متى يموت متعاطي المخدرات .. الادمان والموت فهو طريق الهلاك فكل مدمن يعتقد أنه يجد سعادته المفقودة في هذا السُم الذي يدخل جسمه ويأبى ألا يغادره إلا وقد أورثه الكثير من الأمراض المميتة كمرض نقص المناعة المكتسب الإيدز، أو مرض الفشل الكلوي، بالإضافة إلى الإصابة بالفيروسات الكبدية، فضلا عن تدمير خلايا المخ والذي قد يؤدي بالمدمن بالدخول إلى مصحة للأمراض العقلية أو طريق السجن،
وفي نهاية المطاف يصل إلي النهاية الحتمية الانتحار والموت بسبب جرعات مخدرة لم ينجني من ورائها إلا الدمار، والخلاصة ان الادمان والموت وجهان لعملة واحدة.
مهمة المخدرات هي حصاد الأرواح، والإطاحة بكل من يقترب من طريق الإدمان، المخدرات تجعل المدمن عبدا لها وكل وقت يمر يزيد احتياجه لها ويصبح معتمدا عليها نفسيا وجسديا وبالتالي يتم مضاعفة الجرعات التي تدخل إلى الجسم وتدمره تدريجيا وتسبب أضرار
شديدة بأجهزة الجسم والعقل، فيفقد الشخص المدمن القدرة في السيطرة على انفعالاته والقيام بواجباته وأعماله اليومية، وعند التوقف والامتناع عن تعاطي المواد المخدرة يصبح في حالة هياج شديدة وتظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة تؤدي به إلى الموت المحقق.
أسباب الإدمان
عادة يقع الشخص في براثن الادمان والموت، لجهله بعواقب تعاطي المواد المخدرة وآثارها المدمرة ومن باب إثبات أنه شخص كبير واعي وليس طفلا وفي البداية قد يتعاطاها عن طريق التجربة ومن باب العلم بالشئ ولا يدري أنه يلقي بنفسه إلى التهلكة والدمار.
كما أن المشاكل الأسرية والاجتماعية يكون لها دور كبير في وقوع الشخص في شبكة المخدرات و الإدمان وتؤثر على حالته النفسية وتجعله عرضة للقلق والتوتر والعصبية والعدوانية الشديدة والانفعال والاكتئاب ويصاب بالإحباط والانعزال ويقوم بالهرب إلي المخدرات اعتقاداً منه أنها ستحقق له السعادة والنشوة التي يبغاها وهو لا يدري أنه بذلك يذهب إلي هاوية الموت.
من ضمن أسباب الإدمان
ضعف الوازع الديني ونسيان القيم الإسلامية واتباع خطوات الشيطان ولا يجد أمامه سوي البحث عن رغباته وشهواته التي تؤدي به إلى التهلكة والدمار.
عندما تحيط المشاكل الأسرية بالمدمن والتفكك الأسري مثل انفصال الأبوين والشجار الدائم على الماديات وظهور المشاكل الاجتماعية
يقوم المراهق أو الشاب بالهروب من هذه المشاكل للمخدرات التي بدورها تؤدي به إلي مشاكل صحية خطيرة لا محالة، وقد يكون الوجه المقابل الادمان والموت.
كما أن من العوامل التي تؤثر على الشخص وتسبب الادمان والموت الجهل والأمية والفقر ثالوث التخلف بانتشاره تنتشر المخدرات وتكثر الجرائم والفحشاء والإدمان بقلة الوعي والجهل وعدم الاطلاع بأضرار المخدرات على الجسم والعقل والمجتمع.
كما أن في كثير من الأحيان كثرة المادة وحياة الترف والصرف ببذخ يوقع الشخص في براثن الإدمان فهو عديم الرقابة والمال بدون حساب وبالتالي يكون المال سبب ذهاب الشخص إلى الموت بقدميه.
بالإضافة إلى ضغوط الحياة والبحث عن المادة وتوفير مستوى معيشة راق للأبناء يجعل الوالدين في حالة انشغال تام عن مراقبة الأبناء، وغياب الحوار المشترك ومناقشاتهم ومعرفة كيف صار يومهم ومعرفة ماذا يفعلون ومتى يذهبون وأين ؟ ومن يصادقون وهذا
جعل المدمن يفعل ما يحلو له ويذهب إلى أماكن مشبوهة ومعرفة أصدقاء السوء الذين كانوا السبب في جر وانسياق هذا الشخص إلي دنيا الموت البطئ والإدمان.
ومن الأسباب التي تؤدي إلى الادمان والموت هو الفراغ وعدم ممارسة أي نشاط مفيد كالقراءة أو تعلم حرف أو مهارات تملأ الفراغ وتقتل الوقت الضائع في أشياء مفيدة ومهمة يجعل الشخص بعيدا عن الإدمان ورفقاء السوء.
أعراض الموت من المخدرات
المخدرات تؤثر على الحالة النفسية والعصبية للمدمن وتجعله شديد التوتر والقلق ويصل به الحال إلي الاكتئاب، يسبب تغير السلوك الإيجابي يتحول إلى سلوك سلبي ينطوي ويتقوقع علي نفسه، يصاب بالإحباط والعزلة والوحدة، والشعور بعدم الأهمية والقيمة، يهمل
عمله ودراسته ويتأخر أدائه في كل ما يقوم بانجازه، يصبح كاذب ومراوغ يكثر من الغياب عن المنزل بحجج واهية لا أساس لها من الصحة رغبة منه في إقناع الجميع أنه يتأخر للمذاكرة أو إنجاز عمله وهو في الأساس كاذب مراوغ، يريد أن يخرج في أي ساعة ويري رفقاء السوء ويخشى أن يعرفهم على أهله.
كما أنه يبحث دائما عن السرية ويخشى أن يعرف أحد ما يفعله ومن يقابل حياته يحيطها الغموض والسرية لا يريد من أحد أن يدخل غرفته أو يقلب في أوراقه أو حتى التنظيف، كما أنه يهمل نظافته الشخصية وهندامه ويغضب لأتفه الأشياء ويبكي بدون أسباب ويصبح متقلب المزاج غير مفهوم، مما يجعله عرضه للإصابة بالادمان والموت.
بالإضافة إلى أن الشخص المدمن إذا كان يعمل فإنه يهمل عمله إذا كان موظفا، ودراسته إذا كان طالب علم، ويبتعد عنه الجميع ويسير إنسان سيئ السيرة والسمعة ولا يحب أحد أن يتعامل معه
بالإضافة إلى أنه يصرف الأموال ببذخ ودائما يريد المال ويلجأ لطرق مشروعة وغير مشروعة للحصول علي المال لشراء المخدرات ويمكن أن يقتل أو يسرق حني تهدأ رأسه ويرتاح جسمه وينتهي به الحال إلى مدمن سجين.
الادمان والموت أعراض جسدية مؤشر للعلاقة بينهم
وتظهر على المدمن بعض الأعراض الجسدية التي تجعله عرضة للموت منها:
- فقدان الشهية
- الهزال
- الكسل
- الخمول
- الشعور بآلام متفرقة في الجسم كله
- تنميل الأطراف
- الهلاوس السمعية والبصرية والأوهام وهي من أهم أعراض الادمان والموت.
- ضعف الذاكرة وتلف خلايا المخ وعدم القدرة على التفكير والتركيز
- صعوبة السيطرة على العضلات والأطراف.
- ارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب وجحوظ واحمرار العين.
- عدم السيطرة على الشهوات والرغبات.
- ومن أعراض الادمان والموت الإصابة باضطرابات النوم والأرق، والهياج الشديد.
- احتقان الأنف ودائما يصاحبه أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا كالرشح وزغللة العين، وطنين الأذن.
- استمرار فقدان الوزن والشعور بالوهن والهزال وارتفاع وانخفاض درجة حرارة الجسم.
- فقدان النشاط والإحساس بالخمول والنعاس وفقدان الذاكرة.
- حدوث هبوط في الدورة التنفسية ومشاكل في الهضم والمعدة والقئ المستمر.
- تبلد المشاعر وعدم الاحساس أو فقدان التعاطف وعدم الشعور بالألم مهما كان ومهما كان المؤثرات.
- التنفس بصعوبة ويمكن أن يصاب بنوبات قلبية.
- الإمساك، تحدث مشاكل في الجهاز الهضمي والقولون ومشاكل في الهضم والاخراج.
- الدخول في غيبوبة وفقدان الوعي نظرا لكثرة الجرعات المخدرة.
- ومن أعراض الادمان والموت ظهور إصابة بالأمراض المعدية وأمراض نقص المناعة (الإيدز)
للعلاقات الجنسية المحرمة أو تبادل إبر الحقن المخدرة
– التعرض لحوادث السير فعند الوقوع تحت تأثير المخدر يكون الشخص فاقد الوعي والإحساس ولا يشعر بما يدور حوله، وهي من أهم نتائج الادمان والموت.
– بالإضافة إلى كثرة المشاكل والخلافات الزوجية والأسرية التي تصل إلى حد الطلاق وهدم الأسرة بسبب الإدمان والمخدرات وتغير سلوك المدمن.
– حدوث أزمات مادية نظرا للإنفاق والبذخ والبحث عن المال لشراء المخدرات دون النظر هل هذه الوسائل حلال أم حرام المهم فقط الحصول
على المخدر والاتجاه إلي السرقة أو القتل واتباع الطرق الغير مشروعة يمكن أن يرتشي أو يزور مستندات ،أو يقع في بئر الدعارة ، أو بيع أعضاء جسمه!! فقط للحصول على المخدر.
