يعد إدمان الخمر أحد المشاكل الخطيرة التي تواجه المجتمعات المختلفة، وإن كان الأمر ينتشر في المجتمعات الغربية بصورة أكبر نتيجة للسماح بتناول الخمور هناك بصورة أكبر، ومع ذلك تواجه مجتمعاتنا العربية خطر هذا الإدمان بشكل كبير خاصة بين الشباب، وسنتحدث في هذا المقال عن أضرار الخمر المختلفة على الفرد والأسرة والمجتمع.
أضرار الخمر وفوائده
تعد الخمر أحد الأسلحة الخطيرة التي قد تؤدي لتدمير الفرد والأسرة والمجتمع كله دون الانتباه لذلك في الوقت المناسب، خاصة مع عدم تجريم تناولها مثل المخدرات.
ويسمح بتداول الخمر قانونيا في بعض الأماكن مع وضع بعض القيود على تناولها والتي تختلف في المجتمعات الغربية عن مجتمعاتنا العربية.
ولكن ولحسن الحظ فإن تناول الخمر بشكل عام يعتبر غير منتشر بشكل كبير في معظم بلاد الوطن العربى نظرا لتحريم تناوله لدى كثير من المتدينين الذين يتبعون الديانات السماوية المختلفة.
ومع ذلك نجد البعض قد يتناوله كتجربة أو محاولة للهروب من بعض المواقف الحياتية أو لقلة من الفوائد المزعومة التي لا تستحق تحمل عواقب تناوله مثل التدفئة أو المساعدة في الحماية من بعض الأمراض كما يزعم البعض.
وإذا قارنت هذه الفوائد المزعومة مع أخطار الكحول، تجد أنه لا وجه للمقارنة بينهما من الأساس إذ أن أضراره تفوق بكثير فوائده.
وتشتد معظم هذه الأضرار مع إدمان الكحول والذي لا يمكن تحديد متى يمكن للإنسان الوصول لهذه المرحلة التي تختلف من شخص لآخر تبعا لعدة عوامل منها:
- مدة تناول الخمر والكمية التي يتم تناولها وعدد فترات الشرب.
- نوع الخمر و تركيز الكحول به.
- السن والحالة الصحية والنفسية العامة للشخص.
- وجود تاريخ عائلي سابق من إدمان الكحوليات.
أضرار الخمر على صحة الإنسان
كما سبق وأشرنا فإن لتناول الكحوليات العديد من الأضرار الصحية والنفسية والاقتصادية وغيرها.
وبالطبع فإن هذه الأضرار تزداد مع حدوث إدمان للخمر.
وتختلف الأضرار التي يسببها الخمر على الفرد ما بين أضرار جسدية ونفسية واقتصادية.
أضرار الخمر على الجسم
يؤثر الخمر على جسم الإنسان بشكل كبير خاصة عند إدمانه كما سبق وأشرنا.
ومن أهم أضرار إدمان الخمر على الجسم
- أضرار الخمر على الكبد وما قد يؤدي إليه من تدمير لخلايا الكبد والتسبب في تليف الكبد وغير ذلك.
- مشاكل البنكرياس.
- اضطرابات بنسبة السكر بالدم.
- أضرار الخمر على الكلى وما قد تسببه من مشاكل خطيرة بها.
- وجود مشاكل بالجهاز العصبي مما قد يؤثر على الحركة والكلام وغير ذلك.
- اضطرابات الجهاز المناعي.
- وجود مشاكل بالرؤية.
- التأثير على الجهاز التناسلي والعلاقة الجنسية.
- مشاكل القلب والجهاز الدوري.
- حدوث مشاكل بالعضلات والعظام.
- اضطرابات الوزن.
أضرار الخمر النفسية
بالطبع فإن لتناول الكحوليات تأثيرا قويا على حالة الفرد النفسية والعقلية.
وتزداد هذه الأضرار مع طول مدة تناولها وشربها بكميات كبيرة.
ومن أهم أضرار الخمر على العقل وعلى الحالة النفسية
- القلق المفرط.
- اضطرابات النوم.
- اضطرابات الذاكرة.
- الإدمان.
- التوهان وعدم القدرة على التركيز.
- الاكتئاب.
- الشعور باللامبالاة.
الخمر وأضراره الاقتصادية
يؤثر إدمان الخمر بشكل كبير على الحالة المالية والاقتصادية للفرد نتيجة لعدد من الأسباب منها
- قلة القدرة على العمل والإنتاجية.
- تكلفة شراء الخمر.
- ما قد يتطلبه الأمر من تكلفة علاج بعض أضرار الخمر الصحية.
أضرار الخمر الاجتماعية
لا تقتصر أضرار تناول الخمور على الفرد فقط بالطبع، وإنما تمتد لتشمل الأسرة والمجتمع ككل.
الخمر وأضراره على الأسرة
الفرد هو نواة الأسرة، لذا فإن إدمان أي فرد من أفراد الأسرة يؤثر بالسلب على جميع أفراد الأسرة الآخرين من مختلف النواحي النفسية والاقتصادية وغيرها.
ومن أهم هذه الأضرار
- حدوث مشاكل مالية وتأثر دخل الأسرة نتيجة قلة العمل والدخل وتكاليف شراء الكحوليات وعلاج أضراره الصحية.
- إدمان الحامل يؤثر على صحة وسلامة الجنين قبل وبعد الولادة.
- حدوث تذبذب في علاقة المدمن بشريكه سواء الزوج أو الزوج.
- انتشار العنف الأسري.
- اضطراب الأطفال نفسيا.
- تفكك الأسرة.
- التأثير على صورة الأسرة ومكانتها في المجتمع.
أضرار الخمر على المجتمع
بالطبع فإن تأثير الخمر وأضراره الخطيرة التي تبدأ بالفرد وتمتد لتشمل المجتمع بأسره في مختلف النواحي الأمنية والأقتصادية والصحية وغيرها.
ومن أهم أضرار إدمان الخمر على المجتمع
- قلة الإنتاجية وكثرة الحوادث والأخطاء بالعمل وكذلك كثرة الانقطاع عن العمل.
- انتشار الفقر والبطالة.
- كثرة حوادث الطرق.
- انتشار العنف بين الطرقات.
- قلة التحصيل والتقدم العلمي.
- زعزعة الأمن.
- تحميل المجتمع عبء اقتصادي كبير.
قد يهمك أيضاً:
علاج إدمان الخمر
نظرا لكل ما سبق ذكره عن أضرار إدمان الخمر التي تتجاوز الفرد لتنتشر بين أفراد الأسرة والمجتمع، تقوم المؤسسات الحكومية وكذلك مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بالقضاء على ظاهرة الإدمان بمختلف أشكالها بعمل حملات توعية قوية ضد مثل هذه الظواهر الخطيرة.
ويبدأ علاج الإدمان رغبة المدمن في التخلي عن هذا الإدمان الخطير بعد أن يدرك أضراره التي لا تقتصر غليه وإنما تؤثر بشكل مباشر على المقربين منه والمجتمع بأسره.
قد يحتاج المدمن لدخول مراكز علاج إدمان الكحول في بعض الحالات لمواجهة أعراض الانسحاب خاصة إذا كانت شديدة، وكذلك في حالة وجود أمراض مزمنة.
هناك بعض الأدوية التي يصفها الطبيب للمساعدة في التخفيف من شدة الأعراض الانسحابية.
تعد الاستشارات النفسية مع المختصين في علاج الإدمان أمرا مهما لمساعدة المدمن على العلاج وعدم العودة للإدمان مرة أخرى.
بالطبع فإنه ينبغي التخلص من الأسباب الرئيسية التي دفعت المدمن للاتجاه للإدمان أو لتناول الخمر من الأساس.
إن الدعم المعنوي من المحبين وكذلك مجموعات الدعم النفسي وترحيب المجتمع بالشخص بعد التعافي يساعد المدمن على التخلص السريع من إدمانه ويعطيه دافعا كبيىرا للعودة للعمل أو الدراسة وأن يصبح فردا إيجابيا وفعالا في المجتمع.
كذلك فإن لزيادة الوعي الديني لدى الشباب أثرا كبيرا في تجنب تناول الخمر من الأساس أو التوقف عن تناولها وعدم العودة إليها مرة أخرى.
وفي النهاية فإن تجنب تناول الخمر في الأساس يقي الفرد مواجهة مثل هذه المشاكل والمضاعفات الخطيرة.
الحمد لله فإنه رجس من عمل الشيطان