الخوف المرضي أو الرهاب ليس مجرد خوفا طبيعيا كالذي يتعرض له الإنسان بشكل طبيعي على مدار حياته نتيجة لبعض المواقف المؤقتة والذي يقل أو يزول بانتهائها، بل هو خوف يتحول لاضطراب نفسي قد يؤثر على حياة المريض بشكل خطير.
ما هو الخوف المرضي
الخوف هو أحد المشاعر الإنسانية الطبيعية نتيجة مرور الإنسان بموقف ما يجعله يشعر بالخوف أو الذعر أحيانا ولكن بشكل طبيعي ومتناقص ولا يؤثر على حياته بشكل سلبي.
أما الخوف المرضي أو الفوبيا أو الرهاب هو شعور ساحق بالخوف من شخص ما أو شئ ما أو مكان ما، وهو أحد أنواع اضطرابات القلق.
ويعاني مريض الفوبيا من أعراض الرهاب عند التلامس أو الاحتكاك بالمسبب في الغالب فقط، ولكن في بعض الأحيان تبدأ الأعراض في الظهور بمجرد التفكير في المسبب فقط فيما يعرف بالقلق الاستباقي.
وقد يسيطر هاجس الابتعاد عن سبب الخوف لدرجة التأثير السلبي على حياة المريض الشخصية والاجتماعية بصورة كبيرة.
اعراض الخوف المرضي
هناك عدة أعراض مرتبطة بالفوبيا أو الرهاب وتبدا في الظهور غالبا بمجرد الاحتكاك بالمسبب في المعتاد وفي أحيان أخرى بمجرد التفكير فيه كما سبق وأشرنا.
ومن أهم أعراض الرهاب أو الفوبيا
- التعرق الشديد.
- ارتفاع معدل ضربات القلب.
- حدث ضيق في التنفس.
- الدوار.
- جفاف الفم.
- الشعور بالصدمة.
- التلعثم أو اضطرابات الكلام.
- اضطرابات المعدة والشعور بالغثيان.
- الارتجاف.
أنواع الخوف المرضي
يتعرض المريض لنوبات الرهاب أو الفوبيا غالبا عند الاحتكاك بمسبب الخوف وغالبا لا تتأثر حياة المريض إلى حد كبير دون وجود سبب الفوبيا، إلا في بعض الحالات الأكثر تعقيدا.
وهناك نوعين أساسيين للخوف المرضي
- الخوف المرضي أو الرهاب المعقد.
- الرهاب أو الخوف المرضي البسيط.
الرهاب البسيط
ويتضمن الخوف من كائن أو شخص أو موقف أو مكان ما.
ويتطور هذا النوع من الرهاب غالبا خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة وتقل شدته تدريجيا مع مرور الوقت والتقدم في العمر.
وهناك عدة أنواع للرهاب منها
رهاب أو فوبيا الحيوانات
مثل رهاب أو الخوف الشديد من الصراصير والعناكب والكلاب والفئران والثعابين.
الرهاب أو الخوف المرضي الجسدي
مثل الخوف المرضي بما يتعلق بالجسم مثل الدم أو القيء أو الحقن.
الرهاب الجنسي
مثل القلق من الأداء الجنسي أو الخوف المرضي من الإصابة بعدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي (STI).
الرهاب أو الخوف البيئي
مثل الخوف المرضي من المرتفعات والبحر.
الفوبيا أو الرهاب الظرفي
مثل الخوف من زيارة الطبيب الأسنان أو ركوب الطائرات.
الخوف المرضي المعقد
وهو النوع الأكثر تعقيدا من أنواع الفوبيا أو الرهاب، ويتطور هذا النوع من أنواع الرهاب غالبا خلال مرحلة البلوغ.
وهذا النوع من أنواع الرهاب في الغالب يكون له جذور عميقة مرتبطة بموقف أو ظرف أو مكان معين وغير ذلك.
وغالبا ما يكون لهذا النوع من الرهاب تأثير قوي على حياة المريض بالسلب.
ومن أهم أنواع الفوبيا أو الرهاب المعقد
الرهاب الاجتماعي
و يتضمن الرهاب الاجتماعي الخوف من المواقف الاجتماعية المختلف مثل التحدث مع الآخرين أو إلقاء خطبة إذ يخشى المريض التلعثم و التعرض للإذلال.
رهاب الخلاء
وفي حالة رهاب الخلاء يخشى المريض البقاء في الأماكن العامة حتى لا يتعرض لنوبة هلع لا يستطيع الهروب حينها، لذا يخشى المريض البقاء في الأماكن العامة والمزدحمة مثل المواصلات العامة والأسواق وغيرها، كما يخشى البقاء بمفرده.
أمثلة على الفوبيا
من أشهر أمثلة الفوبيا أو الرهاب المعروفة
- أكروفوبيا Acrophobia أو الخوف من المرتفعات مثل الخوف من الجبال أو الجسور أو الطوابق العليا.
- الخوف من الأماكن المغلقة Claustrophobia: وهو الخوف من الأماكن المغلقة أو الضيقة.
- أفيوفوبيا Aviophobia: وهو الخوف من الطيران.
- دينتوفوبيا Dentophobia: وهو الخوف من الذهاب لطبيب الأسنان وعلاج الأسنان.
- أوفيديوفوبيا Ophidiophobia: وهو الخوف من الثعابين.
- نيكتوفوبيا Nyctophobia: وهو رهاب من الليل أو الظلام، وهو أشهر أنواع الرهاب في مرحلة الطفولة.
- الهيموفوبيا Hemophobia: رهاب الدم أو الإصابة.
- آراشنوفوبيا Arachnophobia: وهو الخوف من العناكب.
- كاينوفوبيا Cynophobia: وهو خوف من الكلاب.
أسباب الرهاب أو الفوبيا
في الحقيقة لا توجد أسباب واضحة للإصابة بالفوبيا أو الرهاب، ولكن هناك عدد من العوامل التي يحتمل أن تكون سبب في الإصابة بالفوبيا أو زيادة احتمالية حدوثها.
ومن هذه العوامل
- التعرض لحادثة أو موقف مؤثر أو صدمة سببت الرهاب.
- نتيجة لعوامل وراثية.
- الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية أو العقلية مثل اضطرابات القلق أو الاكتئاب
- الإدمان.
- كاستجابة مكتسبة تطورت منذ الصغر من أحد أفراد الأسرة.
الخوف المرضي وعلاجه
يعتمد علاج الفوبيا على نوع الرهاب وشدة الأعراض
في حالة الخوف المرضي البسيط أو المحدد
يعتمد العلاج على ما يعرف بالتعرض الذاتي أو إزالة التحسس من خلال تعريض المريض تدريجيا للمسبب حتى يزول الرهاب أو الفوبيا منه.
وغالبا يتم ذلك تحت إشراف الطبيب النفسي المختص وبناء على إرشاداته.
في حالة الخوف المرض المعقد
فإن العلاج يحتاج وقت أطول غالبا وطرق أكثر تعقيدا، نتيجة لصعوبة هذا النوع من الرهاب مقارنة بالخوف المرضي المحدد.
ويعتمد العلاج في هذه الحالة على
الاستشارات والدعم النفسي والتي لها دورا كبيرا إذ تعتمد على التحدث والكلام والتعبير وهذا كثيرا ما يحتاجه مريض الرهاب المعقد.
العلاج السلوكي المعرفي من خلال إعادة توجيه سلوك المريض إلى طرق أكثر إيجابية وتوضيح مدى تأثير خوفه المرضي على حياته الخاصة والاجتماعية وكيف يمكنه التحكم فيه.
استخدام الأدوية في علاج الخوف المرضي
غالبا لا يصف الطبيب المختص أي أدوية في علاج حالات الرهاب.
ولكن في بعض الأحيان قد يحتاج المريض لبعض مضادات القلق لمواجهة أعراض اضطرابات القلق والتوتر التي تصاحب بعض أنواع الرهاب أو الفوبيا.
وفي النهاية فإن علاج الرهاب أمرا ضروريا لا ينبغي الاستهانة به لتجنب مضاعفات هذا الاضطراب السلبية على حياة المريض.