وفقاً لأصحاب نظرية المعرفة السلوكية في علم النفس، فإن الإدمان ليس ناتجًا عن مشاعر الحرمان ودوافع لاشعورية من العدوان والكراهية، وإنما يفسر من خلال دافع خفض التوتر والقلق الذي يعاني منه الشخص في حياته اليومية، فبناءًا على قوانين التعزيز فإن خفض التوتر والقلق الناتج من تعاطي المخدر يعتبر بمثابة نتيجة تعزيزية تتكرر باستمرار، كلما شعر الشخص بالتوتر والقلق وبذلك يمكنه الوصول إلى مرحلة لا يهتم فيها بأحد، وفي هذه اللحظة يساعد المخدر على تكوين حالة سيكولوجية من الانشراح لتخفيف التوتر، وإنما يهمه فعلًا إعادة التوازن لحالته الفسيولوجية نتيجة اعتماده الجسمي على المخدر وقامت تلك المدرسة بتفسير الإدمان من خلال مبدأين أساسيين، هما: القهر، ونموذج التوقع.
الادمان ونظرية المعرفة السلوكية
وهناك تفسير آخر هو نوع من التعديل لمبدأ خفض التوتر، يتلخص في أن من يتعاطون المخدر إنما تنقصهم الثقة بالنفس ويشعرون بعدم الأمن، ومن ثم فإنهم يلجئون للمخدر ليس بهدف خفض التوتر، وإنما لحماية أنفسهم من مشاعر العجز والنقص وعدم الكفاية، وبهذا فإن تعاطي المخدر يجعلهم يشعرون بسيطرتهم على الموقف وبقدرتهم على مواجهة مطالب الحياة المختلفة.
أساليب العلاج المعرفي السلوكي للإدمان
هذه الأفكار والمعتقدات الشائعة بين المدمنين حول تأثير مواد الإدمان، هي بالفعل أفكار ومعتقدات خاطئة، تهيئ للأفراد مشاعر وأحاسيس زائفة، ذلك لأنهم أفراد فشلوا في إيجاد أساليب توافقية سوية لمواجهة الضغوط والتوترات التي تواجههم في الحياة، فيتعاطوا هذه المواد لتمنحهم مشاعر كاذبة بناء على أفكار خاطئة، معتقدين أنهم يستطيعون من خلالها حل مشكلاتهم، ولكنهم يفشلون، ومن ثم يشعرون بمزيد من الإحباط والخوف الذي يولد قدرًا كبيرًا من التوتر والقلق، فينغمسون أكثر وأكثر في تعاطي هذه المواد، و يبقى المدمن في دائرة الإدمان المغلق.
العلاج المعرفي السلوكي لعلاج الإدمان على المخدرات
ومما تقدم يتضح لنا أن النظرية السلوكية ترى بأن تعاطي المخدر يعتبر حلًا لبعض مشكلات النضج الجالبة للتوتر والقلق، فاستخدام المخدر بمثابة نوع من الاستجابة المتعلمة للتعامل مع المشكلات التي تواجه الفرد سواء كان قصده منها التخفيف من القلق والتوتر أو كان قصده حماية نفسه من مشاعر العجز والنقص، فهي تعتبره سلوك متعلم يتم تدعيمه من خلال التخفيف من حدة ما يعانيه الشخص من متاعب وصراعات نفسية.
العلاج السلوكي للإدمان
العلاج السلوكي والإدمان يحدث نتيجة التوقعات السلبية التي يتوقعها المدمن، وعلينا أن نوضح أن نظرة المدمن إلى الكحول ليست نظرة عابرة ولكنه ينظر إليها على أنها شيء سحري وأنها القادرة على تخفيف الآلام والتوتر داخل الإنسان، ومن هنا تزيد التوقعات المجتمعية لدى المدمن هي توقعات يكتسبها في فترة مبكرة من الحياة عن طريق الأسرة، وجماعات الأقران والأصدقاء، وأصحاب هذا الرأي يرون التوقعات الخاصة هي التي تحدد التعاطي وذلك من خلال وقوع المدمن تحت تأثير مادة التعاطي، ويتم التحكم في ردود أفعال الفرد للكحول و المخدرات من خلال الأنظمة الاجتماعية، فالأفراد يكون لديهم معرفة مسبقة وتوقعات بمدى تأثير مادة التعاطي قبل استخدامها،
الادمان ونظرية المعرفة السلوكية
- وتصبح التوقعات أكثر تحديدًا عند استخدامها، ويرى المعالجون أيضًا أنه عندما يحدث تسمم الجسم بالمادة المخدرة.
- فان السلوك يتحدد بتوقعات الفرد عما يجب أن يفعله، أو الاتجاه الذي يسلكه، كذلك يعترف أنصار هذا الاتجاه.
- بأن استخدام المادة المخدرة في الموقف الانسحابية قد يرجع إلى التوقع بأن هذا الاستخدام سيخفض الأعراض الانسحابية.
- ليس لأن الفرد يستجيب بصورة لا إرادية لظاهرة اشتهاء المخدر.
- كذلك يلعب كل من الوعي بالذات والعزو دورًا رئيسيًا في مساعدة المختصين على فهم الإدمان.
- ففهم الفرد لذاته واعتقاداته وقناعته بأن المخدرات تزيد الدافعية وتخفض التوتر.
- وقد يفسر الفرد تعاطي المخدرات إلى مصادر خارجية وداخلية.
- مما يجعل الفرد يتقبل بشكل إيجابي المسؤولية عن الإدمان أو بشكل سلبي مثل لوم الآخرين.
قد يهمك أيضاً: