المرض النفسي عند المراهقين قد يتجاهله معظم الآباء مقارنة بالأمراض الجسدية نظرا لعدم معرفتهم الكاملة بالأعرض أو صحة أولادهم النفسية أو العقلية فقد تستمر الأعراض بدون علاج لأشهر أو حتى سنوات.
وفي مقالنا سنتعرف على أعراض المرض النفسي لدى إبنك المراهق وكيفية التعامل معها ومضاعفات عدم العلاج وأسباب انتشار المرض النفسي بين المراهقين.
كيف أعرف أن ابني المراهق مريض نفسي؟
- لا يتعرف بعض الآباء على العلامات التحذيرية للإصابة بمرض عقلي في سن المراهقة بل ،هم قد يشعرون بالقلق من أن يتم تشخيص المرض النفسي عند طفلهم خوفا من تصنيفه على أنه “مجنون” إذا طلبوا المساعدة.
- لكن التدخل المبكر والعلاج المناسب هما المفتاح لمساعدة إبنك المراهق على الشعور بالتحسن. لذلك إذا كنت تشك في إصابة ابنك المراهق بمرض عقلي ، فاطلب المساعدة المهنية على الفور.
- إذا أدلى ابنك المراهق بتعليقات حول رغبته في إيذاء نفسه أو قتل نفسه، فخذ الأمر على محمل الجد ولا تفترض أنه يقول تلك الأشياء فقط “لجذب الانتباه” أو “لأنه مجنون”
- اهتم بهذه التعليقات واعتبرها علامات تحذير خطيرة على أن ابنك المراهق يعاني من المرض النفسي.
- ابحث عن علامات التحذير من المرض العقلي لدى طفلك المراهق هي أهم النصائح للآباء في مرحلة مراهقة الأبناء.
- قد يصبح التمييز بين المرض العقلي والتغيرات الهرمونية، ومراحل المراهقة، وتقلب المزاج الطبيعي تحديًا كبيرا.
- من المهم مراقبة الحالة المزاجية للمراهق وسلوكه، وإذا لاحظت تغييرات تتداخل مع الحياة اليومية لطفلك، فمن المحتمل ألا يكون ذلك طبيعيًا.
مضاعفات المرض النفسي عند المراهقين
- قد ينكر الآباء الاعتراف بأن ابنهم المراهق قد يكون مصابًا بمرض عقلي ولكن هل يؤدي إنكار المشكلة إلى حلها؟
- في الواقع، بدون علاج إبنك المراهق، ستزداد مشاكل الصحة العقلية لديه سوءًا.
- فبدون العلاج المناسب، قد يلجأ ابنك المراهق إلى تجربة العلاج الذاتي مما يجعله قد يلجأ إلى المخدرات أو الكحول أو الطعام أو غيرها من العادات غير الصحية التي تخفف آلامهم مؤقتًا.
- وفي النهاية، سيسبب العلاج الذاتي المزيد من المشاكل في حياة ابنك المراهق؛ فقد تؤدي مشكلات الصحة النفسية غير المعالجة أيضًا إلى زيادة خطر انتحار ابنك المراهق.
- ولك أن تعلم أن معظم المراهقين الذين يقتلون أنفسهم كانوا مصابين باضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب.
- يقدر المعهد الوطني للصحة العقلية أن 49.5٪ من المراهقين سوف يتعرضون للإصابة بالمرض العقلي في مرحلة ما بين سن 13 و 18.
- يعد الانتحار هو السبب الثاني للوفاة للمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 والذين قد أظهروا بالفعل أعراض تحذيرية بأنهم يشعرون بالعجز واليأس قبل أن يلجأوا للانتحار.
أسباب تطور المرض النفسي عند المراهقين
المراهقة هي وقت شائع لظهور مشاكل الصحة النفسية ويرجع إلى مجموعة متنوعة من العوامل. مثل:
الهرمونات
- قد تؤدي التغيرات الهرمونية وتطور الدماغ خلال فترة المراهقة إلى زيادة خطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية لدى المراهقين.
- تسبب الهرمونات عدم تطور جميع أجزاء الجهاز العصبي بالمعدل الصحيح مما يسبب تغيرات في التفكير والمزاج والسلوك.
الوراثة
هناك ارتباط وراثي لبعض مشكلات الصحة العقلية فإذا كان أحد الوالدين البيولوجيين للمراهق أو كليهما يعاني من مشكلة في الصحة العقلية، فقد يكون المراهق أكثر عرضة للإصابة بمشكلة صحية أيضًا.
البيئة
- يمكن أن تكون المشكلات البيئية أيضًا عاملاً في الصحة العقلية للمراهق.
- قد تؤدي الحوادث المؤلمة ، مثل تجربة الاقتراب من الموت أو تاريخ من سوء المعاملة، إلى زيادة خطر إصابة ابنك المراهق.
الإجهاد
- يمكن أن يكون الإجهاد أيضًا عاملاً في الإصابة بمرض عقلي
- إذا كان ابنك المراهق يتعرض للتنمر في المدرسة أو إذا مارس الكثير من الضغط على نفسه أثناء الدراسة، فقد يكون أكثر عرضة لمشاكل الصحة العقلية.
أنواع المرض النفسي عند المراهقين
أكثر اضطرابات الصحة العقلية شيوعًا عند المراهقين هي:
- اضطراب فرط الحركة ونقص التركيز أو اضطرابات المزاج
- الاكتئاب الشديد
- اضطرابات السلوك أو اضطرابات القلق أو اضطراب الهلع أو اضطرابات الأكل أو اضطرابات ذهانية، مثل الفصام ، أو اضطرابات تعاطي المخدرات، مثل تعاطي الكحول أو الاعتماد على المواد الأفيونية.
أعراض المرض النفسي عند المراهقين
تختلف أعراض المرض العقلي عند الأشخاص المختلفين وتتضمن بعض العلامات التحذيرية للمرض العقلي لدى المراهقين ما يلي:
التغييرات في عادات النوم
- قد يشكو ابنك المراهق من الأرق أو قد يبدأ في أخذ قيلولة بعد المدرسة وقد تكون الرغبة في البقاء في السرير طوال اليوم أو البقاء مستيقظًا طوال الليل علامات على وجود مشكلة.
فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة
- إذا ترك ابنك المراهق أنشطته المفضلة، أو أظهر عدم اهتمامه بقضاء الوقت مع الأصدقاء، فربما يواجه مشكلة.
تغييرات كبيرة في الأداء الأكاديمي
- غالبًا ما تؤدي مشكلات الصحة العقلية إلى تغييرات جذرية في الدافع للقيام بالعمل المدرسي.
- إذا فقد ابنك المراهق الاهتمام بأداء واجباته المدرسية، أو تخلفت فجأة عن المدرسة، فقد يكون ذلك علامة على وجود مشكلة.
تغيرات الوزن أو الشهية
- قد يكون تخطي وجبات الطعام وتخزين الطعام والتغيرات السريعة في الوزن علامة على اضطراب الأكل.
- غالبًا ما يتميز الاكتئاب بتغيرات الوزن أيضًا.
تقلب المزاج الشديد
- يمكن أن يكون الغضب المفرط والبكاء غير المتوقع والمستويات العالية من التهيج علامة على وجود مرض عقلي.
زيادة العزلة
- قد تكون الرغبة القوية في الوحدة أو السرية المفرطة علامة على وجود مشكلة.
نصائح للتعامل مع أعراض المرض النفسي عند المراهقين
- ابق هادئًا إذا رأيت علامات التحذير فعادة ما تكون مشاكل الصحة العقلية قابلة للعلاج للغاية ولا يعني ذلك أن ابنك المراهق “مجنون”. بل فقط يحتاج إلى عناية طبية.
- اتخذ إجراءً بدلًا من قضاء شهور في القلق بشأن مشكلة محتملة، التزم بمعرفة ما إذا كان ابنك المراهق يمكنه الاستفادة من العلاج.
- تحدث إلى ابنك المراهق عن مخاوفك بشأن صحته النفسية وعدم الارتياح منذ بداية العلامات التحذيرية.
- ساعد ابنك المراهق في تحديد الأشخاص الموثوق بهم للتحدث معهم حول القضايا التي تحدث في حياتهم فغالبًا ما يكونون أكثر استعدادًا للتحدث مع شخص آخر غير والديهم.
- تأكد من أن ابنك المراهق لديه أشخاص آخرون ما لا يقل عن ثلاثة بالغين في حياتهم موثوق بهم يمكنهم التحدث إليهم فقد يفتقر أقرانهم المراهقون إلى الحكمة للتعامل مع المشكلات الخطيرة
- سجل ملاحظاتك وادع ابنك المراهق إلى المشاركة واحرص على عدم استنتاج أن ابنك المراهق مجنون أو أنه خطؤه.
يمكنك قول:
- “أرى أنك تقضي المزيد من الوقت في غرفتك بمفردك ولا تخرج مع أصدقائك وأنا قلق بشأن ذلك “.
- “لقد لاحظت أنك لم تقم بالكثير من الواجبات المنزلية مؤخرًا هل لم تكن في مزاج جيد للتعامل مع المدرسة “.
- “أنت تنام كثيرًا هل هناك شيء يزعجك أو إذا كنت لا تشعر بأنك متعب “
- “اسأله، إذا كانت لديك مشكلة ولا يمكنك التحدث معي بشأنها ، فمن يمكنك التحدث؟”
- “هل فكرت يومًا أنه قد يكون من المهم التحدث إلى طبيب متخصص؟”
من الممكن أن يشعر ابنك المراهق بالارتياح عندما تطرح الأسئلة وقد ينكر المشكلة في البداية. مع التنبيه إذا اقترب المرض العقلي لابنك المراهق من مستوى الأزمة، فانتقل إلى غرفة الطوارئ بالمستشفى فورا.
كيفية تقييم المرض النفسي عند المراهقين
- لا تمثل مخاوف الصحة العقلية أزمة فورية، فقط يمكنك تحديد موعدًا مع الطبيب لابنك المراهق.
- تحدث إلى ابنك المراهق عن الموعد بنفس الطريقة التي تناقش بها موعدًا لطبيب العائلة أو الذهاب لإجراء الفحص الدوري.
- قل بهدوء، “لقد حددت موعدًا لك مع الطبيب لك يوم الخميس وأعلم أنك لست قلقًا بشأن مدى تعبك مؤخرًا، لكني أنا أريد أن يفحصك الطبيب لأطمئن عليك”.
- اشرح مخاوفك للطبيب وامنح ابنك المراهق فرصة للتحدث مع الطبيب وحده يكون أكثر انفتاحًا عندما لا تكون موجودًا.
- قد يريح التقييم عقلك ويضمن أن ابنك المراهق يتمتع بصحة جيدة أو قد يوصيك الطبيب بالسعي للحصول على علاج إضافي من أخصائي الصحة العقلية، مثل معالج المراهقين.
خيارات العلاج
- إذا أوصى الطبيب بإجراء مزيد من التقييم، فقد تتم إحالة ابنك المراهق إلى أخصائي الصحة العقلية.
- قد يقوم أخصائي الصحة العقلية، مثل أخصائي علم النفس أو أخصائي اجتماعي سريري مرخص، بإجراء مقابلة معك ومع ابنك المراهق لجمع المزيد من المعلومات.
- يقدم بعض المتخصصين في الصحة العقلية استبيانات مكتوبة أو أدوات فحص أخرى ومن المرجح أن يقوم أخصائي الصحة العقلية المدرب بجمع معلومات من طبيب المراهق أيضًا.
- يمكن أن يزودك أخصائي الصحة العقلية بالتشخيص المناسب وسيقدم لك خيارات العلاج، مثل العلاج بالكلام أو الأدوية.
أنا مراهق أعاني من بعض المشاكل النفسية كيف أتصرف؟
تؤثر الصحة العقلية للمراهق على الأسرة بأكملها، لذا من المهم طلب الدعم لنفسك إذا كنت مراهقًا تعاني من مرض نفسي، لذلك:
- تحدث إلى أحد الآباء أو من تثق بهم من البالغين الآخرين للبقاء قويًا عقليًا والحصول على الدعم العاطفي.
- تحدث إلى متخصص للتعرف على البرامج في مجتمعك.
- ابحث في المنتديات أو المجموعات الموثوقة عبر الإنترنت التي يمكن أن تقدم لك المساعدة.
- يمكنك أيضًا التفكير في مقابلة معالج بنفسك فقد يكون اختصاصي الصحة العقلية قادرًا على تحسين صحتك النفسية.
وفي نهاية مقالنا الصحة النفسية لابنك المراهق لا تقل أهمية عن صحته الجسدية كن حذرا ولا تتجاهل أعراض المرض النفسي عند المراهقين ربما كانت الناقوس الذي ينبئك أن طفلك في خطر. دمتم جميعا بصحة نفسية جيدة أنتم وأبنائكم.
قد يهمك أيضاً: