تتعدد في الفترة الأخيرة، الأنواع المخدرة التي لها تأثيرات اقوى مما مضى في السابق، ومن هذه الأنواع مخدر الخبوط أو الاسم الآخر له والشائع مخدر الاكستازي ، والذي يعرف ايضاً بـ حبوب السعادة، وهذه الحبوب لها تاثيرات خطيرة وكبيرة ليست فقط على الفرد الذي يتناولها، بل على المجتمع المحيط ايضا، وهو ما سنعرفه خلال هذا المقال الذي يتناول بالتفاصيل المعلومات عن هذا المخدر، وتأثيراته الخطيرة على الصحة والعقل، وخلايا الجهاز العصبي، و علاج ادمان الخبوط او الاكستازي، والخطوات السليمة لإنقاذ شبابنا من تعاطي تلك الحبوب وذلك خلال النقاط القادمة.
ماهو مخدر الخبوط أو الاكستازي والأسماء المتداولة لهذا المخدر ؟
قبل الإجابة على هذا السؤال الهام، والذي يشكل مدخلاً هاماً لموضوع هذا المقال، يجب أن نتحدث ونلقي الضوء على أسماء هذا المخدر، فهناك عدة تسميات لهذا المخدر، ما بين مخدر الخبوط أو الاكستازي، أو حبوب السعادة، أو مخدر البلات، وهذه الأسماء جميعها لاسم مخدر واحد له تأثير خطير على الصحة والمخ كما نوضح خلال النقاط التالية.
أما عن إجابة هذا السؤال؛ مخدر الخبوط أو البلات هو أحد حبوب السعادة التي تتم تصنيعها كيميائياً عبر المعامل، حيث تم إنتاجه في المعامل الألمانية في عام 1912، وذلك لأغراض طبية، ولكن تطور الأمر حتى صارت تلك الحبوب والتي تسمى بحبوب السعادة لها شهرة كبيرة في جميع أنحاء العالم، انها تساعد على النشوة والسعادة وتحسن المزاج إلى الأفضل، وهو ما زاد الإقبال عليها ومن ثم إدمان تلك الحبوب.
- اقرأ ايضا : ادمان مخدر الكروكوديل
كيف تعمل حبوب السعادة، و هل لها فوائد ؟
حبوب السعادة أو البلات أو الاكستازي او حبوب الخبوط ، تلك الأسماء و التي ذكرناها خلال الإجابة عن السؤال السابق، لها بعض الآليات في عملها، وعلاقتها مع خلايا المخ خاصة، وذلك لأن هذه الحبوب تعمل بشكل رئيسي على السيطرة على الجهاز العصبي وعمليات الوعي والإدراك والشعور، وهو ما يشعر الإنسان بعد تعاطي تلك الحبوب بالسعادة المؤقتة، والنشوة الزائدة عن الحد، لذلك كان من الحري بنا أن نعلم كيف تعمل حبوب السعادة في خلايا المخ.
يتكون الاستكازي أو البلات أو حبوب السعادة من عدة مكونات لها ارتباط كبير بخلايا المخ، ومراكز الشعور والحيوية فيها، مثل الكافيين، الفيتوبرتيال، الكيتان ، البارساتيمول، وغيرها من المواد، وفي الحقيقة أن تلك المواد جميعها مختلطة بمواد كيميائية اخرى، ومن هنا تأتي حبوب السعادة ، وهو ما يساعد الأطباء بمعرفة الجرعات المناسبة والمكونات اللازمة، من اجل علاج ادمان الخبوط الذي نحن بصدده في هذا المقال.
هذه المواد السابقة تسيطر على الجهاز المركزي، وعلى خلايا المخ حتى يشعر الإنسان بالتغييب الكامل عن الوعي وفعل أشياء لا يدركها إلا بعد فوات الاوان، وهو ما يعرضه إلى أذى النفس والغير، او ارتكاب الجرائم خلال فترة تأثير تلك الحبوب، هذا إلى جانب سيطرة الهلاوس السمعية والبصرية على المدمن.
أما عن فائدة تلك الحبوب، فقد كانت تستخدم في عمليات التخدير وعلاج بعض الأمراض النفسية بجرعات معينة، ولكن انتشرت تلك الحبوب في عالم المخدرات، وتم ترويجها بشكل كبير بين الشباب وانتقلت إلى بلدان الشرق الأوسط خلال السنوات الاخيرة.
أما عن شعور المدمن بعد تناول تلك الحبوب فهو له فائدة مؤقتة سرعان ما تزول بعد مرور ست ساعات من التعاطي، وتنحصر تلك الفوائد في:
- تعطي حياة مليئة بالخيال والسعادة والتحرر من الخجل.
- السعادة والنشوة الكبيرة التي يشعر بها المدمن.
- فرط النشاط والحيوية والقوة المفرطة بعد تعاطي تلك الحبوب.
- اقرأ ايضا : ادمان الحبوب المهلوسة
ماهو شكل حبوب الخبوط.. وما هي طرق التعاطي و مفعول الجرعة الواحدة ؟
يتم ترويج هذا المخدر، وتلك الحبوب على شكل كبسولات ملونة أو عليها بعض النقوش الغريبة، أو يأتي على شكل سائل، يكفي اللتر الواحد من السائل المركز له ( المادة الفعّالة للخبوط ) آلاف الجرعات.
أما عن طرق التعاطي، فهناك طريقتين، الأولى عن طريق الفم والبلع ، وهذا في حالة وجود مخدر الخبوط على شكل كبسولة، او الطريقة الأخرى عن طريق الحقن ووخز الأبر في الذراعين، مثل مادة الهيروين المخدر والكوكايين وغيرها، وذلك عن طريق استخدام السائل أو المادة الفعّالة في إدخالها إلى وريد المتعاطي وتصل سريعاً إلى خلايا الدم والمخ، ويكون تأثيرها سريعاً في تلك الحالة.
أما عن الجرعات وتأثيرها ومفعولها، فقد أشارت التقارير الطبية إلى أن حبوب السعادة أو الخبوط تؤثر في المدمن بشكل كامل في مدة تتراوح بين 20 إلى 60 دقيقة، بعد تناول الجرعة، إما عن طريق الفم أو عن طريق الحقن.
هذا عن سرعة مفعولها وتأثيرها في الجسم، أما عن إستمرار تأثيرها ومفعولها على المدمن فيستمر حوالي 6 ساعات كاملة وهي مدة كبيرة بالنسبة لبعض المخدرات الأخرى مما يزيد من خطرها على المدمن.
لمخدر الخبوط طقوس خاصة في التعاطي.. أين يتم تعاطي مخدر الخبوط ؟
قد يكون سؤال غريب يتم تناوله في هذا المقال، إلا أنه يمثل حقيقة من حقائق تعاطي مخدر الاكستازي أو الخبوط أو حبوب السعادة أو البلات، لكن إجابته ليست بالغريبة عندما نستعرض ظاهرة حفلات الخبوت في مصر خلال العرض التالي:
مع إنتشار هذا المخدر، أشاع مروجي المخدرات وهذه الأقراص، أن تعاطي هذه الاقراص لها طقوس خاصة حتى يؤثر المخدر في خلايا المخ، ويظهر نتائج جيدة من إشاعة البهجة والسعادة على كل من يتعاطى تلك الأقراص، وهو ما يسمى بحفلات الخبط، أو حفلات الخبوط .
- اقرا ايضا : ادمان مخدر السوبيتاكس
حفلات الخبوط في مصر
مع انتشار مخدر الخبوط في مصر، انتشرت معه حفلات ماجنة وراقصة، يقوم المدمنين بتجميع أنفسهم عبر جروبات الفيس بوك المغلقة، أو الواتس أب، وغيرها من وسائل التواصل الاجتماعي، ثم التجمع في مكان ما والقيام بحفلات راقصة موسيقية طوال الليل يتم فيها تعاطي مخدر الخبوط أو الاكستازي، ومع تأثيره يتواصل الرقص الهيستيري طوال الليل بدون كلل أو تعب، وهو ما يؤثر في الشخص، ويشعره بالانتشاء والقوة والسعادة والمتعة، ولعل تسمية حبوب السعادة جاءت من تلك الحفلات الصاخبة.
وتنتشر هذه الحفلات في مصر، في المناطق والأحياء الراقية في القاهرة، إلى جانب الحفلات على يخوت في النيل أو البحر وغيرها من الأماكن، وتتميز هذه الحفلات بوجود موسيقى صاخبة وأضواء شديدة، حتى تؤثر في المدمن.
ما هي أعراض إدمان مخدر الخبوط أو الاكستازي ؟
قبل ان نتعرض إلى النقطة الجوهرية في هذا المقال وهي كيفية علاج ادمان مخدر الخبوط أو الاكستازي ، لابد أن نلقي الضوء على أعراض إدمان مخدر الخبوط أو الاكستازي، ومن خلال النقاط التالية نتعرف على تلك الأعراض:
- السعادة والنشوة المؤقتة التي يشعر بها المتعاطي.
- النشاط والقوة المفرطة و الهيستيريا التي يشعر بها المدمن بعد تعاطي كل جرعة من الاكستازي أو مخدر الخبوط، وهذا يتضح من خلال حفلات الخبط التي تقام فيها الرقص و الهيستريا المبالغ فيها.
- التحرر من الخجل، بعد تناول وتعاطي هذه الأقراص.
- زيادة النشوة الجنسية بعد تعاطي الأقراص، وهذا السبب محفز للشباب على تعاطيها.
- التغلب على الإرهاق والتعب، ومن الممكن أن يتحمل جميع الأعمال الشاقة.
حبوب السعادة القاتلة.. ما هي أضرار تعاطي حبوب الخبوط ؟
يسبب تعاطي مخدر الحبوب العديد من الأضرار والمخاطر على المدى البعيد والقصير، على الجوانب العضوية والصحية والنفسية والعقلية، وفيما يلي نقاط عديدة، توضح اضرار تعاطي مخدر الخبوط:
- يسبب مخدر الخبوط أو الاكستازي أضرار خطيرة على خلايا المخ والجهاز العصبي المركزي، حيث تسبب التلف الكامل لخلايا المخ، ومراكز الشعور والحركة داخل المخ، ويؤدي إلى تلف الدماغ بشكل كامل.
- فقدان الشهية والضعف والهزال العام في جميع أجزاء الجسم، مع بعض الأعراض الظاهرية الأخرى مثل جفاف الفم، وحدوث تشنجات في العضلات مما يؤثر على الحركة بشكل عام، والقدمين واليدين بشكل خاص.
- اضطرابات وخلل في ضغط الدم، مما يؤثر على حركة الدم، والاوعية الدموية، وهو يؤدي إلى التعرض لبعض الجلطات القلبية، والسكتات القلبية المفاجئة التي تؤدي إلى الوفاة الفجائية بالطبع.
أما عن الأضرار العقلية والنفسية :
يعاني المدمن، من الهلاوس العقلية السمعية والبصرية، هذا إلى جانب التوتر والقلق والميل إلى العنف وزيادة القوة المفرطة، مما يؤثر في الميل إلى ارتكاب الجرائم، هذا بالإضافة إلى غياب الوعي بشكل تام، مما يؤدي إلى ارتكاب الجرائم والحوادث دون وعي تام من المدمن.
هذه الأضرار والمخاطر الناتجة عن تعاطي الخبوط أو الاكستازي، تحفز بشكل كبير علاج إدمان مخدر الخبوط أو الاكستازي، وهو ما نتعرف على خطوات هذا العلاج خلال النقطة التالية.
ما هي خطوات علاج إدمان الخبوط أو الاكستازي ؟
هناك بعض الخطوات السليمة والتي يقوم بها الفريق الطبي المعالج في المصحات العلاجية والنفسية، لعلاج إدمان مخدر الخبوط أو الاكستازي، وهي تنقسم إلى العلاج العضوي وذلك للقضاء على أعراض ومخاطر هذه الحبوب على الناحية الصحية،
والخطوة الثانية هو علاج تأثيرات إدمان مخدر الخبوط من الناحية السلوكية والنفسية، ونتعرف من خلال النقاط التالية خطوات العلاج:
أولاً: مرحلة تنقية الجسم من السموم :
وهي مرحلة أولى في العلاج، وهذه المرحلة نجدها تتكرر في جميع أنواع العلاج والبرامج، وهي تستهدف تنقية أجزاء الجسم المختلفة من سموم المخدرات، خاصة ان تلك السموم والمادة الفعّالة تضر الجسم وتزيد من الأمراض المرتبطة بالإدمان.
ثانياً: مرحلة علاج الأعراض الانسحابية :
وتستهدف هذه المرحلة التخفيف من الأعراض الانسحابية، وعلاج الأمراض المختلفة الناتجة عن إدمان مخدر الخبوط أو الاكستازي، هذا من ناحية، والناحية الاخرى، وضع خطة علاجية من الفريق المعالج، تساعد على وصول المدمن إلى التعافي سريعاً، ووضع برنامج يستهدف بعد ذلك علاج الأمراض النفسية والسلوكية المرتبطة بالإدمان.
ثالثاً: علاج الأمراض النفسية و السلوكية :
وهذه المرحلة من أهم مراحل علاج إدمان مخدر الخبوط أو الاكستازي وغيرها من أنواع المخدرات الاخرى، وذلك نظراً أن الأمراض النفسية والتغير السلوكي من أهم النتائج السلبية على مرحلة الإدمان، وتبقى مسألة التغير السلوكي، هي المسألة التي يجب أن يجد لها الأطباء المعالجين حلاً، وخطوات سليمة للقضاء على السلوكيات السلبية المرتبطة بالإدمان وإبدالها بسلوكيات جديدة تساعد المدمن على التعافي.
وفي نهاية الأمر؛ فإن علاج الادمان على المخدرات لن ياتي إلا من بالتعاون من جميع المؤسسات المجتمعية سواء الحكومية منها أو المدنية، خاصة بوقف حفلات الخبط في مصر والتي يرتبط بها إدمان تلك الحبوب القاتلة، هذا إلى جانب التوعية الخاصة بإدمان تلك الحبوب، وهو ما حاولنا القيام به في هذا المقال.
شاهد ايضا :