رهاب الخلاء أو أجورافوبيا أو الخوف من الأماكن المكشوفة هل هو ببساطة الخوف من الأماكن المفتوحة؟ أم أكثر تعقيدًا؟ هذا ما سنتعرف عليه في السطور التالية وسنناقش الأسباب والأعراض وأهم طرق العلاج.
ما هو أجورافوبيا؟
- الخوف من الأماكن المكشوفة (Agoraphobia) هو الخوف من التواجد في مواقف قد يكون فيها الهروب صعبًا أو قد لا تكون المساعدة متاحة إذا ساءت الأمور.
- قد يكون الخوف معقدا لدرجة أن يخاف الشخص المصاب بالرهاب من: السفر في وسائل النقل العام أو الذهاب للتسوق أو حتى ترك المنزل
- يعاني المصاب برهاب الخلاء من أعراض نوبة الهلع، مثل: ضربات قلب سريعة والتنفس السريع والشعور بالحر والتعرق
- سيتجنب المصاب المواقف التي تسبب القلق وقد يغادر المنزل فقط مع صديق أو شريك ويتسوق عبر الإنترنت بدلاً من الذهاب إلى السوبر ماركت (سلوك التجنب).
- يعاني 2 من كل 100 شخص من اضطراب الهلع ويصاب الثلث منهم برهاب أجورافوبيا وهو أكثر شيوعًا بين النساء مقارنة بالرجال ويبدأ عادة بين سن (18-35) عام.
تشخيص رهاب الخلاء
سيطلب الطبيبك وصف الأعراض، وعدد مرات حدوثها، وفي أي مواقف. وقد يطرح الأسئلة التالية:
- هل مغادرة المنزل مرهقة؟
- أيوجد أماكن أو مواقف معينة يجب تجنبها؟
- هل لدى المريض أي استراتيجيات تجنبه التعامل في هذه المواقف؟
علاج رهاب الخلاء
قد تساعد التغييرات في نمط الحياة، مثل:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
- تناول المزيد من الطعام الصحي
- تجنب الكحول والمخدرات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، مثل الشاي والقهوة والكولا.
تشمل تقنيات المساعدة الذاتية التي يمكن أن تساعد أثناء نوبة الهلع:
- البقاء في مكانك
- التركيز على شيء غير مهدد ومرئي
- التنفس البطيء والعميق.
قد يُنصح بتناول الأدوية إذا كانت تقنيات المساعدة الذاتية وتغييرات نمط الحياة غير فعالة في السيطرة على الأعراض، مثل:
مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) والتي تُستخدم أيضًا لعلاج القلق والاكتئاب يمكن استخدام الأدوية مع أنواع أخرى من العلاج ، مثل العلاج المعرفي السلوكي والعلاج بالاسترخاء.
أسباب رهاب الخلاء
يتطور الخوف من الأماكن المكشوفة لأسباب عديدة منها:
أولا: رهاب الخلاء كمضاعفات لاضطراب الهلع
الهلع هو اضطراب القلق الذي يشمل نوبات الهلع ولحظات الخوف الشديد وربط نوبات الهلع بالأماكن أو المواقف التي حدثت فيها ثم تجنبها.
وتكون الأسباب كالتالي:
- العوامل البيولوجية
يتسبب القلق والخوف في إفراز الجسم للهرمونات، مثل الأدرينالين التي تزيد معدل التنفس وضربات القلب كطريقة طبيعية للاستعداد لموقف خطير أو مرهق ويُعتقد أن رد فعل الاستعداد قد يتم بشكل خاطئ في المصابين
- الناقلات العصبية
عدم التوازن في مستويات الناقلات العصبية في الدماغ يمكن أن يؤثر على الحالة المزاجية والسلوك مما يسبب زيادة الاستجابة للتوتر في مواقف معينة والشعور بالذعر.
- شبكة الخوف
قد يكون هناك خلل في أجزاء من الدماغ يُعرف عنها أنها تولد مشاعر الخوف والتأثير الجسدي المقابل الذي يمكن أن يحدثه الخوف فقد يولدون مشاعر خوف قوية تؤدي إلى نوبة هلع.
- الوعي المكاني
هناك روابط بين اضطرابات الهلع والوعي المكاني وهو القدرة على الحكم على مكانك بالنسبة للأشياء والأشخاص الآخرين.
يعاني بعض الأشخاص المصابين باضطراب الهلع من ضعف في نظام التوازن والوعي بالمساحة مما يجعلهم يشعرون بالارتباك في الأماكن المزدحمة ونوبة هلع.