متى يموت متعاطي المخدرات
عند التفكير في التوقف عن التعاطي والاتجاه إلي العلاج يستغرق هذا وقتا وجهدا ومالا من المدمن والأهل والمحيطين وتتم في مستشفيات علاج الادمان وفق برامج وخطط علاجية يضعها الطبيب، والمعالج النفسي ويجب أن يقوم المدمن هو صاحب القرار في علاج الادمان.
ويكون لديه القناعة التامة للخضوع للعلاج والتعافي النهائي وإلا سيقع تحت أعراض الانسحاب التي يصعب تحملها إلا إذا كان يملك المريض القدرة والقوة والعزيمة وتكون لديه قوة الإرادة بدرجة عالية، ويستسلم للمعالج النفسي والعلاج الدوائي حتى يستطيع التغلب على أعراض
الإدمان وأعراض الانسحاب ويكون مؤهل لبرنامج التأهيل النفسي حتى، لا يعود مرة أخرى للإدمان الذي نهايته الموت.
علاج الادمان والموت
- يقوم الطبيب المعالج بإعطاء المدمن أدوية مضادة للاكتئاب والسيطرة على أعراض الانسحاب.
- يجب على المدمن مقاومة إغراء المخدرات والتوقف عن الحلم بأنها تمنحه القوة والسعادة والنشوة
- وأنها هي الحل لكل مشاكله النفسية والاجتماعية والأسرية والمادية
- ومعرفة أن الادمان آفة وسموم تدخل الجسم لتدميره والعقل لإتلافه
- ويعيش شبه إنسان ليس لديه القدرة علي اتخاذ أي قرار ولا القيام بأي مهام.
- انسحاب المخدرات تعد مرحلة صعبة يجب أن يتخطاها يجتازها المدمن بنجاح
- وإلا لن يتعافي أبدا ويستمر طيلة عمره في مستنقع المخدرات،
- فعليه أن يتحمل الأرق ومشكلات واضطرابات النوم، والآلام المبرحة في العظام والعضلات.
- ويتحمل ضغط الدم المرتفع وضربات القلب الغير منتظمة، ويتحمل الهلوسة والتشنجات
- وارتفاع وانخفاض درجة حرارة الجسم والتعرق،والتقيؤ واضطرابات الجهاز الهضمي والتنفسي
- التغلب على القلق والتوتر واجتياز حالات الاكتئاب
- فكل هذا يحدث بسبب انسحاب وخروج السموم من الجسم وتنقيته ليعود جسم صحي.
- ويرجع صاحب هذا الجسم إنسان صحيح العقل والبدن وسوي.
ماذا نصنع لمواجهة الانتكاسة بعد التعافي
ولمواجهة الانتكاسة يجب عليه بعد التعافي تغيير نمط السلوك السلبي بسلوك إيجابي، الاستغناء عن رفقاء السوء والرجوع الأصدقاء الصالحين، عدم الذهاب إلى الأماكن التي كان يتردد عليها للتعاطي، الالتزام بمواعيد الجلسات العلاجية والانتظام في أخذ علاج إدمان المخدرات.
إذا شعر المتعافي أنه في حاجة إلي المخدرات يسرع بطلب المساعدة ومعاونة الطبيب والمعالج النفسي والأهل والأصدقاء حتى لا يعود ثانية إلى طريق الهلاك والموت.
يجب أن يقي الإنسان نفسه شر المخدرات بالابتعاد عنها نهائيا والتمتع بالصحة وقوة العقل والتفكير وصحة الجسد، والحذر بعد التعافي من أي أدوية تكون لها أضرار وآثار جانبية تسبب التعود وإدمانها فقد يصف الطبيب أدوية لمنع القلق ومضادات الاكتئاب فيجب أن يصفها الطبيب
بحرص حتى لا يعود المدمن إلى التعاطي مرة أخرى بسبب التعود على أدوية المثبطات والتحفيز ويجب أن تكون الجرعات آمنة وبحذر ولا يأخذها المتعافي من تلقاء نفسه أو أن يأخذ جرعة أكبر من المفروض وإذا حدث عليه الإسراع بالتحدث مع الطبيب ليعرف كيفية التغلب على الجرعة الزائدة من الدواء.
و للوقاية من الادمان والموت على المحيطين التحدث مع المتعافي وخلق نقاط حوار ونقاش حتى لا يعود للعزلة والإحباط والقلق والتوتر، واقتراح التنزه في الهواء الطلق وممارسة الأنشطة الرياضية والألعاب التي تنمي الذكاء وتنشط الذاكرة.
علي الأسرة بناء علاقة سوية مستقرة والتحدث مع الأبناء علي أضرار وخطر المخدرات والإدمان فهذا يقلل من وقوع الأطفال والشباب في براثن الإدمان والانتحار البطيء.
قد يهمك أيضاً: