هل يعد الخوف من حكم الآخرين عليك نوع من الرهاب الاجتماعي ؟ أو الحذر بشدة في المواقف الاجتماعية اليومية؟ هل تتجنب مقابلة أشخاص جدد؟ إذا كنت تشعر بذلك لمدة ستة أشهر على الأقل وهذه المشاعر تجعل من الصعب عليك القيام بمهامك اليومية فقد يكون لديك اضطراب القلق الاجتماعي.
وفي مقالنا سنتعرف سويا على تعريف هذا الاضطراب الاجتماعي؛ الأسباب والأعراض والعلاج بالأدوية والعلاج السلوكي المعرفي وأم النصائح لكيفية التخلص منه
ما هو الرهاب الاجتماعي ؟
- يعرف بأنه حالة صحية عقلية تسمى أيضا باضطراب القلق الاجتماعي يكون فيه الشخص خائف باستمرار من مراقبة وحكم الآخرين عليه وهي مشكلة شائعة تبدأ عادة خلال سنوات المراهقة وربما يتحسن الأمر مع تقدمهم في السن.
- يمكن أن يؤثر هذا الخوف على العمل والمدرسة وأنشطته اليومية الأخرى كما قد يجعل من الصعب تكوين صداقات والاحتفاظ بها.
- لا يشعر بعض المصابين بهذا الاضطراب بالقلق فقط وإنما قد يشعرون بأعراض جسدية للقلق.
- عادة ما يبدأ اضطراب القلق الاجتماعي خلال فترة الشباب عند الأشخاص الخجولين للغاية وحوالي 7 % من الأشخاص عالميا مصابون به.
- يمكن أن يستمر اضطراب القلق الاجتماعي لسنوات عديدة أو مدى الحياة ويمنع الشخص من الوصول إلى إمكاناته الكاملة بدون علاج.
ما هي علامات وأعراض اضطراب الرهاب الاجتماعي ؟
يميل المصابون باضطراب القلق الاجتماعي عند الاضطرار إلى الأداء أمام الآخرين أو التواجد حولهم إلى:
- احمرار الخدود أو التعرق، أو الارتعاش، أو الشعور بتسارع دقات القلب، أو الشعور بفقدان التفكير
- الشعور بالغثيان في معدتهم
- تصلب وضعية الجسد، أو قلة التواصل بالعين، أو التحدث بصوت رقيق للغاية
- ايجاد الأمر مخيفًا وصعبًا أن يكون مع أشخاص آخرين، خاصة أولئك الذين لا يعرفونهم بالفعل أو مواجهة صعوبة في التحدث معهم على الرغم من أنهم يرغبون في ذلك.
- شدة الجذر أمام الآخرين والشعور بالإحراج
- الخوف الشديد من أن يحكم عليهم الآخرون
- الابتعاد عن الأماكن التي يوجد بها أشخاص آخرون
ما هي أسباب الرهاب الاجتماعي ؟
ينتشر اضطراب القلق الاجتماعي أحيانًا في العائلات، لكن لا أحد يعرف سبب إصابة بعض أفراد الأسرة به دون الآخرين. ووجد الباحثون أن عدة أجزاء من الدماغ قد تكون مسؤولة عن حدوث الخوف والقلق ويعتقد البعض أن:
- سوء فهم سلوك الآخرين يساهم في التسبب في القلق الاجتماعي أو تفاقمه مثل الاعتقاد أن الناس يحدقون فيك أويتكلمون عنك بينما لا يفعلون ذلك حقًا.
- المهارات الاجتماعية المتخلفة هي العامل الآخر المحتمل في القلق الاجتماعي.
كيفية علاج اضطراب القلق الاجتماعي
أولاً، يجب التحدث إلى طبيبك أو أخصائي الرعاية الصحية حول الأعراض بعدها سيقوم طبيبك بإجراء فحص ويسألك عن تاريخك الصحي للتأكد من عدم وجود مشكلة جسدية قد تسبب الأعراض بعدها قد يحيلك الطبيب إلى أخصائي الصحة العقلية لإجراء التشخيص بـ مستشفي نفسي.
يُعالج اضطراب الرهاب الاجتماعي عمومًا بالعلاج النفسي أو ما يسمى العلاج “بالكلام” أو بالأدوية أو بكليهما.
العلاج النفسي
نوع من العلاج النفسي يسمى العلاج السلوكي المعرفي (CBT) يفيد في علاج اضطراب القلق الاجتماعي حيث يعلمك العلاج السلوكي المعرفي طرقًا مختلفة للتفكير والتصرف والتفاعل مع المواقف التي تسبب لك الشعور بالقلق أو الخوف
يمكن أن يساعدك العلاج السلوكي المعرفي على تعلم وممارسة المهارات الاجتماعية خاصة إذا تم عمله بتنسيق جماعي من خلال مجموعات الدعم.
مجموعات الدعم
وهي مفيدة جدا في علاج القلق الاجتماعي مجموعات الدعم مفيدة أيضًا حيث يمكن للمريض تلقي تعليقات غير متحيزة وصادقة حول كيف يراه الآخرون في المجموعة. مما يمكنه من تعلم أن:
- أفكاره حول الحكم والرفض ليست صحيحة أو مشوهة.
- معرفة كيفية تعامل الآخرين الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماعي والتغلب على الخوف من المواقف الاجتماعية.
أدوية علاج الرهاب الاجتماعي
يوجد ثلاثة أنواع من الأدوية المستخدمة للمساعدة في علاج اضطراب القلق الاجتماعي وهي:
- الأدوية المضادة للقلق ومضادات الاكتئاب وحاصرات بيتا
- الأدوية المضادة للقلق قوية وتبدأ في العمل على الفور لتقليل مشاعر القلق؛ ومع ذلك، فإن هذه الأدوية لا تؤخذ عادة لفترات طويلة لتجنب مشاكل الاعتماد الجسدي أو إدمانها.
- تستخدم مضادات الاكتئاب بشكل أساسي في علاج الاكتئاب، ولكنها تساعد أيضًا في علاج أعراض اضطراب القلق الاجتماعي وقد تستغرق عدة أسابيع لبدء مفعولها.
- قد تسبب مضادات الاكتئاب أيضًا آثارًا جانبية، مثل الصداع أو الغثيان أو صعوبة النوم وعادة لا تكون هذه الآثار الجانبية شديدة بالنسبة لمعظم الناس، خاصة إذا بدأت الجرعة منخفضة تزداد ببطء مع مرور الوقت.
- حاصرات بيتا هي الأدوية التي يمكن أن تساعد في منع بعض الأعراض الجسدية للقلق على الجسم، مثل زيادة معدل ضربات القلب أو التعرق أو الرعشة.
تجربتي مع ادوية الرهاب الاجتماعي
يحكي أحدهم : “في المدرسة، كنت دائمًا أخشى أن يتم استدعائي، حتى عندما كنت أعرف الإجابات. لم أكن أريد أن يعتقد الناس أنني غبي أو ممل.
- كان قلبي ينبض وأشعر بالدوار حتى عندما حصلت على وظيفة، كرهت مقابلة رئيسي أو التحدث في اجتماع لدرجة أنني لم أتمكن من حضور حفل زفاف أعز أصدقائي لأنني كنت خائفًا من الاضطرار إلى مقابلة أشخاص جدد وحينها حاولت تهدئة نفسي لكني لم أفلح.
- ولذلك قررت يومها استشارة طبيب نفسي لأنني تعبت من الشعور بهذه الطريقة وكنت قلقًا من أن أفقد وظيفتي.
- أنا الآن أتناول أدويتي والتقي بالأخصائي النفسي للحديث عن طرق للتغلب على مخاوفي وأنا في طريقي إلى الشعور بالتحسن”.
كيفية التخلص من الرهاب الاجتماعي
- سيعمل الطبيب معك للعثور على أفضل دواء وجرعة ومدة العلاج المناسبة لك لعلاج اضطراب القلق الاجتماعي.
- يتضمن العلاج المثالي مزيج من الأدوية والعلاج المعرفي السلوكي أو غيره من العلاجات النفسية.
- يمكن أن يستغرق كل من العلاج النفسي والأدوية بعض الوقت للعمل كما يساعد أسلوب الحياة الصحي أيضًا في مكافحة القلق لذلك تأكد من الحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الرياضة، واتباع نظام غذائي صحي، وزيارة إلى العائلة والأصدقاء الذين تثق بهم للحصول على الدعم.
- قد تساعد المساعدة الذاتية في تقليل القلق الاجتماعي وقد تجدها خطوة أولى مفيدة قبل تجربة العلاجات الأخرى.
كما قد تساعدك النصائح التالية في التخلص من القلق الاجتماعي:
- حاول أن تفهم المزيد عن قلقك من خلال التفكير أو تدوين ما يدور في ذهنك وكيف تتصرف في مواقف اجتماعية معينة من خلال الاحتفاظ بمذكرات.
- جرب بعض تقنيات الاسترخاء، مثل تمارين التنفس للتوتر
- قسّم المواقف الصعبة إلى أجزاء أصغر واعمل على الشعور بمزيد من الاسترخاء مع كل جزء
- حاول التركيز على ما يقوله الناس بدلاً من مجرد افتراض الأسوأ
وفي نهاية مقالنا نرجو أن نكون وفقنا في الإجابة على سؤال ما هو الرهاب الاجتماعي وأعراضه وأسبابه وكيفية التخلص منه. دمتم جميعا بخير.