لجأت الدول المعادية في الآونة الاخيرة إلى السيطرة على عقول الشباب من خلال المحتوى الإلكتروني الموجه، خاصة مع ظهور العديد من حالات إدمان الإنترنت واستخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل خاطئ ومدمر، لذا كان لزاما على المجتمعات إيجاد حلول فعالة وسريعة في علاج الإدمان الإلكتروني ووقف غزو الدول المعادية لعقول الشباب من خلاله.
الإدمان الإلكتروني
- قبل أن نتحدث عن طرق علاج الإدمان الإلكتروني علينا أولا أن نتعرف على ما هو هذا الإدمان.
- إن الإدمان الإلكتروني خطر جديد أستطاع أن يتوغل بين المجتمعات ليؤثر في الفئات العمرية المختلفة في وقت قياسي.
- وللأسف فإن عدم وجود تعريف واضح لهذا الإدمان، وكذلك أبحاث ودراسات كافية ومعلومات كافية في المراجع الطبية المختصة حول كيفية حدوثه وكذلك كيفية علاجه، جعل من الصعب تشخيصه في بدايته ووضع قواعد أساسية للسيطرة على حدوثه وانتشاره.
- وقد ساهم انتشار الانترنت والتطور التكنولوجي واستخدامه في كافة جوانب الحياة إلى صعوبة السيطرة على هذا الإدمان ووقف توغله بين طبقات المجتمع.
- ومن الهام التفريق بين الإدمان الإلكتروني أو سوء استخدام التكنولوجيا واستخدام التكنولوجيا بشكل مفيد، والذي ساهم في إحداث طفرات هامة على صعيد كافة المجالات والأنشطة الحياتية المختلفة.
- فلا يعد استخدام التكنولوجيا والإنترنت أمرا سيئا أو خطيرا بل على العكس، فإن مقياس تقدم الأمم حاليا يعتمد بشكل كبير على مدى تقدمها التكنولوجي، ولكن سوء استخدام هذه التكنولوجيا والإنترنت دون انضباط هو ما يحولها من عنصر للتقدم لسلاح بدمر مستخدميها.
أنواع الإدمان الإلكتروني
يعتبر الإدمان الإلكتروني مصطلح عام يشير إلى سوء استخدام التكنولوجيا الحديث.
وتتعدد وسائل الإدمان الإلكتروني التي يلجأ إليها هؤلاء المدمنين والتي تختلف من حيث معدل الإدمان بين المدمنين تبعا لعدد من العوامل منها السن والنوع والمستوى الاجتماعي والتعليمي وغير ذلك.
ومن أشهر أنواع الإدمان الإلكتروني:
- المقامرات عن طريق الإنترنت.
- مشاهدة البرامج والفيديوهات المختلفة.
- المحتوى الإباحي من فيديوهات ورسائل نصية وصوتية وغيرها من المحتوى اللاأخلاقي.
- التسوق عبر الانترنت.
- منصات التواصل الاجتماعي الإلكترونية المختلفة خاصة الفيسبوك.
- ألعاب الفيديو جيم الفردية والجماعية.
- المحادثات الإلكترونية.
- متابعة الأخبار والبحث عن المعلومات.
وبالطبع فإن شدة هذا الإدمان ومدى سوء الأعراض يختلف من حالة لأخرى.
أعراض الإدمان الإلكتروني
على الرغم من عدم وجود أعراض واضحة ومحددة لهذا الإدمان الإلكتروني، إلا أن هناك بعض الأعراض السلوكية والنفسية والجسدية التي قد تشير لوجود هذا الإدمان.
ومن هذه الأعراض:
- العصبية والقلق وأحيانا الاكتئاب.
- الانسحاب من النشاطات الاجتماعية على أرض الواقع أو التقليل منها.
- توتر العلاقة مع باقي أفراد الأسرة.
- مواجهة بعض الأعراض الانسحابية عند تقليل وقت الاتصال الالكتروني.
- اضطرابات النوم. الإصابة بصداع.
- اضطرابات الشهية.
- إهمال الدراسة أو العمل.
- ضعف النظر وجفاف العين.
- آلام الظهر والرقبة.
- الميل للعزلة والبقاء وحيدا معظم الوقت.
- عدم الانتباه للمؤثرات والمحيط الخارجي.
- إهمال المظهر الخارجي والنظافة الشخصية.
- التغيرات المزاجية الواضحة.
- عدم الاهتمام بكل ما ليس له علاقة بالتكنولوجيا والإنترنت.
- تأسيس عالم افتراضي أحيانا من خلال التواصل الاجتماعي بديلا عن العالم الواقعي.
- محاولة إخضاع كل الظروف المحيطة وتذليلها لقضاء مزيدا من الوقت على اتصال بالانترنت والبرامج الإلكترونية مثل توفير طعام احتياطي وحتى ارتداء حفاضات كبار السن.
علاج الإدمان الالكتروني
كما سبق وأشرنا فإن ليس هناك معلومات كافية وواضحة حول الإدمان الإلكتروني وكيفية علاجه أو الوقاية منه.
وعلى الرغم من ذلك فهناك بعض الطرق والأساليب التي يتبعها المتخصصين وينصحون بها كعلاج للإدمان الإلكتروني والتي أثبتت فاعلية ونتائج إيجابية سريعة وواضحة.
وفي الغالب يمكن علاج هذا الإدمان بالمنزل بعد استشارة الطبيب النفسي المختص واتباع إرشاداته.
وعلى عكس أنواع الإدمان الأخرى كإدمان المخدرات والكحوليات وغير ذلك، فإن علاج الإدمان الإلكتروني لا يتضمن التوقف نهائيا عن استخدام الانترنت وصور التكنولوجيا الحديثة المختلفة، خاصة مع الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة في الكثير من الأمور الحياتية المعتادة كالدراسة والعمل والتواصل مع الأقارب المغتربين وغير ذلك.
ويعتمد علاج الإدمان الإلكتروني على إعادة تنظيم استخدام الانترنت والتكنولوجيا بشكل مفيد وكذلك سيطرة المستخدم على هذه التكنولوجيا وليس العكس.
ما هي نتائج الادمان الالكتروني؟
الادمان الإلكتروني يمكن أن يؤدي إلى عدة نتائج سلبية على الصحة الجسدية والعقلية والاجتماعية للفرد. من بين النتائج الشائعة:
- انعزال اجتماعي: قد يؤدي الإدمان الإلكتروني إلى الانسحاب عن العلاقات الاجتماعية الحقيقية، حيث ينفصل الشخص عن الأنشطة والتفاعلات الاجتماعية الواقعية لصالح الانخراط الشديد في العالم الافتراضي.
- تدهور الأوضاع الصحية واللياقة البدنية: يمكن أن يتسبب الجلوس المطول أمام الشاشات الإلكترونية في قلة الحركة وقلة ممارسة النشاط البدني، مما يؤدي إلى مشاكل صحية مثل زيادة الوزن وضعف اللياقة البدنية.
- تأثير سلبي على الصحة العقلية: قد يسبب الاعتماد الزائد على وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت الشعور بالتوتر والقلق، وزيادة الشعور بالاكتئاب والعزلة، وذلك بسبب الضغوط والمقارنات الاجتماعية المتواصلة عبر الشبكات الاجتماعية.
- تأثير على الأداء الأكاديمي والمهني: يمكن أن يتسبب الإدمان الإلكتروني في تشتت الانتباه والتركيز، مما يؤثر على الأداء في الدراسة أو العمل.
- انخفاض جودة النوم: قد يؤدي الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية قبل النوم إلى انخفاض جودة النوم وصعوبة الاسترخاء، مما يؤثر على النوم العميق والاستعداد لليوم التالي.
- ضعف القدرة على التحكم: يمكن أن يصبح الشخص غير قادر على التحكم في استخدامه للأجهزة والتطبيقات الإلكترونية، وقد يصبح الإدمان على هذه الأشياء سلوكًا غير مسيطر عليه.
- تفاقم مشاكل العلاقات الشخصية: يمكن أن يسبب الإدمان الإلكتروني تفاقم مشاكل العلاقات الشخصية، حيث قد يتجاهل الشخص أو يقلل من التفاعل الواقعي مع أفراد الأسرة والأصدقاء.
علاج الإدمان علي التكنولوجيا بطرق مختلفة
إعادة تنظيم استخدام التكنولوجيا والانترنت من أجل علاج الإدمان الإلكتروني بشكل فعال عن طريق:
- الابتعاد عن بعض الأنشطة السيئة التي يتم ممارستها من خلال الإنترنت مثل مواقع المراهنات والمواقع الإباحية وغير ذلك.
- تقليل وقت استخدام الإنترنت ووسائل التكنولوجيا الحديثة بشكل عام.
- تغيير مواعيد استخدام الإنترنت للمساعدة على إعادة تأهيل المدمن ومنع سيطرة التكنولوجيا على نظام حياته.
- فتح طرق وأساليب جديدة ومفيدة للاستفادة من التكنولوجيا.
إعادة تأهيل المدمن لعودته لحياته الطبيعية ويشمل ذلك:
- تشجيع الأسرة والمقربين لعودة المدمن للانخراط في الأنشطة الأسرية والاجتماعية.
- إيجاد أنشطة جديدة أكثر إمتاعا لمشاركة المدمن فيها على أرض الواقع.
- مساعدة المدمن على العودة لحياته السابقة والاهتمام بعمله أو دراسته.
- محاولة دفع المدمن لاكتشاف هوايات مفيدة وممارستها.
- ممارسة الرياضة.
- إيضاح التأثير السلبي للإدمان الالكتروني على حياة المدمن ومساعدته على اكتشاف ذلك بنفسه.
العلاج النفسي والتأهيلي من خلال:
- المواظبة على الاستشارات النفسية والاهتمام بتنفيذ تعليمات الطبيب.
- العلاج السلوكي الإدراكي ومساعدة المدمن على إدراك مساوئ هذا الإدمان ومساعدته على تحسين سلوكه.
- حضور جلسات الدعم النفسي.
- العلاج الواقعي لمساعدة المدمن على السيطرة على حياته والتخلي عن الإدمان ومنع حدوث انتكاسة.
استخدام بعض الأدوية المساعدة في علاج الإدمان الإلكتروني
ويلجأ إليها الأطباء أحيانا للمساعدة على السيطرة على بعض الآثار السلبية الناتجة عن هذا الإدمان الإلكتروني وتشمل هذه الأدوية بعض مضادات القلق والاكتئاب وكذلك بعض المسكنات.
وفي النهاية فإن إدراك المدمن لمدى الضرر الذي قد يخلفه التمادي في الاستخدام السئ للتكنولوجيا يساهم بشكل كبير في الإدمان الإلكتروني.
قد يهمك أيضاً: