علاج إدمان البنزوديازيبين للتخلص من أضرار تلك الأدوية من عائلة البنزوديازيبين والمستخدمة لعلاج الأرق والعصبية ونوبات القلق الشديد، والتي تؤثر بشكل مباشر على كيمياء الدماغ مما قد يؤدي إلى الإدمان.
تعرف على أدوية البنزوديازيبين، وآثارها الجانبية وطرق علاج إدمانها
ما هو البنزوديازيبين؟
يستخدم دواء بنزوديازيبين في علاج الأمراض الناتجة عن فرط نشاط الأعصاب في الدماغ، تسبب عائلة البنزوديازيبين تأثيرات مباشرة على حمض جاما أمينوبيوتيريك (GABA) في الدماغ، وهو ناقل عصبي في الدماغ لإرسال الإشارات من المخ إلى الأعصاب.
يقلل البنزوديازيبين من نشاط حمض جاما في الجهاز العصبي المركزي مما يسبب الإحساس بالهدوء وارتخاء الأعصاب والرغبة في النوم.
هل البنزوديازيبينات مخدرات وتسبب الإدمان
استخدام مشتقات البنزوديازيبين تحت الإشراف الطبي خلال فترة زمنية قصيرة لا يسبب الإدمان، ولكن تعاطيها بكميات كبيرة أو غير منتظمة يؤدي إلى الاعتماد الجسدي والإدمان.
ينطوي إدمان هذه الفئة من العقاقير الطبية على الاعتماد الجسدي والنفسي حيث تسبب تعود الجسم على جرعات معين ينتج عنها الشعور بالهدوء النفسي والاسترخاء، فيصبح الجسم غير قادر على التكيف دون الحصول على هذه السموم التي تغير كيمياء الدماغ.
غالبا ما تزداد المخاطر عند تعاطيها بجانب الكحول أو المواد الأفيونية وقد تستغرق بروتوكولات علاج إدمان البنزوديازيبين والمواد الأفيونية عدة أشهر.
مخاطر إدمان البنزوديازيبين والأفيون معا
كلا العقارين من مثبطات الجهاز العصبي المركزي؛ لذا فإن تناولهما معًا يؤدي إلى فشل الجهاز التنفسي والوفاة مباشرة، العديد من مدمني الهيروين يتناولون البنزوديازيبين قبل نصف ساعة من تعاطي الهيروين لزيادة حدة النشوة.
أكد المعهد الوطني الأمريكي لتعاطي المخدرات (NIDA) في تقرير له أن 73% من وفيات كانت بسبب مزيج المواد الأفيونية والبنزوديازيبينات.
أعراض إدمان البنزوديازيبين
تشمل علامات إدمان عقار البنزوديازيبين عند استخدامه طبيًا:
- عدم القدرة على تقليل الجرعات أو التوقف عن استخدام الدواء
- الشعور بعدم القدرة على العمل أو الرغبة في الانعزال عن الآخرين
- زيادة تحمل الدواء مما يتطلب جرعات أعلى لتحقيق نفس النتيجة
- الشعور بالقلق الشديد وآلام الأعصاب عند التوقف عن تناول الدواء.
أما عن أعراض إدمانه بجانب الكحول أو المخدرات الأخرى:
- الإعياء والضعف الجسدي
- غشاوة البصر
- صعوبة التنفس
- الدوار
- الرغبة الدائمة في النعاس
- ضعف الذاكرة
- زيادة أو نقصان الشهية
- الغثيان أو التقيؤ المستمر
- إمساك
- جفاف الفم
- انخفاض الرغبة الجنسية
- اضطراب معدل ضربات القلب
- انخفاض ضغط الدم الشديد
- أكاثيسيا (الاضطراب الحركي)
مدة بقاء البنزوديازيبين في الجسم
- البنزوديازيبينات في البول: في حالة الإدمان يبقى البنزوديازيبين في البول لمدة سبعة أيام، أما لغير المدمن فيزول أثره في غضون يومين.
- البنزوديازيبينات في الدم: كما يمكث العقار في الدم حوالي 48 ساعة، وعند تعاطيه للمرة الأولى يبقى لمدة 12 ساعة فقط.
عوامل وأسباب إدمان البنزوديازيبين؟
لاشك أن معرفة أسباب المشكلة هي الخطوة الأولى لحلها، لذا فإن أولى خطوات علاج إدمان البنزوديازيبين هي معرفة أسباب تعاطيه منذ البداية؛ هل كان تعاطيه بدافع الإدمان أم بإساءة اتباع وصفة الطبيب، كما أن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر تعاطي العقار مثل:
- الاستخدام طويل الأمد للبنزوديازيبينات (بعد أربعة أسابيع)
- تعاطي عقارات أخرى من فئة الباربيتورات أو الكحول في وقت واحد
- المعاناة من اضطرابات القلق طويلة الأمد أو غيرها من الحالات النفسية
- اضطرابات الصحة العقلية الأخرى
أعراض انسحاب البنزوديازيبين
تبدأ الأعراض الانسحابية في أولى خطوات علاج إدمان البنزوديازيبين أو عند التوقف عن تناوله ومنها:
- القلق والاكتئاب
- فرط الحساسية
- الرعشة الجسدية
- اضطرابات النوم
- الميول الانتحارية
- الذهان
- التشنجات
أعراض الجرعات الزائدة
- برودة الجسم
- اتساع حدقة العين
- نبض سريع وضعيف
- الغيبوبة
- هذيان وصعوبة في التنفس
علاج إدمان البنزوديازيبين
يمر علاج الإدمان من البنزوديازيبين بعدة مراحل، نذكر منها:
مرحلة التشخيص
- في مرحلة التشخيص والتي تعد أولى مراحل العلاج يتم تحديد معايير إدمان المواد مثل التسامح الجسدي وفترة التعاطي، وفحص الأمراض المزمنة لدى المريض
- كذلك يتم تحديد الجرعات التي يتعاطاها الشخص وما إذا كان يتعاطى مخدرات أخرى أم لا.
- في أغلب الحالات لا يكون لدى المريض دافعًا لتلقي العلاج، فيأبى مساعدة الأطباء أو الإجابة عن أي من تساؤلاتهم
- وقد ينكر تعاطيه لأي من المخدرات، وهنا يلجأ الطبيب لفحص البنزوديازيبين في البول أو الدم.
- تنتهي مرحلة التشخيص بوضع بروتوكول أو خطة العلاج.
مرحلة سحب السموم
- تبدأ علاجات إدمان بنزوديازيبين عمومًا بعملية إزالة السموم والتي غالبًا ما تتستغرق من أسبوع لعدة أسابيع طبقًا لحالة المريض.
- يهتم الأطباء في هذه المرحلة بتقليل شدة أعراض الانسحاب، والحفاظ على الحالة الصحية والنفسية للمريض.
مرحلة العلاج السلوكي
- بعد انتهاء برنامج إزالة السموم يتم تشجيع المدمنين المتعافين على متابعة العلاج النفسي والعلاج الجماعي وغيرها من البرامج السلوكية لمنع احتمال الانتكاس.
- قد يكون إدمان البنزوديازيبين صعبًا خاصةً عندما ينتج من الرغبة في تخفيف أعراض القلق أو أمراض الصحة العقلية الأخرى
- لذلك يكون المرضى بحاجة لبرامج علاجية سلوكية طويلة نوعًا ما، وقد تستغرق عدة سنوات.
مضاعفات علاج إدمان البنزوديازيبين في المنزل
- قد يعتقد البعض أنه من السهل علاج إدمان الأدوية في المنزل عن طريق تقليل الجرعات تدريجيًا
- ولكن هذا الاعتقاد خاطيء تمامًا وقد يودي بحياة الفرد، كما قد يعرض أسرته للخطر ايضًا.
- بعد تقليل جرعة الدواء يصاب المدمن بحالات من الأرق والقلق الشديد وغالبًا ما يتطور الأمر لحالات التهيج والعداء الشديد وقد يدفعه ذلك لتعاطي جرعة كبيرة من الدواء أو إيذاء نفسه أو أحد الأشخاص المحيطين به.
- تبدأ المضاعفات الجسدية باضطراب الجهاز الهضمي مما يسبب تدهور الحالة الصحية للمريض، وشدة الحساسية تجاه الألم.
- كما أن إيقاف المخدر دون تلقي العلاج المناسب يتسبب في آلام العظام والعضلات، واضطراب حركات الساقين، والتشنجات التي لا يمكن السيطرة عليها.
لذلك ينصح الأطباء المتخصصون بضرورة علاج إدمان العقاقير الطبية في المستشفيات المتخصصة مثل دار الشفاء في علاج الإدمان لمنع مخاطر ومضاعفات علاج الإدمان في المنزل.
مخاطر البنزوديازيبينات على الحمل والرضاعة الطبيعية
- تصنف إدارة الغذاء والدواء البنزوديازيبينات على أنها فئة حمل D مما يعني أنها تسبب ضررًا للجنين وللأم أيضًا
- كما تفرز في حليب الثدي وتسبب خمول وفقدان الوزن عند الرضيع.
- التخلص من إدمان المخدر أثناء الحمل أو الرضاعة من أخطر الحالات وأكثرها تعقيدًا لأن المضاعفات تشمل الأم والطفل، لذا يجب أن تخضع الأم لبروتوكول علاجي في مستشفى علاج ادمان متخصص وليس في المنزل.