من المعروف عن الإدمان أنه ظاهرة مركبة سواء من ناحية الجوانب البيولوجية أو من ناحية الجوانب النفسية والاجتماعية. والشخص المدمن يقوم بتكرار استعمال المواد التي تؤثر على حالته النفسية، فالمخدرات تُغيب الوعي وتغير المزاج، بل إنها تعمل أيضًا على تغيير طريقة التفكير، بحيث يصبح الشخص المدمن غير قادر على السيطرة على نفسه عند حاجته للمخدر.
تعني حالة عدم سيطرة الشخص المدمن على نفسه أن إرادته تُغيب بشكل كامل فتُصبح طريقة تفكير مختلفة يغلب عليها الهووس؛ فهو يقوم بالتصرف بصورة قهرية بشكل دائم للحصول عليه بكل الطرق الممكنة، حتى ولو وصل الأمر إلى توقف جميع أنشطة حياته.
الادمان سلوكيات تهدم الذات وتقتل الإبداع
ويبدأ الأمر مع المدمن بالتدرج في التعاطي إلى أن يصل لنقطة يصعب معها فيها التراجع عن استخدامه للمادة المخدرة أو السيطرة على حجم الجرعات، وذلك على الرغم من معرفته بالضرر الواقع عليه عند استخدامه للمخدرات بشكل مستمر.
ومن الناحية الطبية فإن الإدمان يعتبر مرض دماغي مزمن يتمثل بتغييرات عصبية على المستوى العصبي، وعلى المستوى الجزيئي في الدماغ، وتنعكس هذه التغيرات على حياة الإنسان وسلوكياته ومشاعره.
ويعد الإدمان تعلق جسدي ونفسي يحدث بين الإنسان والمادة المخدرة، فعند مرحلة معينة يصبح الشخص المتعاطي لا يتأثر بكمية المخدر التي اعتاد على تناولها بالسابق، ويكون بالتالي في حاجة إلى كمية أكبر حتى يحصل على التأثير المطلوب.
والمخدرات أو المواد المؤثرة على الحالة النفسية هي مواد تدخل إلى جسم لا بهدف التغذية ولا بهدف العلاج، ولكن بغرض الترفيه والحصول على النشوة والسعادة.
ويُعرف القانون القانون الدولي ويميز المخدرات بأنها مخدرات قانونية وغير قانونية، فالنوع الأول هو الذي يمكن استخدامه وتداوله للأغراض الطبية والعلاجية، بينما النوع الثاني لا توجد استخدامات علاجية له، ولذلك يُحظر تداوله بشكل كامل، وتكون عقوبة إحرازه أكبر.
والعلاج من الإدمان والتوقف عن تعاطي المخدرات، يعتبر بمثابة عملية إعادة تأهيل للشخص المدمن، وهي عملية طويلة نسبيًا تحتوي على بعض الخطوات والتي تبدأ بمنع الشخص المدمن من تعاطي المخدرات، وفي بعض الحالات يستبدل الأطباء المخدرات الأساسية بالأدوية، بالإضافة إلى علاج الشق النفسي والمتعلق بسلوكيات الشخص المدمن، ثم تطوير وإعادة تأهيل شخصية المدمن، بحيث يمكن إعادة دمجه في المجتمع مرة أخرى.
الادمان سلوكيات تهدم الذات وتقتل الإبداع
وتتعدد أنواع المخدرات المنتشرة حول العالم وتختلف مسمياتها، ومن بين هذه الأنواع:
● المخدرات الطبيعية :
وهي أنواع المخدرات التي لا يتدخل الإنسان في عمليات تصنيعها أو تحتاج لبعض الإضافات مثل: الافيون الخام والقات والماريجوانا. وتعتبر المخدرات الطبيعية من الأنواع الأقل خطورة، عند مقارنتها بأنواع المخدرات الرئيسية الأخرى.
ولا يعني ذلك أن المخدرات الطبيعية قليلة الأضرار، بل يؤدي تعاطيها للكثير من الأخطار الصحية البدنية والنفسية، وأول هذه الأخطار أنها كلها مواد تؤدي للاعتمادية (الإدمان).
● المخدرات نصف الطبيعية :
وهي أنواع مواد مخدرة تتكون من بعض النباتات الطبيعية ويضاف إليها خلال عمليات التصنيع مواد أخرى غير طبيعية، وأبرز هذه الأنواع الحشيش النصف طبيعي، وهو خليط من نبات القنّب المُخدر، مضافًا إليها أنواعًا أخرى من المُركبات الكيميائية. وتختلف هذه الإضافات بحسب مُصنعي المخدر.
كما يعتبر الهيروين أيضًا من ضمن أنواع المخدرات نصف الطبيعية، حيث يُصنع في الأساس من الأفيون.
● المخدرات المصنعة :
هي مخدرات مصنعة بالكامل من مواد كيميائية داخل معامل متخصصة، ومن ضمن هذه المواد الأمفيتامينات، والتي يصنع منها الترامادول ، بالإضافة إلى مواد أخرى ومنها الميثا أمفيتامين. وتعتبر المخدرات المُصنعة من أخطر أنواع المخدرات من حيث الطبيعة الإدمانية وشدتها، بالإضافة للأخطار الصحية.