علاج ادمان الحبوب المهلوسة وكيفية التخلص منها .. تقبل فئة الشباب على تعاطي وإدمان المخدرات، ولعل تعدد أنواع المخدرات من ناحية وسهولة الحصول عليها جعل من الأمر منتشراً خاصة خلال السنوات الاخيرة، ومن ضمن الأنواع التي ظهرت واستمرت في هذا الظهور في السوق الرائجة للمخدرات،
هي الحبوب المهلوسة، وأخطارها وأضرارها الجسيمة على الصحة العقلية والنفسية والعضوية للإنسان، وهو ما حفز المجتمع الصحي والطبي والأمني بمكافحة هذه ظاهرة إدمان الحبوب المهلوسة وعلاجها، وفي هذا المقال نتحدث من خلال نقاطه المتعددة علاج ادمان الحبوب المهلوسة، من خلال خطوات وطرق متعددة نتعرف عليها.
لماذا يعتبر علاج ادمان الحبوب المهلوسة ضرورة ؟
من المعروف أن للمخدرات بشتى أنواعها أخطارها و أضرارها المتعددة على الصحة العضوية للإنسان، ومن هذه الانواع المهلوسات بشتى أنواعها، وهذه الأخطار تتعدد وتتنوع حول أخطار على الصحة العقلية والإصابة ببعض الأمراض العقلية، و الأمراض المتعلقة ببعض المشاعر مثل القلق والعصبية الزائدة والتوتر، بل إنها مرتبطة ايضاً بحركة الإنسان والتحكم السلبي في الحواس، مثل التحكم في حواس السمع والبصر وغيرها من الحواس.
كما يعاني الفرد المدمن لهذه المواد والحبوب المهلوسة، إلى بعض الأمراض والإضطرابات في أجهزة الجسم المختلفة، مثل الجهاز العصبي المركزي، مما يؤثر في المناطق العصبية في جميع أنحاء الجسم من ناحية، ومن ناحية أخرى الإصابة ببعض الأمراض النفسية الاخرى مثل الإكتئاب وغيرها.
ويتعدى الخطر من الأمراض العقلية والنفسية إلى الأمراض العضوية المرتبطة بالجهاز الهضمي، مثل اضطرابات الجهاز الهضمي، في المعدة والأمعاء، وأيضاً تأثر الكبد بفشل الوظائف والتليف، نتيجة تفاعل سموم الحبوب المهلوسة مع وظائف الكبد وغيرها في الجهاز الهضمي.
كما نجد أن الفرد المدمن لبعض الأعراض الظاهرية مثل الثقل في الحديث، والحركة، والهلوسة السمعية والبصرية وغيرها من تلك الأمور التي تحدث تغيراً في السلوك تجاه النفس والغير.
هذه المخاطر والأضرار السابقة، جعلت من علاج ادمان الحبوب المهلوسة ضرورة يجب اللجوء إليها، وأن تتخذ عدة خطوات معينة من أجل العلاج حسب خطوات دقيقة تراعي حالة الإدمان ودرجته والحالة الوظيفية للجسم بشكل دقيق، وعلى يد فريق متخصص في العلاج في مستشفي لعلاج الإدمان.
خطوات علاج ادمان الحبوب المهلوسة
هناك بعض الخطوات والطرق التي تتم بشكل سليم، من أجل علاج ادمان الحبوب المهلوسة، وذلك عن طريق الفريق الطبي المتخصص، والذي يخطو خطوات حثيثة لإنقاذ المدمن بهذه الحبوب والمواد، وفيما يلي الخطوات التي يتخذها هذا الفريق:
أولاً: مرحلة سحب السموم من الجسم:
وهي مرحلة أولية ومشتركة في جميع علاج أنواع الإدمان، وتستهدف هذه المرحلة الأولى، معرفة درجة إدمان الشخص على تلك الحبوب ووضع طريقة أو خطة علاجية لسحب السموم من الجسم عن طريق بعض الأدوية المحددة والتي تناسب حالة الإدمان وحالة وظائف الجسم لكل مدمن على حدة.
وهذه المرحلة تستمر عدة أيام، حيث تتراوح بين 5 أيام واسبوع كامل على حسب حالة المدمن، وتقوم بنزع وتنقية السموم من جميع أعضاء الجسم، وخلايا الدم والمخ وغيرها.
ثانياً: علاج الأعراض الانسحابية لادمان الحبوب والمواد المهلوسة:
الخطوة الثانية والهامة في خطوات علاج ادمان الحبوب المهلوسة، هي علاج الأعراض الانسحابية لإدمان تلك المواد، وعلى الرغم من التقارير الطبية التي تشير على ضعف وجود تلك الأعراض بالمقارنة ببعض أنواع المخدرات الأخرى، والتي ينتج عنها بعض الأعراض الانسحابية العنيفة، إلا أن العلاج ضروري للغاية لمرور تلك المرحلة بسلام.
