كيفية التعامل مع المتعافي من الادمان هو أمر هام ورئيسي في مرحلة استقرار المتعافي وتحويله لعنصر بناء وإيجابي في مجتمعه وإبقائه بعيدا عن سكة الإدمان مرة أخرى.
الإدمان وعواقبه
يعد الإدمان بصوره المختلفة من أكبر العوائق التي تعيق ركب تقدم الأمم والمجتمعات، نتيجة تأثيرها المباشر على الشباب والذين هم سواعد الأمة ووقود تقدمها ورقيها.
وهناك العديد من أنواع الإدمان، منها
- إدمان المخدرات.
- الإدمان على الجنس.
- إدمان الكحوليات.
- إدمان الإنترنت.
ويعد إدمان المخدرات والكحوليات من أكثر أنواع الإدمان انتشارا وشراسة، إذ يصعب أحيانا السيطرة عليهما وعلى تأثيرهما الخطير على العقل، مما قد يدفع المدمن للقيام بأمور متهورة وغير محسوبة ولا يقتصر الأمر فقط على إيذاء نفسه بل قد يمتد ليلحق الأذى بأسرته ومجتمعه ككل.
أسباب الإدمان
هناك عدة أسباب لاتجاه المدمن لسكة الإدمان أهمها
- التفكك الأسري.
- غياب الوازع الديني.
- التعرض لصدمة أو حادثة مؤثرة.
- فقدان شخص عزيز.
- إصابة المدمن أو أحد المقربين بمشكلة أو مرض خطير.
- ضغوطات الحياة الشخصية والعملية.
- أصدقاء السوء.
- بعض الأمراض النفسية والعقلية.
- الفراغ.
علاج الإدمان
نظرا لخطورة الإدمان بشكل عام على بنية المجتمع الأساسية وأمنه الداخلي والخارجي واقتصاده بشكل عام، فإن الحكومات والمنظمات الخاصة المعنية تعمل على نشر الوعي لدى الشباب بخطورة الإدمان وضرورة العلاج منه في أسرع وقت وتجنب العودة له في المستقبل.
كذلك فإن تواجد المراكز والمستشفيات المتخصصة في علاج الادمان على المخدرات والتي تقدم أفضل خدماتها بواسطة فرق طبية متخصصة ومتميزة وبواسطة أحدث البرامج المتخصصة في علاج حالات الإدمان المختلفة دورا كبيرا في العلاج والتعافي من صور الإدمان المختلفة.
العودة للإدمان وحدوث انتكاسة
هناك بعض الحالات التي يعود فيها المتعافي لسكة الإدمان مرة أخرى وتحدث الانتكاسة.
وغالبا يمر المتعافي بثلاث مراحل تمثل مراحل حدوث الانتكاسة، والتي ينبغي الانتباه لأعراضها جيدا وعلاجها بشكل فعال لمنع اكتمالها وعودة المتعافي لطريق الإدمان.
وهذه المراحل هي
- الانتكاس العاطفي
ويبدأ قبل وقت طويل نسبيا من العودة للإدمان وفيها يشعر المتعافي بالعزلة وبعض المشاعر السلبية مثل القلق والاكتئاب.
- الانتكاسة النفسية
وفيها يبدأ المدمن في التفكير في العودة للإدمان مرة أخرى، وقد يفتقد مشاعر الإدمان وكل ما هو مرتبط به.
- الانتكاسة الجسدية
وتعني عودة المتعافي الفعلية للإدمان واكتمال طريق الانتكاسة.
التحديات التي تواجه المتعافى من الادمان
هناك عدد من التحديات التي قد تواجه المتعافي من الإدمان والتي تتطلب الوعي حول كيفية التعامل مع المتعافي من الادمان لتجنب عودته للإدمان مرة أخرى أو حدوث انتكاسة.
ومن أشهر هذه التحديات
- ظهور مشاكل أو عقبات في حياة المتعافي قد تجعله يفكر في التعاطي مرة أخرى للهروب منها.
- عدم تقبل المجتمع للمتعافي والنفور منه وعدم السماح له بالمشاركة الإيجابية في المجتمع.
- نظرة الآخرين الدونية للمتعافي وابتعاد البعض عنه خاصة المقربين.
- تدهور الحالة النفسية للمدمن لسبب أو لآخر.
- وجود أصدقاء السوء الذين قد يدفعون المتعافي إلى سكة الإدمان مرة أخرى.
- الشعور بالرغبة في التعاطي مرة أخرى وحدوث انتكاسة.
كيفية التعامل مع المتعافي من الادمان
كما سبق وأشرنا فهناك بعض العوامل التي قد تؤدي بالمدمن لحدوث انتكاسة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
لذا من الهام معرفة كيفية التعامل مع المتعافي من الادمان بأفضل طريقة لإعطائه دفعة إيجابية ومساعدته على التماسك وضمان عدم حدوث انتكاسة قد تؤدي به للعودة لطريق الإدمان.
ولا يقتصر الدعم الواجب تقديمه للمتعافي على فرد أو جماعة بعينها، بل يجب أن يشمل عدة فئات أهمها
- الأسرة.
- الأصدقاء المقربين.
- رجال الدين.
- الإعلام.
- الأطباء والأخصائيين النفسيين.
- مجموعات الدعم.
- منظمات المجتمع المدني.
- زملاء العمل أو الدراسة.
- المجتمع ككل.
الأسرة وكيفية التعامل مع المتعافي من الادمان
بالطبع يقع على الأسرة دورا كبيرا في حفظ الاستقرار النفسي وإبقاء المتعافي بعيدا عن سكة الإدمان من خلال احتوائه ودعمه وإشعاره بالأهمية والمسئولية وتجنب تذكيره بفترة الإدمان أو معاملته بشكل غير لائق لهذا السبب.
وفضلا عن ذلك يجب على الأسرة مراقبة المتعافي جيدا وإخبار الطبيب في حالة ظهور أي أعراض قد تشير لحدوث انتكاسة.
دور الأصدقاء المقربين في كيفية التعامل مع المتعافي من الادمان
يجب أن يكون الصديق سندا ودعما لصديقه في كل الأحوال؛ لذا فإن للأصدقاء دورا هاما في الأخذ بيد صديقهم المتعافي من الإدمان وتشجيعه على ممارسة أنشطة مفيدة كالرياضة أو بعض الهوايات وكذلك مساعدته على الابتعاد عن سكة الإدمان وتقديم يد العون له طالما احتاج ذلك.
كذلك يجب على الأصدقاء الصالحين إبقاء صديقهم المتعافي بعيدا عن أصدقاء السوء.
دور رجال الدين في كيفية التعامل مع المتعافي من الادمان
لرجال الدين دورا كبيرا في وعظ المتعافي ومد يد العون له ونصحه بالحسنى للابتعاد عن سكة الإدمان وتذكيره بضرورة تنفيذ دوره في الأرض من عمل وعبادة.
الإعلام ومنظمات المجتمع المدني ودورهم في مساعدة المتعافين من الإدمان
على كل من منظمات المجتمع المدني والإعلام دورا هاما في عمل حملات توعوية متنوعة بمخاطر الإدمان وضرورة التعافي منه وعدم العودة له وتشجيعهم على تخطي مرحلة الإدمان بكل سلاسة والانخراط في أنشطة مفيدة.
دور الأطباء والأخصائيين النفسيين في كيفية التعامل مع المتعافي من الادمان
للأطباء والأخصائيين النفسيين دورا هاما ورئيسيا في دعم ومراقبة المتعافي من الناحية النفسية ومساعدته من خلال الجلسات والاستشارات النفسية على تخطي أي عقبة نفسية قد تؤدي لحدوث انتكاسة وكذلك تعديل سلوكه وتوجيهه في اتجاهات مفيدة.
كذلك يقوم هؤلاء الأخصائيين والأطباء النفسيين غالبا بتقديم خدمات الدعم النفسي لأسرة المتعافي والتواصل معهم ونصحهم بكيفية التعامل مع المتعافي بشكل صحيح.
مجموعات الدعم ودروهم في كيفية التعامل مع المتعافي من الادمان
لمجموعات الدعم دورا هاما خلال مرحلة التعافي من الإدمان وما بعد ذلك من خلال تقديم قصص ناجحة للمتعافين وأيضا لإشعار المتعافي بوجود من يشبهونه ويمكنه التحدث معهم ومشاركتهم والحصول على الدعم منهم وكذلك تقديم الدعم للآخرين.
دور زملاء العمل أو الدراسة في كيفية التعامل مع المتعافي من الادمان
ولزملاء العمل أو الدراسة دورا حيويا في تقبل المتعافي كفرد إيجابي ومساعدته على تخطي فترة الإدمان وعدم إشعاره بالنبذ أو التنمر والأخذ بيده ليحقق الأفضل في عمله أو دراسته.
دور المجتمع ككل في تقديم العون لمتعافي الإدمان
وبشكل عام فإن على المجتمع ككل دورا كبيرا في تقبل المتعافي برحابة صدر وتوفير جو ملائم للتعافي والتحول من مدمن لفرد أكثر عملا وفاعلية في بناء مجتمعه بدلا من تدميره.
وفي النهاية فإن لإرادة المدمن ورغبته في التغيير دورا كبيرا في التعافي والتماسك والعودة لأسرته ومجتمعه كشخص أكثر إيجابية وفاعلية.