من هناك؟! هل ما يحدث لي حقيقة أم هلاوس وأوهام؟ هل أنا مراقب؟ وما هذه الأصوات التي أسمعها؟ هل أنا مريض ؟ أسئلة كثيرة قد تدور في رأس هذا المريض ؛ فهيا بنا نكتشف مشكلته ونتعرف على الفرق بين الذهان والفصام في هذا المقال.
ما هو الفرق بين الذهان والفصام؟
يختلط الأمر على الكثيرين بأن الذهان هو الفصام، وعلى الرغم من التشابه الواضح بين المصطلحين إلا أنهما مختلفين إلى حد كبير، إذ يعتبر الذهان اضطراب عقلي أو عرض لبعض الأمراض العقلية ولكنه ليس مرضا بحد ذاته، في حين أن الفصام هو مرض عقلي يضم مجموعة من الأعراض من ضمنها الذهان.
لذا فيمكن اعتبار أن الذهان جزء من الفصام وليس العكس.
الذهان
الذهان هو مجموعة من الأعراض تشكل عرضا أكبر لبعض الأمراض العقلية والنفسية أو هو اضطراب عقلي يجعل الشخص في معزل عن العالم الحقيقي بحيث لا يستطيع التفريق بين ما هو حقيقي وما هو وهم.
وقد أشار بعض علماء النفس أن حوالي 3% من الأشخاص لابد أن يمروا بحالة من الذهان في فترة من فترات حياتهم على الأقل وليس بالضرورة أن ينتج ذلك من مرض عقلي ولكن هناك عدة أسباب أخرى لحدوث الذهان.
ومن أشهر أسباب الذهان
- بعض الأمراض النفسية والعقلية مثل الفصام والاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
- بعض الأدوية.
- تعاطي بعض أنواع المخدرات والكحوليات.
- عدد من الأمراض المختلفة مثل بعض الأمراض الوراثية والمناعية.
- الضغوط النفسية.
ومن أهم أعراض الذهان
- الهلوسة: وقد تكون هلوسة سمعية أو بصرية أو بأي صورة أخرى وفيها يرى المريض ويسمع أشياء غير حقيقية وقد حتى يشم أو يتذوق أشياء ليس لها وجود.
- الوهم: وهو الاعتقاد القوي في أشياء تحدث للمريض غير واقعية مثل الاعتقاد بأنه مراقب من قبل أشخاص آخرين أو أن طعامه مسموم أو غير ذلك حتى مع إثبات أن كل ما سبق غير حقيقي لا يمكنه التوقف عن هذه الأوهام.
- الاكتئاب.
- تغيرات مزاجية حادة.
- القلق والاضطراب.
- الانعزال.
- اضطرابات النوم.
- صعوبة التركيز والتفكير بمنطق.
- اضطرابات الحركة.
- عدم القدرة على إظهار المشاعر المناسبة.
- صعوبة التحكم في الكلام.
- عدم الاهتمام بالقيام بالأنشطة والأعمال المعتادة.
- الأفكار المندفعة.
- جنون العظمة.
- الأفكار والأفعال الانتحارية.
- عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
الفصام
يعد الفصام أحد الأمراض النفسية والعقلية المزمنة والمعقدة من حيث التشخيص والعلاج، ويؤثر هذا المرض على حياة المريض بصورة كبيرة في السلوك والتفكير والتعامل والصحة من كافة النواحي.
ولكي يتم تشخيص هذا المرض بشكل صحيح يجب أن تحدث للمريض الأعراض القياسية المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) والذي نشرته الجمعية الأمريكية للطب النفسي.
وفي حالة الفصام على المريض أن يظهر على الأقل اثنين من هذه الأعراض التالية على أن يكون أحدها على الأقل الإصابة بالأوهام أو الهلاوس أو الكلام الغير مفسر أو غير الطبيعي.
وهذه الأعراض تشمل
- الأوهام.
- الهلاوس.
- الكلام الغير واضح أو غير المنطقي.
- السلوك الغير طبيعي والعشوائي أو الجامد كوضع الجنين.
- الأعراض السلبية وعدم القدرة على التعبير عن العواطف بشكل صحيح.
ويجب أن تستمر هذه الأعراض على الأقل شهر متواصل كما يجب أن تستمر أعراض الفصام بشكل عام لمدة لا تقل عن ستة أشهر.
فبالإضافة لبعض أعراض الذهان الخاصة بمرض الفصام، فهناك بعض الأعراض الأخرى التي قد تسوء مع مرور الوقت.
ومن هذه الأعراض
- جنون العظمة والاعتقاد في الحصول على قوة خارقة وكذلك وجود من يحاول تتبعه أو إلحاق الأذى به.
- الاعتقاد في وجود رسائل غامضة في كل الأحداث المحيطة العادية.
- صعوبة القيام بالأنشطة اليومية حتى البسيطة أو المعتادة منها.
- اعتقاد المريض في وجود جهة خفية توجهه للقيام بأفعال خارجة عن إرادته.
- التحدث بكلام غير مفهوم مع مناقشة أمور وأفكار غير مترابطة.
- صعوبة التفكير أو التخطيط لأعمال حتى لو بسيطة أو اتباع نهج أو خطة معينة.
- الإصابة بحالة من الجمود أو الحركات المتكررة وعدم القدرة على الحركة أو القيام بردود أفعال طبيعية ويعرف الأمر أحيانا بوضع الحنين.
- وجود ردود فعل عاطفية غير منطقية في المواقف كالضحك في المواقف الحزينة وغير ذلك.
- شاهد أيضاً: علامات الشفاء من الفصام
ويمر مريض الفصام غالبا بثلاث مراحل تتضمن
مرحلة البداية أو المرحلة التمهيدية
وفيها تبدأ الأعراض في الظهور بالتدريج وإن كانت تتميز بقلة نشاط المريض وانسحابه تدريجيا من المجتمع والمحيطين به والرغبة في الانعزال.
المرحلة النشطة أو مرحلة ظهور الأعراض
وتبدأ في هذه المرحلة ظهور أعراض الذهان سواء تدريجيا او بصورة مفاجأة إذ تبدأ أعراض الأوهام والهلوسة بالإضافة لاضطرابات الكلام وغيرها من أعراض الذهان المرتبطة بالفصام في الظهور على المريض.
المرحلة المتبقية
وتتضمن فتور الأعراض وغالبا ما تشبه مرحلة البداية من حيث الأعراض كالعزلة الاجتماعية وعدم القدرة على التركيز وفقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة، وتبدأ هذه المرحلة بعد مرحلة أعراض الذهان.
وتختلف المدة الخاصة بكل مرحلة من مريض لآخر، وغالبا ما يمر مريض الفصام بهذه المراحل بشكل متعاقب خلال فترة حياته.
- قد يهمك أيضاً: اضطراب ذهان المخدرات
الفرق بين الذهان والفصام في العلاج
بعد أن تطرقنا للفرق بين الفصام والذهان بشكل عام، سنتحدث عن القرق بينهنا في العلاج.
بصفة عامة فإن علاج الفصام والذهان يعتبر متقارب بشكل كبير؛ إذ يعتمد علاج الذهان على أدوية مضادات الذهان لعلاج الأعراض المختلفة حسب الحالة ومع ذلك فإن هذه الأدوية لا تعالج المسبب الاصلي للذهان وإنما تتحكم في الأعراض فقط.
ومع الاستمرار في العلاج قد يمكن الوقاية من ظهور بعض الأعراض أو كلها في المستقبل
كذلك فإن الاستشارات النفسية والدعم النفسي للمريض من الأمور الهامة للتغلب على مضاعفات الذهان ومساعدة المريض على التعافي أو السيطرة على الأعراض والاندماج في المجتمع.
كذلك الحال بالنسبة للفصام؛ إذ أن علاج الفصام يرتبط في الأساس بعلاج أعراض الذهان ومضاعفاتها باستخدام الأدوية المناسبة، هذا بالإضافة لعلاج باقي الأعراض بشكل منفصل.
ومن الهام الانتباه إلى أن علاج الفصام قد يستغرق وقتا طويلا وقد يتطلب الأمر دخول المستشفى في بعض المراحل، كما أن المتابعة الدورية لدى الطبيب النفسي المختص وكذلك مجموعات الدعم النفسي ومشاركة المحبين والمقربين أمرا هاما للسيطرة على الأعراض وتحويل المريض لشخص إيجابي بالمجتمع.
إن علاج الذهان أو الفصام هو أمر غاية في الأهمية وكذلك المداومة على العلاج لتجنب المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث للمريض في حالة إهمال العلاج.
قد يهمك أيضاً:
المعروف انا الفصام هو انفصال عن العالم الخارجي وفقدان التركيز ومريض الفصام اذا جلست معه في الكلام يكون معك لمده وجيزه ثم يخرج عن الموضع او يقوم ويترك اثناء الحديث