لذلك يقوم الفريق الطبي المعالج، بعلاج تلك الأعراض التي تنحصر في وجود حالة من الاكتئاب الشديد، وعدم الوعي والإدراك من ناحية، ومن ناحية أخرى معالجة الأعراض المباشرة لتوقف الجرعات الادمانية مثل العصبية الزائدة عن الحد والقلق والتوتر وغيرها من تلك الأعراض.
وتتداخل تلك المرحلة، مرحلة أخرى وهي علاج الأخطار الناجمة عن إدمان الحبوب والمواد المهلوسة والتي أشرنا لها في النقطة السابقة، والتي تعتبر من أهم خطوات علاج ادمان الحبوب المهلوسة وهو العلاج الصحي العضوي وعلاج الأمراض الناجمة عن الإدمان وهو ما نعرضه في النقطة التالية.
ثالثاً: علاج ادمان الحبوب المهلوسة من الناحية الصحية:
وهذه المرحلة تستهدف علاج أجهزة الجسم المختلفة مثل المخ والقلب والجهاز الهضمي والكبد، إلى جانب علاج الضعف والهزال والضعف العام الذي يعاني منه المدمن في تلك المرحلة، وذلك عن طريق:
- قياس درجة الضرر الذي سببته تلك الحبوب المهلوسة على أعضاء الجسم المختلفة، عن طريق الكشف العام والفحص لجميع أجزاء الجسم من بداية العلاج، لتحديد مدى الضرر الواقع على الجسم جراء إدمان تلك الحبوب.
- وضع خطة علاجية لعلاج أجهزة الجسم المختلفة، بأنواع العلاج التي يحددها الأطباء والتي تناسب الجسم والحالة الوظيفية، مثل ادوية الكبد والقلب، والادوية التي تعالج الأمراض النفسية والعقلية مثل الذهان والبارانويا و الإكتئاب وأدوية علاج المعدة وأعضاء الجهاز الهضمي، وغيرها، حسب المرض المصاب به المدمن.
ويجب ألا يتم تناول الأدوية التي تتداخل مع علاج الادمان، حتى لا يؤثر بالسلب على صحة المريض، لذلك يجب أن تكون تناول هذه الأدوية تحت إشراف طبي دقيق وبمقادير معينة لا يتم زيادة جرعتها بدون علم الفريق الطبي المعالج للحالة.
علاج ادمان الحبوب المهلوسة من الناحية النفسية والعصبية والسلوكية:
من المعروف أن الناحية النفسية والعصبي إلى جانب الناحية السلوكي تتضرر بشكل مباشر من إدمان الحبوب المهلوسة، لذلك جزء هام للغاية في خطوات وطرق علاج ادمان الحبوب المهلوسة، يتمثل في علاج الأعراض النفسية والعصبية من ناحية ثم علاج الناحية السلوكية وذلك من خلال الخطوات التالية:
- علاج الإكتئاب المصاحب للفرد المدمن بهذه المواد، عن طريق الأدوية المضادة للإكتئاب، هذا إلى جانب العلاج والجلسات النفسية الفردية والجماعية وغيرها.
- علاج القلق والعصبية وحالات العنف، والتوتر غير المبرر المصاحب للعلاج، عن طريق الادوية العلاجية، أو الجلسات النفسية على يد متخصصين في العلاج النفسي.
- علاج الأمراض العقلية مثل البارانويا والهلوسة السمعية والبصرية، عن طريق الادوية العلاجية المتخصصة في العلاج، او الجلسات النفسية أيضاً.
يصاحب تلك الخطوات علاج التغيرات النفسية والسلوكية الطارئة على شخصية المدمن، جراء الإدمان، حيث يعاني المدمن من بعض تلك التغيرات السلوكية، والتي تؤدي إلى ازدياد حالات العنف تجاه نفسه، أو تجاه الغير، وهو ما نتج عنه ازدياد الجريمة والعنف في المجتمع بسبب تلك المواد المهلوسة مثل جرائم الاغتصاب والقتل وترويع الآمنين في الشوارع، إلى جانب ازدياد حوادث الطرق بسبب قيادة السيارات تحت تأثير تلك الحبوب، لذلك لابد من العلاج السلوكي من خلال:
- جلسات تعديل السلوك وتنمية المهارات الفردية، وغرس القيم في نفوس المدمنين.
- تقوية الوازع الأخلاقي والديني ونزع السلوكيات السيئة المرتبطة بالإدمان، وإبدالها بسلوكيات جديدة، تساعده على الاندماج في المجتمع والقضاء على العزلة بينه وبين المحيطين به، وهي من الأسباب التي دفعت به إلى طريق الإدمان.
- وتلك الخطوات تستهدف بشكل كبير تغيير سلوكه إلى الأفضل، وهذه من أهم خطوات وطرق علاج ادمان الحبوب المهلوسة.
في نهاية هذا المقال، يبقى لنا أن نؤكد أن علاج ادمان الحبوب المهلوسة وغيره من علاج انواع المخدرات من الامور الضرورية لسلامة الفرد والمجتمع، ومنع تهديد السلام المجتمعي بمنع الجرائم المتزايدة بسبب ادمان المهلوسات والمخدرات.