يعد البنزين والمشتقات البترولية والمعروفة بالمذيبات الطيّارة، وغيرها من المواد التي تختلط بالبنزين أو المواد البترولية ذات الروائح النفّاذة، من أنواع الإدمان والإقبال عليها، وهذا ليس بجديد، فالمصطلح الشائع ” عامل دماغ بنزين ” من المصطلحات الشائعة والدارجة في اللهجة العامية المصرية، ومعناها أن استنشاق البنزين قد يعادل مرحلة من النشوة تقوم بها بعض المخدرات او الكحوليات، لذلك كان
ذلك حافزاً للحديث في هذا المقال عن ادمان البنزين والمذيبات الطيّارة ، من خلال العديد من الجوانب نحاول توضيحها من خلال نقاط متعددة.
لماذا يعد البنزين والمذيبات الطيّارة إدمان؟
هذا السؤال وإجابته، تعتبر لها العديد من الجوانب، التي يجب إلقاء الضوء عليها من الوصول إلى تفصيل مقنع للإجابة على هذا السؤال الهام، وذلك من خلال العرض التالي:
هل رائحه البنزين تسبب الادمان؟
يعتبر المخ هو المسئول على إفراز الهرمونات الخاصة بالحركة والشعور والسعادة والحزن، وغيرها من المشاعر اليومية التي يحتاج إليها الإنسان في حياته اليومية، لذلك تعتبر هذه المواد الكيميائية خطراً على كيمياء وعمل الخلايا في المخ، وذلك لأنها مواد تتكون من بعض المواد التي تقوم بإفراز النشوة والهرمونات الخاصة بذلك في المخ، حيث يشعر المدمن فور استنشاقه البنزين بالدوار والخدر المقبول، والذي يعتبر نوع من أنواع السعادة بالنسبة له، كما أنه بعد فترة يحتاج مرة أخرى إلى الاستنشاق ومن هنا يأتي الإدمان .
وتتحدث التقارير الطبية على أن مدة الاستنشاق قد تتراوح بين الربع و ثلاث أرباع الساعة، وهذه المدة كفيلة من أجل وصول البنزين والمذيبات الطيّارة إلى المخ وخلايا الدم ، ومن ثم السيطرة على الجهاز العصبي المركزي، ومن هنا يأتي إحساس السعادة والخدر والنشوة الذي تحدثنا عنه.
ماذا يحدث اذا شممت رائحة البنزين؟
الجانب الآخر من قصة ادمان البنزين والمذيبات الطيّارة ، هو ان هذا يعتبر نوع من أنواع ادمان المخدرات بالفعل، وذلك لأنه يعتبر له بعض التأثيرات الخاصة بالإنسان الذي يقوم بالشم بصفة مستمرة، ومن خلال النقاط التالية نتحدث عن تلك التأثيرات التي يظنها الفرد المدمن في صالحه لكنها لها تأثيرات جانبية خطيرة:
- يشعر الإنسان بعد شم أو استنشاق المواد البترولية الطيارة ومن ضمنها بلا شك البنزين، بأنه سعيد للغاية لدرجة أنه قد يلامس السحاب، أو أنه له المقدرة الخاصة في إتيان الخوارق مثل المشي على الماء، او الدوران في الهواء والطيران، أو الشعور بعد الوجود من الاساس، وهذا الشعور والذي قد يبدو مبالغاً إلا أنه صحيح بالفعل لمن يدمن المخدرات او المواد المسكرة، او المذيبات الطيّارة، ياتي من كون هذه المواد في كثير من الأحيان تسيطر على الجهاز المركزي والمشاعر الطبيعية الخاصة بالإنسان، ومن السيطرة على مراكز المخ المرتبطة بالوعي او الشعور أو الحركة وغيرها، ومن هنا ياتي مصطلح تغييب الوعي.
- التأثيرات الأخرى الصحية والعقلية، حيث يشعر الإنسان بوجود الهلاوس السمعية والبصرية، وتخيل أشياء لن ولم تحدث في الحقيقة، مع اضطرابات عقلية وتخيل أحداثا قد ينسجها الخيال أو العقل الباطن، وذلك بسبب الاضطراب في رسم المخ، أو الاختلال الذهني، لذلك يعد ادمان البنزين والمذيبات الطيارة خطرا لابد من الحساب له، كذلك هناك أسباب أخرى غير الخطر الصحي وهو ما نلقي عليه الضوء خلال النقطة التالية.
ادمان البنزين والمذيبات الطيارة.. خطرا قد لا تشعر بوجوده حولك :
من الأخطار التي تهدد العديد من الفئات، خاصة الأطفال والشباب والعاملين في المحطات البترولية لتزويد السيارات بالبنزين، أو العاملين في مجال البترول، أنهم قد يتعرضون إلى البنزين والمواد الطيارة ويدمنونها بدون أن يشعرون بذلك الإدمان، حيث يبدأ الفرد في استحسان الرائحة النفّاذة، ثم يشعر بتأثيرها في المزاج العام له، ويشعر بالسعادة عندما يستنشقها، ثم مع تكرار الأمر، يبدأ في البحث عن طرق التعاطي ومن ثم الدخول في دائرة الإدمان والتعرض للمخاطر الصحية والنفسية لهذا الإدمان.
لهذا السبب السابق، يعتبر ادمان البنزين والمذيبات الطيارة ، من الأخطار التي لا تشعر بوجودها، لأن العديد من الفئات تتعرض لرائحة البنزين ومشتقاته يوميا، وقد يتعرض أي إنسان لتلك الرائحة، لذلك يجب التوعية بأخطار هذا الإدمان، والتوعية قبل ذلك بضرورة الحذر من تلك الروائح والمواد التي تعتبر من المشتقات البترولية أو ما تسمى بالمذيبات الطيارة، وهو ما نسلط عليه الضوء خلال النقطة التالية.
ما هي المشتقات البترولية والمذيبات الطيارة التي قد يدمنها الفرد دون أن يشعر ؟
في إطار الحديث عن ادمان البنزين والمذيبات الطيارة ، يجب أن نتعرف من خلال تلك النقطة عن تلك المواد، حتى يتم الحذر منها، أثناء التعرض لها أو العمل بما يتعلق بتلك المشتقات وغيرها، وهذه المواد مثل:
- البنزين : والذي يعد من أشهر المشتقات والمذيبات البترولية الطيارة على الإطلاق، ولعل الشهرة تلك جاءت من أهميته، لأنه الوقود الأساسي الذي يتم التعامل به في تموين السيارة بالوقود اللازم لتحريكها، لذلك يعتبر المشتق الرئيسي الذي يتعرض له الإنسان يوميا.
- الأستيون : وهي مادة كيميائية طيارة، وتعتبر من الكحوليات والمشتقات الهامة، والتي يتم استخدامها في بعض الأمور الخاصة بالتنظيف، او الاستخدامات المنزلية، وإزالة طلاء الأظافر، وتنظيف البشرة وغيرها، لذلك فهو قد يوجد يوميا في كل البيوت، وهذا مما يزيد من فرصة الاستنشاق ومن ثم إدمانه.
- التنر : وهي مادة كيميائية مزيج من البنزين والكيروسين أو الجاز، والتنر له العديد من الاستخدامات مثل التنظيف، وإضافته إلى مواد الطلاء، لذلك يتعرض له عمال الطلاء بصفة مستمرة لأنه من أساس عملهم، ومن ثم يزيد من فرصة إدمانه.
- غاز البيوتان : وهو غاز من المركبات والمذيبات الطيارة شديد السمية، ولها مخاطرها العديدة، ويستخدم في العديد من المصانع والصناعات المختلفة، لذلك يعتبر عمال تلك المصانع معرضين لخطر السمية من ناحية او إدمان رائحة غاز البيوتان.
- مزيلات العرق : وهي أيضاً من المذيبات الطيارة وتعتمد على الكحوليات، المختلطة ببعض الروائح للتخلص من البكتيريا المسببة للعرق وخطورة هذه المزيلات، انها توجد في جميع المنازل، ويتم استخدامها من الملايين، ويعتبر هذه فرصة لإدمانها والتعرض لخطر إدمانها في بعض الأحيان.
كانت هذه بعض المذيبات الطيارة المشتقة من المواد البترولية، أو مشتقات بنزين السيارات، ولعل سرعة الإدمان والتعرض لها يعتبر من مكامن الخطورة في ادمان البنزين والمذيبات الطيارة ، وهذا من أخطر جوانب هذا الموضوع. يبقى لنا نقطة هامة، وهي كيفية ادمان البنزين والمذيبات الطيارة أو بالاحرى طرق التعاطي ، وهذا ما نتناوله في النقطة التالية.
طرق تعاطي البنزين والمذيبات الطيارة
في تلك النقطة الاخيرة، نتحدث عن طرق تعاطي و ادمان البنزين والمذيبات الطيارة ، وذلك في اطار التوعية بأخطار هذا الإدمان من شتى الجوانب، حيث تعتبر طريقة التعاطي عن طريق الأنف أو حاسة الشم، هي الطريقة الأشهر إن لم تكن الوحيدة،
حيث يعتمد مدمني البنزين والمذيبات الطيارة على حاسة الشم في الاستنشاق وبالتالي وصول تلك المواد وتأثيراتها على المخ وباقي أجزاء الجسم.
في نهاية الأمر، نجد أن ادمان البنزين والمذيبات الطيارة ، من المواضيع التي قد لا ينتبه إليها الكثير من الفئات في المجتمع، لذلك يعتبر خطراً لا تشعر به، لأنه قد تتعرض له يومياً ومن ثم تدمن تلك المواد دون ان تقصد ذلك، وهنا الكارثة، التي حاولنا إيضاحها وتسليط الضوء عليه في هذا المقال وسوف نستعرض في مقال آخر اضرار ادمان البنزين والمذيبات الطيارة .
قد يهمك أيضاً: