري.
كذلك يعتقد بعض الباحثين أيضًا أن إدمان ألعاب الفيديو يحتوي على عنصر عاطفي، ويفترضون أن بعض اللاعبين المقهورين يستخدمون الألعاب كطريقة للهروب من مشكلاتهم. مثل الكثير من الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكحول للتخلص من الألم العاطفي، وهكذا قد يدمن الشخص على ألعاب الفيديو بنفس الطريقة التي تدفع مدمن الكحول إلى تعاطيه. ويكون استخدام الألعاب كوسيلة لدفن عواطفهم، وفي احيان أخرى قد تستخدم أيضًا الألعاب العنيفة كوسيلة آمنة للتعبير عن الغضب والعدوان.
وهناك مظاهر مادية تظهر على مدمن ألعاب الفيديو، فعندما يكون هناك شخص مدمن بالفعل على اللعب، فقد يتجنب الاستحمام أو المشاركة في أنشطة النظافة الشخصية الأخرى، كما أن هذا الإدمان يزيد أيضاً من خطر الأكل القهري وزيادة الوزن.
كيف اتخلص من ادمان الالعاب الالكترونيه؟
تتشابه طرق علاج الإدمان على ألعاب الفيديو مع العلاج المستخدم في الأنواع الأخرى من الإدمان السلوكي. حيث يعتبر تقديم المشورة وتعديل السلوك من أهم مكونات برنامج إعادة التأهيل للمصابين بالادمان القهري للألعاب، والاستشارة الفردية تساعد اللاعبين القهريين على التعامل مع سلوكهم وتحفزهم على العمل من أجل الحد من إجبارهم على اللعب، وكذلك فإن العلاج الأسري يساعد اللاعبين القهريين على التعامل مع القضايا العائلية التي قد تسهم في إدمانهم. والهدف من جلسات العلاج هذه هو مساعدة اللاعب على تعلّم كيفية التعامل مع الإدمان، والانخراط في أنشطة إيجابية بدلاً من اللعب.
وغالبًا ما تستخدم برامج علاج إدمان ألعاب الفيديو تقنيات التعديل السلوكي لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من إدمان ألعاب الفيديو في معرفة الاوقات التي يكونون فيها أكثر عرضة للانخراط في الألعاب المفرطة ومن ثم التحول إلى خيارات اخرى صحية.
كما توجد أيضًا مدارس داخلية لعلاج الأطفال والمراهقين، بالإضافة إلى برامج العلاج في الحياة البرية أو المخيمات العلاجية التي تساعد الأشخاص الذين يكافحون للتغلب على إدمان ألعاب الفيديو. ولكن قبل أي شيء فإنك إذا كنت ترغب في الحصول على علاج لإدمان ألعاب الفيديو فتحدث إلى أخصائي الصحة السلوكية حول الخيارات التي تناسب احتياجاتك.
إدمان الألعاب الإلكترونية
واخيراً نود أن نؤكد أن إدمان ألعاب الفيديو هو اضطراب جديد نسبيًا بدأ خبراء الصحة النفسية والسلوكية في فهمه. ونتيجة لذلك فإن هناك عدد قليل جداً من طرق العلاج المتاحة لإدمان ألعاب الفيديو، وبرامج العلاج للمرضى الداخليين المحددين بشكل خاص لإدمان ألعاب الفيديو. ومع ذلك، فإن استخدام التقنيات التي تم إنشاؤها لعلاج الإدمان السلوكي الآخر يظهر نتائج ايجابية بشكل واعد. وأيضاً يمكن لمهنيين الصحة العقلية توظيف أساليب مجربة لعلاج الحالات المرتبطة بإدمان ألعاب الفيديو مثل الاكتئاب والقلق، ومشاكل إدارة الغضب. فإذا كنت أنت أو أي شخص تهتم به يعاني من إدمان ألعاب الفيديو، فإننا نبشرك بأن هناك أمل. اتصل بأخصائي الصحة العقلية اليوم لمناقشة الخيارات التي تواجهك.
- قد يهمك أيضاً: المخدرات الرقمية