- العوامل النفسية
تشمل العوامل النفسية التي تزيد من خطر الإصابة برهاب الخلاء ما يلي:
- تجربة طفولة صادمة، مثل وفاة أحد الوالدين أو التعرض للاعتداء الجنسي
- تجربة حدث مرهق، مثل الفجيعة أو الطلاق أو فقدان وظيفتك
- تاريخ سابق للأمراض العقلية، مثل الاكتئاب أو فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي
- تعاطي الكحول أو المخدرات
- أن تكون في علاقة غير سعيدة، أو في علاقة يكون فيها شريكك مسيطرًا للغاية
ثانيا: رهاب الخلاء بدون اضطراب الهلع
يمكن أن يحدث هذا النوع من الخوف من الأماكن المكشوفة من خلال عدد من المخاوف غير المنطقية المختلفة، مثل الخوف من:
أن يصبح المريض ضحية لجريمة عنيفة أو هجوم إرهابي إذا غادر منزله أو الإصابة بمرض خطير إذا قام بزيارة الأماكن المزدحمة أو يؤدي إلى إحراج نفسه أو إذلالها مام الآخرين
أعراض رهاب الخلاء
يمكن تصنيف الأعراض إلى 4 أنواع:
الأعراض الجسدية
يمكن أن تكون الأعراض الجسدية لرهاب الخلاء مشابهة لأعراض نوبة الهلع وقد تشمل:
- ضربات قلب سريعة
- التنفس السريع
- الشعور بالحر والتعرق
- الشعور بالمرض
- ألم صدر
- صعوبة في البلع
- إسهال
- يرتجف
- دوخة
- طنين في الأذنين
- شعور بالاغماء
الأعراض المعرفية
قد تشمل الأعراض المعرفية الخوف مما يلي:
- الشعور بالغباء أوالحرج أمام الآخرين
- الشعور بالقلق من توقف القلب أو عدم القدرة على التنفس
- عدم القدرة على الهروب من مكان أو موقف إذا تعرض المريض لنوبة هلع
- الشعور بفقدان العقل
- فقدان السيطرة في الأماكن العامة
- الارتجاف والاحمرار أمام الناس
- تحديق الناس
الأعراض النفسية
- الشعور بعدم القدرة على العمل أو البقاء على قيد الحياة دون مساعدة الآخرين
- الخوف من أن الوحدة في المنزل
- شعور عام بالقلق والرهبة
الأعراض السلوكية
تشمل أعراض رهاب الخلاء المتعلقة بالسلوك ما يلي:
- تجنب المواقف التي قد تؤدي إلى نوبات هلع ، مثل الأماكن المزدحمة ووسائل النقل العام وقوائم الانتظار
- التقيد بالمنزل
- عدم القدرة على مغادرة المنزل لفترات طويلة من الزمن
- الحاجة لشخص تثق به عند الذهاب إلى أي مكان
- تجنب الابتعاد عن المنزل
هل يشفى مريض رهاب الخلاء ؟
يتغلب حوالي ثلث المصابين على الاضطراب ويصبحون خاليين من الأعراض بينما يتعلم النصف الآخر التحكم في أعراضه بشكل أفضل ولكن لا يزال لديه بعض القلق.
سيحتاج المريض وأحبائه إلى التحلي بالصبر أثناء التعافي من اضطراب الخوف من الأماكن المكشوفة.
قد يستغرق العلاج من 12 إلى 20 أسبوعًا من العلاج المعرفي السلوكي (العلاج بالكلام) إذا أخذوا أيضًا الدواء وقد يستغرق العلاج ما يصل إلى عام بدون أدوية.
كيفية التعامل مع رهاب الخلاء
- اعتن بنفسك جيدًا، وتناول أدويتك على النحو الموصوف وممارسة الأساليب التي تتعلمها من معالجك.
- لا تسمح لنفسك بتجنب المواقف والأماكن التي تثير القلق.
- يمكن أن يساعدك المزيج في القيام بالأشياء التي تستمتع بها بأقل قدر من الخوف.
وفي نهاية مقالنا نتمنى أن نكون وضحنا ما هو رهاب الخلاء وأعراضه وأسباب حدوثه وكيفية العلاج والتعامل مع الأعراض، كما يمكنكم التواصل معنا في دار الشفاء افضل مستشفي نفسي خاص عبر الواتس اب او الاتصال لأي استفسار، دمتم جميعا بخير