تتعدد أنواع الإدمان في حياتنا وأصبح يأخذ أشكال كثيرة وخطيرة فقد أصبح كل شئ في حياتنا تمثل إدماناً، إدمان الإنترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، الشاي والقهوة إدمان، التسوق والتحدث في التليفون يعد إدماناً، الإنترنت يعد إدمان العصر، إدمان الطعام، لكن في نفس الوقت يوجد أنواع تعتبر من اخطر انواع الادمان التي يصعب التخلص منها وتمثل خطرا على صحة الإنسان النفسية والجسدية، ويصبح الإنسان أسيرا لهذا الادمان وسنتحدث بالتفصيل عن أخطر أنواع إدمان هذا العصر.
اخطر انواع الادمان
ويمكن تلخيص اخطر انواع الادمان حسب علماء النفس والإدمان تتمثل فى…
- إدمان العادة السرية بين الجنسين
- إدمان الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي
- إدمان المخدرات (ادمان الحشيش – ادمان الترامادول– ادمان الهيرويين – ادمان الكوكايين …………. الخ)
- إدمان الشيشة والسجائر في أوساط الجنسين
ومن أكثر الأشخاص المعرضون لهذا النوع من الإدمان إنسان يعاني من أمراض نفسية وكبت نفسي وعاطفي، لا يستطيع السيطرة على انفعالاته، يثور ويغضب وعدواني ينفعل لأتفه الأسباب ويهدأ ويعتذر أيضا لأتفه الأسباب .. ولا يعلم لماذا غضب؟ ولماذا يعتذر فهو شخصية مذبذبة؟ لا يستطيع أن يسيطر على انفعالاته وعلى تفكيره، وأيضا الشخص الأناني الذي يكره جميع من حوله ويحب نفسه فقط عدواني بطبعه يكره المجتمعات يفعل كل شئ للفوز بما يريد فقط لا يفرق معه شخص لا من قريب ولا من بعيد.
منعدم الشعور ومتبلد الأحاسيس، كل شئ عنده سواء لا يخجل ولا يخاف له آراء شاذة تخدم أهوائه فقط، شخص يتميز بالعصبية والعدوانية والدونية شخصية مريضة تكره نفسها والمحيطين لذلك يكون الحل في الهروب إلي ما يفرغ فيه طاقاته وسلبياته ويكون ملاذ آمن له بعيدا عن أعين البشر والمحيطين، ويكون في منتهى السرية ينفرد بنفسه ويقبل على إدمانه بعيداًً عن اللوم والقيل والقال.
أولاً: إدمان العادة السرية
تعد العادة السرية من اخطر انواع الادمان في هذا العصر وتحتل جزء كبير من تفكير وتخيلات الكثير من الجنسين تكثر في أوساط المراهقين ولكن ليس لها سن معين أو جنس معين فالجنس يسيطر على تفكير الكثير، لبحثهم عن اللذة والمتعة حني وإن كانت متعة حرام فعند الممارسة يشعر المدمن باللذة وبعد الإفاقة يشعرون بالذنب والتوبة.
ولكن سرعان ما ينسون الذنب ويعودون للممارسة مرة ثانية وثالثة، ثم يقسمون ويتعهدون أمام أنفسهم بأنه لن يقدموا علي فعل هذا الإدمان ثانيةً، لكن كيف وكل ما حولهم يعمل علي إثارتهم الشوارع ولما فيها من عُري، والأفلام وهي مليئة بالإثارة الجنسية، والإنترنت ملئ بالمواقع الإباحية والصور الجنسية، والمحفزات التي تثير الشهوة وتؤثر على الصحة النفسية والجسدية.
لكن في واقع الأمر تعد العادة السرية خطر ومن أخطر أنواع الإدمان لأنها تؤثر بالفعل على الحياة الزوجية المستقبلية فلا يستطيع الرجل أن يتعايش مع زوجته لأنه كان يشبع حاجته بطريقته، وتجعل ممارسة متوقع يشعر بالوحدة والانعزالية، ويصاب المدمن بسبب ممارستها بالتوتر والقلق والخوف من معرفة سره وأمره الذي يخفيه عن الجميع، فضلا أن ممارسة العادة السرية تقلل من هرمون التوستسترون وبدوره يؤثر علي عدد الحيوانات المنوية، والإصابة بالضعف الجنسي وفي أحيان كثيرة يصاب العجز الجنسي وأيضا المرأة لا تشعر باللذة الطبيعية إذا اعتمدت على ممارسة العادة السرية قبل الزواج ستلجأ لها أيضا بعد الزواج.
فيجب علي من يمارس هذا الإدمان وهذه العادة السيئة أن يقوم بملء أوقات الفراغ وممارسة الرياضة والانشغال بالهوايات المختلفة وتجنب الجلوس بمفرده، التقرب من الله وممارسة العبادات وحضور الندوات الدينية التي تقوي لديه الوازع الديني وتشعره بأنه ما يفعله لا يمت للدين والإيمان بصلة وأنه حقا مذنب في حق نفسه، فالقرب من الله هو القوة والسعادة والبعد عن المعصية خير وفيها فلاح كبير للإنسان فباب الله مفتوح ويقبل المسئ والمذنب ليلاً ونهارا ما عليك إلا أن تتوب وترجع عن المعصية وتعاهد الله أنك لن ترجع إلي هذا الإدمان مرة أخرى.
ثانيا: إدمان الإنترنت
إدمان الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي يعد أيضا من اخطر انواع الادمان ولكنه إدمان عصري نظرا للتطور التكنولوجي الذي نعيش فيه واستخدام الإنترنت بشكل يومي لا يمكن الاستغناء عنه في كل تفصيلة من تفاصيل الحياة، في العمل والمنزل والمدرسة.الخ.
فقد أصبح الإنترنت من أهم سمات العصر الحديث و مسيطر سيطرة كاملة علي عقول الملايين بل المليارات من البشر، فقد أصبح إدمان الإنترنت خطر يهدد حياتنا فقد أصبح الإنترنت والمواقع المختلفة وغرف الدردشة أهم من الأسرة والأهل والأصدقاء والمدرسة والعمل، فمدمن الإنترنت غالبا ما يهرب من مشاكله الاجتماعية والنفسية والأسرية إلي الإنترنت فهو من أخطر أنواع إدمان العصر الحديث،
لم يشير كثرة استخدام الانترنت
ربما يعود لأمراض نفسية يعاني منها المستخدم كالقلق والتوتر والاكتئاب، التغير في المزاج، حيث أن مدمني الإنترنت يهربون إليه لأنه يشعرون أنهم طبيعيون وفي الغالب هم يستترون وراء شخصيات وهمية ويخفون كل ما يتعلق بهم من عمل وسن وجنس وبلد فهم يحبون العالم الافتراضي لأنه يفصلهم عن واقع المؤلم الذين يريدون الانفصال عنه.
فيدخلون إلي غرف الدردشة وإقامة علاقات اجتماعية حتى يشعروا بالسعادة بالإضافة إلي أنهم يتحدثون في كل ما يرغبون فيه ويعبرون عن كل ما يشعرون به، من مشاعر حب أو ضيق أو مشاعر تعيد إليهم الثقة في أنفسهم، فضلا علي أن مستخدمي الإنترنت يشعرون بأنهم طبيعيون ولا يمرون بأي أزمات نفسية أو اجتماعية، ويجدون في الإنترنت الملاذ للهرب من كل مشكلاتهم وما يشعرون به، فعلا أنه من أخطر أنواع الادمان لأنه يؤدي بمستخدمه إلي العزلة والإحباط.
والبعد عن النشاط الاجتماعي، ومع مرور الوقت يحدث اضطرابات في النوم والإصابة بفقدان الوزن والكسل والخمول، وما يصاحب ذلك من أمراض العيون وآلام الفقرات والرقبة والظهر، وتقوس العود الفقري من كثرة الانحناء والتركيز في أجهزة الكمبيوتر أو الجوال، فضلا علي أنه يصاب بالاكتئاب والانزواء والانطواء في غرفته، كما أنه يلجأ كثيرا للكذب والمراوغة للجلوس لفترة أطول علي الإنترنت، فمع كثرة الانخراط في عالم الدردشة والتواصل الافتراضي يكثر الابتعاد عن الأصدقاء الحقيقيون الذي يقل التواصل معهم بسبب الانشغال بالإنترنت وصدقات العالم الوهمي، كما أنه يصاب بالتأرجح في المزاج فتارة يكون معتدل المزاج ويشعر بالفرح والإقبال علي الحياة، وتارة أخري يشعر بالحزن واللامبالاة والاكتئاب الشديد،
يتبع إدمان الإنترنت…
حيث أن منشور واحد كفيل بأن يزيد من الطاقة السلبية أو الايجابية للشخص مدمن الإنترنت، وتكمن خطورة إدمان الإنترنت في عدم القدرة على الاستغناء عن التصفح واستعراض السوشيال ميديا، والخروج من موقع والدخول لأخر فأصبح الوقت لا قيمة له وعنه يصبح الشخص في حاجة إلي العلاج النفسي للحد من ساعات استخدام الإنترنت والسيطرة على نوع من اخطر انواع الادمان، لكن الكثيرين يرفضون الاعتراف بأنهم يعانون من مشكلة ويرون أنه شئ عادي ولا يعتبر إدمان نهائيا، لكن علم النفس يرى أن الجلوس بالساعات للتصفح ومطالعة المواقع العديدة على الإنترنت ونسيان المشاكل اليومية والاجتماعية، والمشكلات الأسرية يعتبر في حد ذاته إدمان يجب السيطرة عليه والعمل على علاجه، والعودة إلى الاندماج في الحياة الاجتماعي ومتابعة الأسرة ومشاكلها، والعودة إلي الأصدقاء، وممارسة النشاط الرياضي المحبب والذي افتقده بالمكوث أمام الشاشة الزرقاء بالساعات، فيجب عليه أن يقلل من عدد ساعات التصفح تدريجيا.
والدخول إلى الإنترنت يكون عند الضرورة فقط ويفضل أن يخصص له يوم واحد في الأسبوع وعدد ساعات معينة وباقي الأيام يخصصها للأسرة والأهل والأصدقاء، والبعد الأماكن التي يكون فيها الإنترنت متاح، ويتجنب العزلة والوحدة وملء أوقات الفراغ، الخروج إلي أماكن خلوية وترك الجوال وكل ما يتعلق بالإنترنت، ويقوم بتنظيم وقته وتغليب المهم علي الأهم وأن يجعل لأسرته وعمله ومدرسته الأولوية علي الإنترنت يجب علي المدمن أن يهجر كل فترة موقع من المواقع حتي يتم التخلص النهائي من اخطر انواع الادمان والتمتع بالحياة الطبيعية التي كان يحياها قبل ظهور هذا الإدمان العصري ويعود إنسان هادئ الطباع بعيد عن العصبية والعدوانية، ليس عبد لشاشة يتوتر وتثيره القلاقل والمخاوف إذا أنفصل أو تعطل.
يشفي من الاكتئاب وينعم بنوم هادئ ليس فيه ما أي اضطراب أو أرق، وترجع له شهيته ووزنه المفقود، ويحافظ علي عينيه وتشفي ألام عموده الفقري وتغادره ألام الرقبة والعضلات والأهم من ذلك يعود إلي حياته الطبيعية ويغادر عالم افتراضي إلي عالم واقعي.
ثالثا : إدمان المخدرات بأنواعها:
يأتي إدمان المخدرات في المرتبة الثالثة من حيث اخطر انواع الادمان..حيث أن إدمان المخدرات من الصعب التخلص منها لأن جسم الإنسان يتعود عليها ولا يستطيع الاستغناء عنها لأن المدمن يجد فيها الراحة والسعادة والرضا عن النفس وحل جميع مشاكله وتزيد نشاطه وتحقق له النشوة التي يرغبها، فكل مدمن يبحث عن شئ عندما يلجأ إلى المخدرات فيوجد من يهرب من واقع مؤلم والأخر يهرب من مشاكل زوجية وأسرية وذاك يريد نسيان مشاكله المادية، وأيضا من يجد في المخدرات حل لمشاكل نفسية واجتماعية،
فضلا عن وجود رفقاء سوء يجملون للمدمن فوائد للمخدرات وأنها تخلصه من كل ما يؤرقه وتجعله محلقا في السماء فبمجرد تعاطيه للمخدر يغيب عن الوعي ويغيب عن كل ما يفكر فيه ويتخلص من القلق والتوتر، لكن العكس هو الصحيح فـ المخدرات تنقله إلي عالم بغيض يهدر صحته وكرامته ويحوله إلي إنسان لا قيمة له، مثير للشفقة والاشمئزاز فهي تزيد من توتره وقلقه وتدخله في عالم الاكتئاب والانطواء والعزلة، وأيضا يقع تحت تأثير الهلاوس السمعية والبصرية، والتفكير السلبي، والعدوانية والعصبية، والتعرض لنوبات القلب وارتفاع ضغط الدم، أيضا تأثر الخلايا العصبية للمخ بالإضافة إلي تلف خلايا المخ وعدم القدرة على التفكير والتركيز،والمدمن يتحول إلى مجرم بمرور الوقت حتى يتمكن من الحصول على المخدر بأي طريقة كانت، ويتحول لكاذب خائن خائر القوي، بائس هارب من الحياة إلي عالم الموت والهلاك والدمار النفسي والجسدي.
كيفية التعافي من آثار المخدرات
والتعافي من آثار المخدرات وخروج السموم من الجسم يخضع المدمن إلي الكثير من خطط العلاج النفسي والعلاج الدوائي، ففي مرحلة العلاج الدوائي يلجأ الطبيب إلي إعطاء المدمن أدوية مضادة للاكتئاب وتقليل نسبة المواد المخدرة تدريجيا حتى يتخلص الجسم من السموم التي تملؤه، وبعدها يأتي دور التأهيل النفسي الذي يتم بتدخل المعالج النفسي وأخصائي ويقوم المعالج بالاستماع إلي المدمن ومعرفة التاريخ الوراثي والاجتماعي للمدمن لوضع خطة العلاج، والقضاء على التوتر والقلق والاكتئاب الذي أُصيب بهم المدمن خلال فترة التعاطي، وعنه يتم الاستماع إلي المدمن ومساعدته على المشي في طريق الشفاء والتعافي التام وعنه يتم القضاء على واحد من اخطر انواع الادمان.
رابعا: إدمان الشيشة والسجائر
إدمان التبغ والنيكوتين يعتبران أحد اخطر انواع الادمان.. حيث أن الشيشة والسجائر متاحين في أي وقت وأي مكان ويدخنها الرجال والنساء على حد سواء وهي عادة سيئة يجب التغلب عليها والتخلص منها لأنها تصيب المدخن بسرطان الرئة والحنجرة، فكل مدخن يعتقد أنه يخرج كل ما يعانيه مع دخان السجائر أو الشيشة ولا يعلم أن هذا الدخان يقربه من المرض والموت بالتدريج فيجب أن يقلع المدخن ويقرر أن صحته أهم من الدخان الأزرق.
شاهد ايضا :