مخاطر ادمان مخدر السوبيتاكس subutex – تأثير دواء سيبيتاكس
في خلال الآونة الأخيرة تعددت أشكال وأنواع حرب الإدمان على الشباب وباقي فئات المجتمع، ومن هذه الأشكال إدخال أنواع جديدة من الأقراص المخدرة، وأنواع المخدرات الاخرى شديدة الخطورة على الفرد وعلى المجتمع، ففي عدة بلدان عربية ظهرت بعض الجرائم بسبب مخدر نادر الوجود في تلك البلدان وهو مخدر السوبيتاكس الخطير ، والذي ظهر في عدة مجتمعات وكان
وبالاً على من يقع في فخ إدمانه، وفي هذا المقال نتناول إدمان مخدر السوبيتاكس وأضراره ومخاطره على الصحة وأشكاله وطرق تعاطيه، ومراحل علاج الادمان من مخدر السوبيتاكس حسب التقارير الطبية والعلاجية.
ما هو مخدر السوبيتاكس ومما تصنع المادة الفعّالة له ؟
مخدر السوبيتاكس هو أحد اخطر المهلوسات المصنعة كيميائياً، حيث كان في البداية ومنذ تصنيعه في السنوات السابقة كان علاجاً فعّالا لمدمني المخدرات خاصة إدمان الهيروين، إلا أنه وكالعادة تحول هذا العلاج القوي للمخدرات وإدمانها إلى نوع من الاقراص المخدرة والتي لها العديد من الأخطار الجسيمة على الصحة والعقل والنواحي النفسية وغيرها.
والمادة الفعّالة من مخدر السوبيتاكس هي من نوع المخدر الذي يقوم بتثبيط مراكز المخ و المستقبلات الخاصة والسيطرة عليها، وهو مناسب للمدمنين على بعض أنواع المخدرات مثل الهيروين ، لذلك يتم العلاج به في الخطط العلاجية في مستشفيات علاج ادمان والمصحات العلاجية المختلفة.
لكن إساءة استخدام هذا العلاج القوي ، جعل من تلك الأقراص سبباً في دخولها دائرة الإدمان، وبالتالي تأثر من يتعاطاها بالمخاطر والأضرار المختلفة، كما نبين في خلال النقاط التالية من هذا المقال.
شكل مخدر السوبيتاكس وطرق التعاطي، وما هي أماكن انتشاره في البلدان العربية
أما عن شكل هذا المخدر الذي انتشر في الفترة الاخيرة في البلدان العربية خاصة بلدان المغرب العربي وتحديداً في تونس والجزائر والمغرب، فهو عبارة عن أقراص مهلوسة يتم تعاطيها إما عن طريق البلع العادي، أو تذويب الاقراص أو الجرعة المحددة في الماء.
ثم القيام بإدخال الماء في الجسم عن طريق الحقن ، والطريقة الثانية أسرع في التأثير، عن البلع، وذلك بسبب وصول المادة الفعّالة سريعاً إلى الدم ومنها إلى الأوعية الدموية الواصلة إلى المخ وذلك خلال مدة قصيرة، مقارنة بالبلع الذي يستمر الوصول إلى التأثير المطلوب اقل من التعاطي عن طريق الحقن.
أما عن انتشار هذا المخدر، فيعد ادمان مخدر السوبيتاكس منتشراً للغاية في بلدان المغرب العربي مثل تونس ، التي أظهرت التقارير فيها دخول هذا المخدر عن طريق فرنسا وإيطاليا ، وانتشاره في البلاد في السنوات الاخيرة، خاصة بين أوساط الطبقة الشعبية في الاحياء الفقيرة، وذلك بسبب رخصه نسبياً عن باقي الاقراص، او رخص ثمنه مقارنة بـ بودرة الهيروين و الكوكايينوغيرها من الأنواع الاخرى.
كما أظهرت التقارير الامنية في كل من الجزائر والمغرب إلى تعدد أنواع الجرائم المتسبب فيها هذه الأقراص بسبب التغيب عن الوعي من ناحية، او دوافع أخرى تتعلق بإدمانه مثل قطع الطرق وسرقة السيارات والسرقة بالإكراه من أجل الحصول على المال اللازم لشرائه.
وفي نفس الوقت تعاني تونس خلال السنوات الاخيرة من الجرائم المسجلة رسمياً في سجلات القضاء التونسي ما بين حوادث السرقة والاغتصاب والقتل بسبب تأثير هذه الأقراص على الشباب.
هناك عدة أعراض تظهر على مدمني هذا المخدر، ومن الضروري معرفة تلك الأعراض لدى المختصين من ناحية، ومن الأسرة من ناحية أخرى، خاصة أن تلك الاقراص انتشرت كثيراً في أوساط الشباب والمراهقين والأطفال، لذلك يجب معرفة تلك الأعراض والمظاهر الخارجية التي تعتبر جرس إنذار للأسرة كي تنقذ المدمن من براثن الإدمان.
ويمكن توضيح تلك الأعراض والمظاهر الخارجية في :
الشعور بالرعشة في جميع أنحاء الجسم، بعد تناول القرص، إما عن طريق البلع أو عن طريق الحقن، وهذه الرعشة تستمر في بعض الأحيان فترة طويلة.
يتعرض المدمن ظاهرياً إلى القلق والتوتر بعد تعاطيه هذا القرص، وهذا القلق او التوتر في غالب الأحيان غير مبرر أو ليس له سبب واضح أو معين.
النشوة الزائدة عن الحد والإحساس بالقوة المفرطة، مما يعرض المدمن إلى ارتكاب الجرائم المختلفة.
يشعر مدمن مخدر السوبيتاكس بأنه سعيد للغاية وذلك بسبب إفراز مادة الدوبامين وغيرها من المواد والسيطرة على مستقبلات العقل، وهو ما يشعر خلاله المدمن بالسعادة، ولكنها سعادة مؤقتة سرعان ما تنتهي بعد انتهاء تأثير القرص.
كانت تلك الأعراض الظاهرية لإدمان مخدر السوبيتاكس ، وهذه الأعراض قد تختلف في شدتها وقوتها بين شخص وشخص آخر، حسب درجة الإدمان ، او الجرعة الإدمانية التي يتعاطيها الفرد كل مرة.
اضرار ادمان مخدر السوبيتاكس
في تلك النقطة نتعرف على العديد من المخاطر و الأضرار التي يتسبب بها مخدر السوبيتاكس ، وما ينتج عنه من أمراض ومظاهر صحية خطيرة، يجب التدخل في حلها، وعلاجها على الفور، وخلال النقاط التالية نتعرف على بعضها، سواء على المستوى الصحي العضوي، أو على المستوى العقلي والنفسي:
فعلى المستوى الصحي عضوياً، يتعرض الإنسان المدمن على مخدر السوبيتاكس ، إلى بعض الأمراض القاتلة، والتي تنتشر بسبب الدم الملوث، الذي ينتقل عن طريق الدم، بسبب تعاطي هذا المخدر من خلال الحقن.
هذا إلى جانب التعرض إلى عدة اضطرابات في الجهاز الهضمي خاصة المعدة والأمعاء، بسبب وجود المادة الفعّالة في الجهاز الهضمي فترة طويلة، كما يتعرض الجهاز الدوري خاصة الأوعية الدموية إلى الضرر الكبير في مختلف أنحاء الجسم، مما يعرض القلب إلى زيادة كبيرة في عدد الضربات في الدقيقة مما يعرضه إلى التوقف المفاجئ ومن ثم الوفاة.
أما على الناحية النفسية، يتعرض المدمن على تلك الاقراص إلى الإصابة بالإكتئاب الحاد، والعزلة، وهذا في بعض الحالات، إلا أن معظم الحالات تتعرض إلى الهياج العصبي، ومن ثم إرتكاب الجرائم المختلفة تجاه المحيطين به أو تجاه المجتمع، ولعل هذا يفسر الجرائم التي تعدد في المناطق التي انتشر فيها مخدر السوبيتاكس .
علاج ادمان مخدر السوبيتاكس
هناك عدة خطوات وطرق وبرامج علاجية تهدف بشكل رئيسي في علاج ادمان مخدر السوبيتاكس وفعّال في مدة قصيرة، وهذه الخطوات تنقسم إلى نوعين من العلاج لا غنى عنهما، أما الأول وهو علاج الأعراض الانسحابية وإخراج السموم من أجزاء الجسم، ومن خلايا الدم، والمخ، وهذه مراحل معروفة في جميع الطرق العلاجية في مراحل علاج الادمان في العموم.
أما القسم الثاني من العلاج، وهو القسم الذي يعالج الناحية النفسية والعصبية، حيث يسيطر هذا المخدر على الوعي بشكل كامل، مما يجعله عرضة بالطبع ارتكاب مختلف الجرائم، هذا إلى جانب تغيير السلوك، وارتكاب السلوكيات غير الطبيعية، مما يعرض المجتمع إلى الخطر الأمني.
لذلك تستهدف طرق و برامج العلاج النفسي سواء الفردي او الجماعي بشكل رئيسي خطوات فعّالة من أجل تعديل سلوك المدمن، واتخاذ خطوات حاسمة نحو التعافي، وحل مشكلات الإدمان ، خاصة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للمدمن والتي دفعته بشكل رئيسي إلى الإدمان منذ البداية.
في نهاية الأمر، لقد حاولنا في هذا المقال دق ناقوس الخطر حول إدمان مخدر السوبيتاكس ، وأضراره على الفرد والمجتمع ، خاصة في المجتمعات العربية التي انتشرت فيه هذه الأقراص، وقد سلطنا الضوء على مخاطر واعراض هذه الأقراص وطرق علاجها، لعلها تكون صدى ولو بمقدار بسيط لإنقاذ شبابنا من هذا الخطر الداهم.
