تجربتي في علاج الإدمان بين التعافي والانتكاس كانت مريرة وقاسية للغاية ، ولكنني قررت أخيرا أن اشارككم بها بعد ان استرجعت نفسي اخيرا، لعل هذه التجربة تكون سببا في إنقاذ انسان من هذا الهلاك المحقق الذي لازلت لا اصدق انني قد نجوت منه .
لقد تعلمت درسا غاليا كلفني الكثير من عمري وصحتي وسعادتي ولا ارغب ان يمر به غيري فتجربة الإدمان والاستهتار به أمر خطير وليس من السهل الخروج من هذا الكابوس فلقد كلفني الكثير من صحتي وسعادتي وسعادة من احبهم ودمر حياتي .
كيف بدأت في تعاطي المخدرات
بداية تعاطي المخدرات بالنسبة لي كانت للتجربة، أجلس مع اصدقائي فلا اجد احدهم مشغول البال مثلي بل السعادة دائما ما أراه، أغروني بتجربة الترامادول في البداية، قالوا لي إن هذه الحبة الصغيرة لها مفعول السحر وسوف تخلصني من كل همومي ومشاكلي.
قررت التجربة حتي اشعر بالسعادة مثلهم بعد أن أخبروني أن التجربة لن تسبب لي اي ضرر بالفعل شعرت بالنشوة والسعادة وتحسن مزاجي كثيرا بعد ان تعاطيته وأصبحت هذه الحبة هي أهم شئ في حياتي لانها تنقلني لعالم جديد ليس فيه إلا النشوة والمتعة
وكلما تعددت السهرات كلما زاد ما اتعاطاه ولم يعد الترامادول كافيا، و بدأت اجرب انواع اخرى من المخدرات لم أكن اعلم انني اصبحت أسيرا للإدمان لن اتوقف عن تعاطي المزيد والمزيد حتى يسلب مني حياتي ، لم أعد أملك خيار الرجوع لم اتوقع ان تكون تجربتي في علاج الإدمان بهذه الصعوبة.
آثار الإدمان على جسمي
في البداية كانت المخدرات تجلب لي الإحساس بالمتعة والسعادة ،لم اعد اشعر بالكسل والخمول بل دائما اشعر بالطاقة والحيوية وتحسن مزاجي كثيرا، دفعني ذلك لتجربة المزيد حتى أصبحت مدمنا للهيروين .
بعد فترة من التعاطي بدأت آثار المخدرات تظهر على جسدي، اصبحت متقلب المزاج كثيرا وأشعر باليأس و عدوانيا بشكل ملحوظ ،أصبح الغثيان وآلام المعدة ملازمة لي، أشعر دائما بجفاف فمي ، الثقل في اطرافي، الحكة الشديدة وأصبح لون جلدي محمرا
لم يعد عقلي حاضرا وأصبحت انسى كثيرا اجد صعوبة في ترتيب افكاري والحديث بشكل طبيعي بدأ من حولي يلاحظون هذه التغيرات ولكنني كنت دائما أكذب واتعلل بالمرض. اصبحت اشعر بالضعف العام وقلبي يخفق من اقل مجهود ونفسي غير منتظم، لم اعد ذلك الشاب المملوء بالحيوية بل تحولت لعجوز في جسد شاب .
متى ظهرت علي آثار الإدمان
اصبحت اعتمد تماما نفسيا وجسديا على المخدرات، عندما ينتهي مفعول المخدر من جسدي تبدأ الآلام الرهيبة وتتملكني الرغبة الشديدة بضرورة الحصول على المخدر وكل مرة تزيد جرعة المخدر، لقد بدأت ادرك انني اصبحت مدمنا واحتاج لابدأ تجربتي في علاج الإدمان.
أنواع المخدرات التي تعاطيتها
في البداية كان الترامادول، بعد فترة من التعاطي لم يعد كافيا، كان الحشيش هو الخيار الجديد الذي نقلني لعالم جديد جعلني لا أكتفي حتى وصلت لتعاطي الهيروين الذي جعل من تجربتي في علاج الإدمان نهائيا أمرا بالغ الصعوبة .
