علاج إدمان الإباحية أصبح أمر في غاية الأهمية خاصة مع انتشار هذا النوع من الإدمان كأحد أنواع الإدمان السلوكي الذي ينتشر في المجتمعات المختلفة خاصة مع التقدم التكنولوجي السريع وكذلك غياب الرقابة والوازع الديني.
إدمان الإباحية
يعاني البعض من إدمان الإباحية دون أن يدري أنه يعاني من مشكلة ما.
بل ويتصور هؤلاء المرضى أنه ما من ضرر من مشاهدة بعض المقاطع الإباحية بغرض التسلية أو الهروب من التفكير في مشكلة ما وغير ذلك.
ويبدأ الأمر غالبا كتجربة أو حب استطلاع ثم تدريجيا يبدأ الشخص بالتعلق بهذا الأمر إلى أن يصل الأمر إلى إدمانه وعدم القدرة على التخلي عن مشاهدة هذه الفيديوهات الإباحية.
ولا يوجد في معظم المراجع العلمية للطب النفسي والعقلي مصطلح إدمان الإباحية أو تعريف واضح عنه أو عن أعراضه، ولكنه يعتبر أحد أنواع الإدمان السلوكي مثل إدمان الإنترنت وغيره.
ولا يجب إهمال علاج هذا الإدمان إذ أن العواقب المترتبة عليه قد تكون خطيرة ومؤثرة على حياة المريض الخاصة والاجتماعية على غرار إدمان المواد المخدرة.
أسباب إدمان المواد الإباحية
قبل أن نتحدث عن علاج إدمان الإباحية علينا أولا أن نتحدث عن أسبابه.
ولا يوجد تفسير واضح لهذا النوع من الإدمان السلوكي وأسبابه.
كذلك فإن عدم وعي المريض نفسه بأنه يعاني من مشكلة ما ورفض الاعتراف أحيانا بقيامه بمتابعة المقاطع الإباحية استشعارا للحرج قد صعب الأمر قليلا على المختصين بدراسة هذا النوع من الإدمان.
ويعتقد الباحثون أن الأمر يبدأ بمجرد تجربة ثم تعود ثم إدمان حتى يجد المريض نفسه لا يستطيع الإقلاع عن مشاهدة المقاطع الإباحية.
ومع الدفعة والشعور بالانتشاء الذي قد يشعر به الشخص عند مشاهدة هذه المقاطع لأول مرة، يرغب في المزيد من هذا الشعور ولا يستطيع الاستغناء عنه.
كذلك كان للانفتاح التكنولوجي الرهيب والإنترنت دور كبير في انتشار المواد الإباحية، وسهولة الوصول إليها دون وجود قيود صريحة ومحكمة عليها.
وقد يبدأ الأمر كنتيجة لبعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب أو حتى نتيجة للعزلة والشعور بالوحدة.
أعراض إدمان المواد الإباحية
متى ينتقل الشخص من مجرد مشاهد للمقاطع الإباحية إلى مدمن إباحية؟ هذا سؤال هام خاصة مع عدم وجود معلومات واضحة وصريحة حول هذا الاضطراب السلوكي.
وإليكم بعض النقاط التي قد تساعد في اكتشاف إدمان الإباحية:
- عند ملاحظة ازدياد الفترة التي يقضيها الشخص بمرور الوقت في مشاهدة المقاطع الإباحية.
- عدم قدرة الشخص عن التخلي عن متابعة المقاطع الإباحية.
- رغبة الشخص في مشاهدة شريكه أو شريكته لهذه المقاطع حتى مع عدم رغبته أو رغبتها في ذلك، وكذلك إصراره على تطبيق الأفعال التي يشاهدها على أرض الواقع.
- تأثير مشاهدة هذه المقاطع الإباحية وطول مدة المشاهدة على قيام الشخص بمسؤولياته ونشاطاته اليومية.
- عدم قدرة الشخص على ممارسة العلاقة الخاصة دون مشاهدة المقاطع الإباحية.
- الشعور المستمر بالانتشاء والسعادة حال مشاهدة الفيديوهات أو الصور الإباحية والرغبة في المزيد مع عدم القدرة على التخلي عن ذلك.
- شعور الشخص بالذنب جراء ما يفعله ومع ذلك لا يستطيع التخلي عنه.
- عدم القدرة عن التوقف عن مشاهدة المقاطع الإباحية على الرغم من تضرر حياته الشخصية والاجتماعية.
مضاعفات إدمان الإباحية
قد لا يدرك المدمن خطورة إدمان الإباحية ومدى تأثيره السئ على حياته الشخصية والاجتماعية.
ولكن فإن لإدمان المواد الإباحية العديد من المضاعفات السيئة على المدمن.
ومن أهم هذه المضاعفات
- التأثير السلبي على العلاقة الخاصة والرومانسية مع الزوج أو الزوجة.
- حدوث اضطرابات ومشاكل في الأداء الجنسي.
- زعزعة الثقة بالنفس.
- التأثير السلبي على العمل او الدراسة.
- تضرر صورة الشخص أمام الأسرة والمجتمع.
- العواقب الدينية والأخلاقية.
نصائح للمساعدة في علاج إدمان الإباحية
الآن وبعد أن أدركنا أن إدمان الإباحية ليس مجرد هواية أو تجربة مختلفة وأن الأمر يتعدى ذلك بكثير بل قد يصل للتأثير السلبي الكبير على حياة المدمن الخاصة والاجتماعية، فمن الهام معرفة كيفية التحكم في هذا الإدمان بنجاح.
وهناك بعض النصائح التي يمكن أن يجربها المدمن للمساعدة في علاج إدمان الإباحية قبل اللجوء للعلاج النفسي.
ومن هذه النصائح.
- محاولة الانشغال في نشاط أو هواية لشغل الوقت بعيدا عن الإباحية ومقاومة الشعور بالرغبة في مشاهدة المقاطع والصور الإباحية.
- تذكير النفس دائما بما قد تسبب به هذا الإدمان من آثار سيئة على المستوى الشخصي والاجتماعي.
- الاستعانة ببعض المقربين من اجل تحميل برامج لمنع الإباحية على الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمدمن وعدم إعطائه كلمة السر.
- محاولة التواصل مع أحد الأصدقاء المقربين ذوي الثقة كعامل دعم المدمن للاستماع إليه ومناقشته، ومنعه عند محاولة التفكير في العودة لمشاهدة المقاطع الإباحية.
- إزالة كل المواد الإباحية وغلق كل سبل الوصول إليها من الهاتف والحاسوب بشكل دائم.
- تذكر مدى حرمانية هذه الأفعال وعقاب الله ومحاولة التقرب أكثر لله والاستزادة في العبادات والتقرب من الصحبة الصالحة.
- تجنب المحفزات والأسباب الأولية التي سببت اللجوء للإباحية.
علاج إدمان الإباحية النفسي
- إذا لم يستطع المدمن التحكم في إدمانه للإباحية من خلال النصائح السابقة، فيجب عليه الحصول على استشارة طبية سريعة واللجوء لطبيب نفسي متخصص للمساعدة في علاج إدمان الإباحية.
- ويعتمد العلاج في هذه الحالة غالبا على العلاج السلوكي المعرفي وإعادة تهيئة سلوك المدمن وتوجيهه لطرق أفضل بعيدا عن الإباحية.
- كذلك فإن التحدث مع أحد المختصين النفسيين الماهرين خلال الاستشارات النفسية يساعد كثيرا في علاج إدمان الإباحية.
- بالإضافة لما سبق فإن لمجموعات الدعم النفسي دورا كبيرا في مساعدة المدمن على التعافي وكذلك مقاومة العودة لهذا الإدمان مرة أخرى.
- كما قد يصف الطبيب بعض الأدوية للمدمن عند الحاجة خاصة عند ارتباط إدمان الإباحية ببعض الأمراض النفسية مثل اضطرابات القلق والاكتئاب والوسواس القهري وغيرها.
- وفي النهاية وبعد أن أدركنا مخاطر إدمان الإباحية فيجب الإسراع في علاج إدمان الإباحية حتى نتجنب عواقب هذا الإدمان المدمرة لحياة المدمن الشخصية والاجتماعية.