تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش ومتى يعود الجسم لطبيعته

يعتقد بعض الشباب للأسف أن تعاطي أنواع المخدرات المختلفة بمثابة تجربة مثيرة لن تضرهم في شئ، ولكن ما لا يعلموه أن ذلك قد يكون بداية لدمار مستقبلهم إن لم يحاولوا التوقف عن تعاطي هذه المخدرات سريعا كما سنرى في تجربة أحد الشباب المتعافين من إدمان مخدر الحشيش بعنوان “تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش”.

ما هو مخدر الحشيش

يعد الحشيش من أكثر المواد المخدرة انتشارا بين الشباب نظرا لرخص ثمنه وسهولة الحصول عليه مقارنة بمعظم المواد المخدرة الأخرى، ويستخرج الحشيش من المادة الصمغية resin المستخلصة من نبات القنب.

وعلى الرغم مما يعتقده البعض من أن الحشيش والماريجوانا هما نفس المخدر نظرا لكون الاثنين يستخرجان من نبات القنب، إلا أن هناك اختلاف بين الحشيش والماريجوانا؛ إذ يستخرج الحشيش من المادة الصمغية التي تنتج من النبات كما سبق وأشرنا ، فيما تحضر الماريجوانا من أجزاء أخرى من النبات مثل الأوراق والأزهار.

ويعتمد تأثير الحشيش كمادة مخدرة على بعض المركبات الكيميائية الموجودة به وأشهرها THC والتي تعد السبب المباشر لتأثير الحشيش على المخ والشعور الناتج بالنشوة والسعادة الزائفة.

ونظرا لاحتواء الحشيش على نسبة أعلى من مادة THC أكثر من الماريجوانا، فهو يعد ذو تأثير أقوى منها كمخدر، ويمكن تناول الحشيش بعدة طرق منها التدخين أو البلع أو مزجه مع الطعام وغير ذلك.

تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش 

ويحكي أحد الشباب المتعافين من إدمان المخدرات تجربته قائلا: أحب أن أشارك تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش  لأشجع كل مدمن خائف من خوض هذه التجربة.

بداية تجربتي مع الحشيش

انا من أسرة متوسطة الحال وأنا الأصغر بين إخوتي والمدلل، كنت دائم الطلبات ولم يبخل علي والدي أو إخوتي بشئ، ولم أكن على قدر المسئولية قط.

تعرفت على مجموعة من أصدقاء السوء وانجرفت معهم في طريق الشيطان فأهملت دراستي وكنت دائم السهر معهم وللأسف بدأت أتعاطى مخدر الحشيش معهم كنوع من التجربة.

وشيئا فشيئا بدأت أعتاد عليه فكنت دائما أرغب في الشعور بالانتشاء الذي أحصل عليه وأنا أدخن هذا المخدر.

متى يتحسن المخ بعد الإقلاع عن الحشيش؟

عندما يتعلق الأمر بتأثير الحشيش على المخ ومدى تحسنه بعد الإقلاع عنه، يعتمد ذلك على عدة عوامل، بما في ذلك تاريخ الاستخدام والتركيز السابق للحشيش والمدة التي استخدم فيها والاعتماد الفردي للشخص على المخدر.

في العادة العامة، يتعافى الجسم من آثار الحشيش بشكل سريع، حيث تخرج مكوناته الفعالة من الجسم خلال أيام قليلة بعد التوقف عن تعاطيه. ومع ذلك، قد يستغرق التعافي الكامل للمخ واستعادة وظائفه العصبية الطبيعية وقدراته بعض الوقت أكبر.

بشكل عام، تشير الدراسات إلى أن الأعراض الانسحابية للحشيش قد تكون مؤقتة وتتلاشى في غضون أسابيع إلى أشهر قليلة بعد التوقف عن التعاطي. ومن المحتمل أن يتعين على المدمنين على الحشيش مواجهة بعض الأعراض الانسحابية مثل القلق والاكتئاب والاضطرابات النومية والتهيج. ومع مرور الوقت، يتلاشى تأثير الحشيش على الدماغ ويعود المخ إلى وظائفه الطبيعية.

ومع ذلك، يجب ملاحظة أن الإقلاع عن الحشيش يختلف من شخص لآخر، وقد يكون هناك عوامل إضافية تؤثر في مدة التعافي وتحسن المخ، مثل تاريخ الاستخدام الطويل والتعاطي الشديد للحشيش ووجود أمراض مزمنة أو اضطرابات نفسية أخرى.

ماذا يحدث بعد شهر من ترك الحشيش؟

بعد مرور شهر من ترك تعاطي الحشيش، يمكن أن يحدث العديد من التغيرات في الجسم والعقل. هنا بعض الأمور التي قد تحدث بعد شهر من الامتناع عن تعاطي الحشيش:

1. انحسار الأعراض الانسحابية: في هذه المرحلة، يكون معظم الأعراض الجسدية والعقلية المرتبطة بالانسحاب من الحشيش قد تلاشت تدريجياً. قد تشمل هذه الأعراض القلق، والاكتئاب، واضطرابات النوم، وتغيرات المزاج. ومع مرور الوقت، يتحسن الشخص ويستعيد توازنه العقلي والجسدي.
2. تحسن القدرة الذهنية: قد يلاحظ الشخص زيادة في التركيز والانتباه، وتحسن في الوظائف الذهنية المختلفة. الحشيش يمكن أن يؤثر سلبًا على الوظائف العقلية مثل التركيز والذاكرة، ومع توقف تعاطيه، يمكن للدماغ أن يستعيد قدراته العقلية الطبيعية.
3. تحسن النوم: قد يلاحظ الشخص تحسنًا في نوعية النوم بعد شهر من ترك الحشيش. الحشيش يمكن أن يؤثر على نمط النوم وجودة النوم، وبالتالي قد يحدث تحسن في النوم والاسترخاء بعد الامتناع عنه.
4. استعادة الحياة الاجتماعية والعاطفية: قد يلاحظ الشخص تحسنًا في العلاقات الاجتماعية والعاطفية بعد شهر من ترك الحشيش. قد يكون الحشيش قد تسببت في انعزال اجتماعي وقطيعة في العلاقات، وعندما يتوقف الشخص عن تعاطيه، يمكنه بناء علاقات صحية وتحسين جودة حياته الاجتماعية والعاطفية.

هل يعود الشخص لطبيعته بعد ترك الحشيش؟

نعم، عندما يتوقف الشخص عن تعاطي الحشيش، يمكن للجسم والعقل التعافي والعودة تدريجيًا إلى حالتهما الطبيعية. الحشيش يؤثر على عدة نواحٍ في الجسم، بما في ذلك الجهاز العصبي المركزي والجهاز المناعي والوظائف العقلية والجسدية.

بعد توقف استخدام الحشيش، تبدأ الجسم في التخلص من مكونات الحشيش وتطهيرها من الجسم. وتختلف مدة ظهور الحشيش في تحاليل البول بين الأشخاص وفقًا لعدة عوامل مثل تركيز الحشيش المستخدم وكمية التعاطي والاستقلاب الفردي. عمومًا، يعتقد أن الحشيش يظل قابلًا للكشف في البول لمدة تتراوح من عدة أيام إلى بضعة أسابيع.

بالنسبة للأعراض الجسدية والعقلية المتعلقة بالانسحاب من الحشيش، فإنها عادةً مؤقتة وتتلاشى مع مرور الوقت. قد تشمل بعض الأعراض الشائعة للانسحاب من الحشيش القلق، والاكتئاب، واضطرابات النوم، وتغيرات المزاج. قد يحتاج الشخص إلى بعض الوقت لاستعادة التوازن العقلي والجسدي بعد ترك الحشيش.

مع مرور الوقت وبدعم ومساعدة من الأشخاص المحيطين والمهنيين المختصين، يمكن للشخص الذي يتوقف عن تعاطي الحشيش أن يعود إلى حياة طبيعية وصحية. قد يستفيد البعض من الدعم العاطفي والمشورة الاستشارية أو العلاج المهني في مستشفي علاج ادمان للتعامل مع أي تحديات أو صعوبات يواجهونها أثناء فترة التعافي.

كيف اترك الحشيش وأغير حياتي للأفضل؟

لاحظت أسرتي تغيري للأسوء ورغم نصيحتهم لي دائما بالابتعاد عن هذه الصحبة السيئة إلا أن غروري كان دائما يصور لي أن هذا تحكم وكنت دائم الاعتراض على ذلك، وهنا كانت الطامة الكبرى عندما اكتشف أهلي إدماني للحشيش وهنا ولأول مرة يتخذوا معي موقفا حازما لكي أتوقف عن تدمير حياتي وأجبروني على العلاج من إدمان الحشيش.

وقد عارضت كثيرا في البداية حتى اضطروا لحبسي بالمنزل وقد واجهتهم بثورة عارمة خاصة مع ازدياد حاجتي للحصول على الحشيش وتعودي عليه، وقد أجبروني علي التوقف المفاجئ عن الحشيش وللتوجه لأحد مصحات علاج الإدمان حيث قابلت أحد الأطباء المختصين الذي أشهد له بالكفاءة في التعامل مع حالتي بكل صبر وأمانة ومهارة.

وقد أخبر عائلتي بإمكانية علاجي في المنزل مع ضرورة اتباع تعليماته بكل دقة والمواظبة على مواعيد الاستشارات، وإمكانية التواصل معه واستشارته في أي وقت.

وعلى الرغم من صعوبة الأمر في البداية إلا أن ذلك كان بداية تغيير جذري لحياتي حيث تعافيت من إدمان الحشيش بعد حوالي أسبوعين من بداية العلاج، بل وصححت طريقة حياتي وابتعدت تماما عن أصدقاء السوء خاصة بعدما رأيته من مدى الدمار الذي لحق بأسرتي المحبة بسببي وما كنت على وشك الوصول له من مستقبل معتم.

وها أنا الآن أصبحت أحد الداعمين لبرامج الابتعاد عن تعاطي المخدرات وأحد المساهمين في حملات العلاج من الإدمان، واتمنى أن تكون تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش مصدر إلهام لكثير من الشباب المدمن للإسراع في العلاج في أحدي مراكز علاج الادمان.

تأثير الحشيش على المتعاطي

على الرغم من أن الحشيش ليس من المخدرات سريعة الإدمان، إلا أن تعاطيه لفترة طويلة يسبب تعود الجسم عليه والوصول لحالة الإدمان ومواجهة الأعراض الانسحابية عند محاولة العلاج منه أو التخلي عن تعاطيه.

ويؤثر الحشيش بشكل كبير على أعضاء الجسم المختلفة؛ بدء من التأثير على مراكز السعادة والانتشاء بالمخ حتى الإصابة بأضرار شديدة على الجهاز التنفسي.

ومن أشهر أعراض تأثير الحشيش على المتعاطي ما يلي:

• الشعور بالانتشاء والسعادة الزائفة.
• زيادة الشهية والإقبال على تناول الطعام.
• الشعور بالقلق غير المبرر.
• عدم الشعور بالوقت.
• تعزيز الإدراك الحسي لدى المتعاطي.
• زيادة معدل ضربات القلب عن المعدل الطبيعي.
• عدم القدرة على الربط بين الأحداث والتفكير بمنطقية بشكل طبيعي.
• الشعور بدوار وعدم اتزان.
• الإحساس بالاسترخاء.

وفي حالة الاستخدام الطويل قد يؤدي تعاطي الحشيش لزيادة هذه الأعراض وكذلك ظهور أعراض جانبية أكثر خطورة مثل

• التأثير على الحالة العقلية والنفسية بشكل كبير.
• الإدمان وتعود الجسم على المخدر.
• حدوث ضرر بالغ بالرئتين والشعب الهوائية وباقي أجزاء الجهاز التنفسي.

هذا بالطبع غير التأثيرات السلوكية والإجتماعية السيئة للحشيش على المتعاطي وما يتبعه من آثار سلبية على الأسرة والمجتمع.

هل يمكن علاج إدمان الحشيش بالمنزل

كما سبق وأشرنا فإن الحشيش ليس من المواد سريعة الإدمان، كما أن علاج إدمان هذا المخدر لا يتطلب في الغالب تناول أدوية خاصة لسحب المخدر من الجسم، وقد يصف الطبيب فقط بعض الأدوية لمواجهة الأعراض الانسحابية للحشيش.

ومن أشهر الأعراض الانسحابية لمخدر الحشيش

• الشعور ببعض أعراض الاكتئاب.
• القلق والعصبية والشعور بعدم الراحة.
• فقدان الشهية.
• الأرق واضطرابات النوم.

ويمكن علاج مدمن الحشيش في البيت مع أخذ الاحتياطات بالطبع ووضعه دائما تحت المراقبة.

وكذلك يجب الالتزام بتعليمات الطبيب المعالج والحرص على متابعة جلسات الاستشارات النفسية لدى الطبيب المختص.

وتتضمن مراحل علاج إدمان الحشيش عدة خطوات أهمها

• مساعدة المدمن وتحفيزه على اتخاذ قرار التوقف عن تعاطي المخدر والعلاج منه.
• المعالجة السلوكية والإدراكية للمدمن.
• العلاج التحفيزي عن طريق منح المدمن دعم معنوي ومادي من الأسرة والمحيطين تساعده على اجتياز مراحل التخلص من المخدر.
• مواجهة الأعراض الانسحابية بالأدوية والدعم النفسي.
• حضور جلسات الدعم النفسي وعرض نماذج إيجابية ناجحة للمتعافين.
• استمرار الاستشارات النفسية حتى بعد التعافي ودعم المقربين مع مراقبة المتعافي لضمان عدم عودته للإدمان مرة أخرى.
• مساعدة المتعافي على الإنخراط في المجتمع والبعد عن مسببات التعاطي الأساسية.

وفي بعض الأحيان يحتاج المدمن لدخول مصحات العلاج النفسي للعلاج من إدمان الحشيش كما في حالة وجود اضطرابات نفسية وعصبية شديدة أو تعاطي مواد مخدرة أخرى.

ما هي مدة العلاج من الحشيش

يتساءل البعض عن المدة اللازمة للعلاج من إدمان الحشيش والحقيقة إنه لا توجد إجابة واضحة لذلك، إذ تختلف المدة اللازمة من علاج الحشيش من شخص لآخر تبعا لعدد من العوامل.

ومن هذه العوامل:

• السن.
• الحالة النفسية والعقلية والجسدية.
• مدة تعاطي الحشيش.
• الجرعة.
• إدمان أي مواد مخدرة أخرى.

ولكن في الغالب فإن مدة العلاج من مخدر الحشيش تتراوح من أسبوع لأسبوعين، وقد تزيد مدة العلاج عن أسبوعين تبعا للعوامل المتغيرة التي سبق وأشرنا لها.

قد يهمك أيضاً: مخدر الجوكر