ماذا خسرت بسبب الإدمان
إذا كنت تتسائل ماذا خسرت بسبب الإدمان قبل أن تبدأ تجربتي في علاج الإدمان، فيؤسفني ان اخبرك انني فقدت كل شئ، اصبحت بالنسبة لأسرتي كابوسا متجددا كل يوم اتعامل معهم بكل عدوانية حتى مع ابي وامي أصبح كل همي هو الحصول على المال منهم بأي شكل لأتمكن من شراء المخدرات.
اصدقائي الذين عرفوني بالإدمان اصبحت ارى نهاية كل منهم امامي وانا متاكد انني سوف ألحق بهم، اما أصدقائي الآخرين فقد ابتعدوا عني تماما لقد أصبحت شخصا آخر سئ في كل شئ.
أما اغلي ما خسرت فهي صحتي لقد اصبح كل جزء من جسدي يعاني والالام الرهيبة تلازمني، ونفسيا اصبحت انسانا مكتئبا وسلبيا وحزينا أشعر بالدونية، و عدوانيا لأقصى درجة .
كيف خسرت عملي بسبب الإدمان
في عملي بدأت المشاكل والأخطاء الكثيرة التي دفعت المدير ليطلب تحليلا للمخدرات وبالطبع تم فصلي من عملي.
متى اتخذت قراري بالعلاج من الإدمان
بسبب ما عانته أسرتي بسبب لم يتحمل أبي وأصيب بذبحة صدرية كنت احب ابي ومرتبط به نفسيا لحد بعيد ، اصبت بالصدمة وبدأت أشعر بضرورة ان تبدأ تجربتي في علاج الادمان نهائيا.
ساعدتني اسرتي بشكل كبير وقدمت لي كل الدعم المعنوي والمادي ودخلت مستشفى لعلاج الادمان .
المراحل التي مررت بها أثناء علاج الادمان
- أول مرحلة في تجربتي في علاج الإدمان نهائيا هي إدراكي انني اصبحت مدمنا واحتاج للمساعدة والدعم الطبي.
- بعد أن انتقلت لمستشفي لعلاج الادمان قام الأطباء بتقييم حالتي الجسدية والنفسية وعمل التحاليل اللازمة
- تم تحديد برنامج علاجي ملائم لحالتي يشمل الادوية والعلاج النفسي والسلوكي
- اصعب مرحلة في رحلتي في علاج الإدمان نهائيا كانت مرحلة سحب السموم من جسمي.
- عانيت خلالها من أعراض انسحاب الإدمان المؤلمة
- ولكن وجود طاقم طبي متمرس وله خبرة ساعدني كثيرا
- بدأت في مرحلة العلاج السلوكي والدعم النفسي من خلال الجلسات الفردية والجماعية.
- وساعدني ذلك كثيرا في استرجاع ثقتي بنفسي وتحمل آثار الانسحاب وساعدني في تجربتي في علاج الإدمان نهائيا
- بعد اتمام مرحلة العلاج بقيت فترة في المستشفى لإتمام عملية التعافي
- وبعد ذلك خرجت لحياتي وأسرتي وبدأت من جديد مع اصراري لعدم العودة مرة أخرى للإدمان .
كيف تعاملت مع أعراض الانسحاب المخدرات
تعرضت خلال تجربتي في علاج الإدمان أعراض الانسحاب مثل القلق والاكتئاب والرغبة في التعاطي وعدم النوم وضعف الذاكرة والصداع وضيق الصدر وخفقان القلب والغثيان والقئ والتشنجات والالام العضلات والتعرق والوخز .
من خلال البرنامج العلاجي الذي وضعه لي الأطباء طبقا لحالتي استطعت عبور هذه المرحلة الحرجة بأقل قدر من الألم واستطعت الوصول لمرحلة التعافي .
نصيحة لكل مدمن
- لا يغرك أصدقاء السوء بتعاطي المخدرات لا أحد سيواجه ما ستواجهه بنفسك
- لن يتحمل أحد عواقب التجربة غيرك.
- لا تفعل مثلي كانت أسوأ تجربة مررت بها لا أتمناها لغيري.
- الوقاية خير من العلاج لا تخضع للإغراءات.
- إذا كنت مدمن فأسرع في علاج إدمان المخدرات قبل فوات الأوان.
- وابدأ رحلة التعافي انقذ نفسك واطلب العون لا تنتظر.
قد يهمك أيضاً: