مرض الذهان ما هو؟ أسباب وأعراض وعلاج وهل يشفي مريض الذهان
يُعرف مرض الذهان على أنه اضطراب عقلي جِدّي وله عدة أنواع، وقد يعاني الأشخاص المصابون بــ الذهان من الهلوسة أو الأوهام فهو مرض خطير لما لذلك من تبعات سيئة على صحة المريض مع فقدانه للدوافع في حياته وانسحابه اجتماعيًا وانعزاله.. سنتعرف معكم في هذا المقال على مرض الذهان والعديد من الأمور المتعلقة به من أنواع وأسباب وأعراض وطرق علاج.. فتابع معنا.
هي مجموعة من الأمراض الخطيرة التي تصيب عقل الإنسان. أبرز ما يميز الشخص المصاب بها هو صعوبة التفكير بوضوح وإصدار أحكام مناسبة، إضافة إلى صعوبات تتعلق بالاستجابة العاطفية والتواصل بشكل فعال مع الآخرين وفهم الواقع.
عندما تكون الأعراض شديدة غالبًا ما يكون المريض غير قادرٍ على التعامل مع الحياة اليومية، وهنا نُنبه على أنّ مرض الذهان قابل للعلاج فهو ليس مرضًا عضالًا لا يمكن علاجه.
يعاني المصاب بــ مرض الذهان من الهلوسة والأوهام. فــ على سبيل المثال قد يسمع المريض شخصًا يصرخ في وجهه عندما لا يكون موجودًا بجواره في الأساس أو اعتقاده ببعض الأمور المخالفة للأدلة العقلية المعروفة بين الناس.
قد تُؤدي هذه الأمور إلى إيذاء مرضى الذهان لأنفسهم أو للغير من حولهم. ولذلك من المهم أن ترى الطبيب سريعًا إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من أعراض مرض الذهان.
ما هي أسباب مرض الذهان
لا يعرف الأطباء السبب الحقيقي لــ مرض الذهان، تميل اضطراباتالذهان إلى الانتشار بين العائلات ما يعني أن مرض الذهان قد يكون وراثيًا جزئيًا.
ومع ذلك هناك بعض الأمراض التي تسبب الذهان إضافةً إلى وجود محفزات للإصابة مثل تعاطي المخدرات أو الإجهاد وقلة النوم وعوامل بيئية أخرى، كما يمكن أن تؤدي بعض المواقف إلى ظهور أنواع معينة من الذهان.
تشمل الأمراض التي يمكن أن تُسبب الذهان ما يلي:
أمراض الدماغ مثل الشلل الرعاش، مرض هينتنغتون، وبعض الاضطرابات الصبغية.
أورام المخ أو الخراجات
مرض الزهايمر
فيروس نقص المناعة البشرية أو الزهري، وغيره من الأمراض التي تهاجم الدماغ
بعض أنواع الصرع
السكتة الدماغية
قد ينجم مرض الذهان أحيانًا عن الاكتئاب والاضطرابات العصبية والأحداث المؤلمة.
أنواع مرض الذهان
يرتبط الذهان بأنواع عديدة من الاضطرابات العقلية، وأكثر هذه الحالات شيوعًا ما يلي:
مرض الفصام الذهاني
واحدٌ من أكثر أنواع الاضطرابات الذهانية شيوعًا، وغالبًا ما يكون له مكون وراثي.
يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من تغيرات في السلوك وأعراض أخرى مثل الأوهام والهلوسة وتستمر لمدةٍ تزيد عن 6 أشهر. عادةً ما يؤثر عليهم في العمل أو المدرسة وكذلك على علاقاتهم.
الاضطراب الفصامي العاطفي
يعاني الأشخاص المصابين بهذا النوع من أعراض كلٍ من الفصام واضطراب المزاج، مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب.
ويمكن أن يُسبب أيضًا الهلوسة والبارانويا (القلق الشديد) والأوهام.
يُعتقد أن كلًا من العوامل الوراثية والتغيرات الكيميائية في الدماغ من الأسباب المحتملة لهذا الاضطراب.
اضطراب الفصام
يشمل أعراض الفصامذاتها، ولكن الأعراض تستمر لفترة أقصر ما بين شهر إلى ستة أشهر.
اضطراب ذهاني وجيز
يعاني الأشخاص المصابون بهذا المرض من فترة قصيرة ومفاجئة من الأعراض الذهانية. عادةً ما تكون استجابة لموقفٍ مرهقٍ للغاية مثل الوفاة في الأسرة، غالبًا ما يكون التعافي سريعًا وعادة ما تستمر لأقل من شهر.
الاضطراب الوهمي
المرضى الذين لديهم معتقدات خاطئة وثابتة تتضمن مواقف واقعية يمكن أن تكون صحيحة ولكنها ليست كذلك، مثل أن يتم اتباعه أو التآمر عليه من قبل بعض الأشخاص أو الإصابة بمرضٍ ما، يستمر الوهم لمدة شهر على الأقل.
الاضطراب الذهاني المُحدثة بمادة
ينتج عن تعاطي بعض الأدوية أو الانسحاب منها، في بعض الأحيان يتسبب الانسحاب من مواد مثل الميثامفيتامين والكحول في حدوث الأوهام والهلوسة.
اضطراب ذهاني ناتج عن حالة طبية أخرى
قد تحدث الهلوسة أو الأوهام أو أعراض أخرى بسبب مرض آخر يؤثر على وظائف المخ، مثل إصابة في الرأس أو ورم في المخ .
مرض الجامود أو هيجان كتاتوني
تقريبًا 10 في المئة من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية لديهم متلازمة نفسية حركية تسمى الجامود، على الرغم من اعتباره في السابق نوعًا فرعيًا من الفصام، إلا أنه يُعرف الآن بأنه مرض عقلي خاص به، يمكن أن تسبب هذه الحالة الذهان إضافة إلى ضعف المهارات الحركية والكلام.
يمكن أن تختلف أعراض مرض الذهان مع اختلاف نوعه، ولكن فيما يلي بعض العلامات المحتملة لذلك:
صعوبات في التركيز
ضبابِيَّة الوَعْي
زيادة القلق أو الانفعالات
فقدان الاهتمام أو الفرح في الأنشطة العادية
زيادة أو نقص الشهية
الهلوسة ، حيث تسمع أو ترى أشياء تبدو حقيقية بالنسبة لك
الانسحاب الاجتماعي
إهمال النظافة الشخصية
حمل معتقدات قوية غير صحيحة في الواقع
جنون العظمة على الناس والمواقف من حولك
علاج مرض الذهان
تُعالج معظم الاضطرابات الذهانية بمزيج من الأدوية والعلاج النفسي، سيشعر معظم الناس بالتحسن في أعراضهم مع العلاج.
التهدئة السريعة
يمكن أحيانًا للأشخاص الذين يعانون من الذهان أن يصبحوا مضطربين ما يجعلهم عرضة لخطر إيذاء أنفسهم أو الآخرين، في هذه الحالات قد يكون من الضروري تهدئتهم بسرعة حيث يقوم الطبيب أو الممرض بإعطاء حقنة سريعة المفعول لإرخاء المريض بسرعة.
علاج الذهان بالأدوية
يمكن السيطرة على أعراض الذهان بأدوية تسمى مضاداتالذهان وهي من بين الخطوط الأولى لعلاج الذهان. فهي تقلل من الهلوسة والأوهام وتساعد الناس على التفكير بشكل أكثر وضوحًا، يعتمد نوع مضادات الذهان الموصوفة على الأعراض.
في كثير من الحالات يحتاج الأشخاص فقط إلى تناول مضادات الذهان لفترة قصيرة للسيطرة على أعراضهم.
ومع ذلك قد لا تكون مضادات الذهان مناسبة للذهان المرتبط بتعاطي المخدرات فهذا يعتمد إلى حد كبير على المادة التي يتعاطاها المريض.
إذا كنت تعاني من اضطراب مزاجي فقد يوصي طبيبك أيضًا بمضادات الاكتئاب.
تساعد هذه على تحسين الأعراض المرتبطة بالاكتئاب مثل الحزن واليأس.
العلاج النفسي للذهان
تُستخدم أشكال مختلفة من العلاج في علاج الذهان:
قد يكون العلاج السلوكي المعرفي (CBT) مفيدًا بشكل خاص من خلال تغيير أنماط التفكير التي يمكن أن تؤدي إلى الهلوسة والأوهام.
قد تساعدك جلسات العلاج بالكلام الفردية أيضًا على التعامل مع مشاعر المريض مما قد يكون مفيدًا في علاج حالات الصدمة.
يمكن أن يكون للعلاج التحليلي تأثير كبير على أداء الأشخاص المصابين بالذهان.
يجد بعض الأشخاص أيضًا أن العلاجات الجماعية أو العائلية مفيدة في علاج مرض الذهان.
يمكن أن تكون إعادة التأهيل الاجتماعي مفيدة بشكل خاص للمرضى الذين عزلوا أنفسهم بسبب أعراضهم.
يعتمد ذلك على نوع مرض الذهان والشخص المصاب به، لكن هذه الاضطرابات قابلة للعلاج وسيتعافى معظم الناس جيدًا بالعلاج والرعاية اللاحقة، من المحتمل أن يستجيب كل شخص للعلاج بشكل مختلف، سيظهر البعض تحسنًا سريعًا والبعض الآخر قد يستغرق الأمر لديهم أسابيع أو شهورًا لتخفيف الأعراض.
أولئك الذين عانوا من عدة نوبات شديدة قد يحتاجون إلى تناول الدواء لمدة غير محددة، في هذه الحالات يُعطى الدواء عادةً بأقل جرعة ممكنة لتقليل الآثار الجانبية.
ما هي مدة علاج الذهان
في الأفراد الذين يعانون من النوبة الذهانية الأولى مع تراجع كامل ومستمر توصي منظمة الصحة العالمية بقوة على أنه يجب أن يستمر العلاج بمضادات الذهان لمدة 12 شهرًا على الأقل بعد بداية التراجع، يجب أن يستند أي استمرار إضافي للعلاج بالأدوية المضادة للذهان إلى مراجعة سريرية من قبل الأخصائي.
أما الأفراد الذين يعانون من اضطرابات ذهانية طويلة الأمد أو متكررة (بما في ذلك الفصام)، الذين استقرت حالتهم بعد العلاج لعدة سنوات فــ يُفضل اتخاذ قرار إيقاف الأدوية بالتشاور مع أخصائي الصحة العقلية لما في ذلك من مخاطر، عند سحب الأدوية يحتاج الأفراد وأفراد الأسرة إلى التثقيف للكشف عن الأعراض المبكرة للانتكاس، ويجب إجراء مراقبة سريرية دقيقة.
هل مرض الذهان مصاحب للاكتئاب
في الحقيقة قد تكون هناك علاقة بين كل من الاكتئاب والذهان، وقد وضحنا أن الاكتئاب والمواقف الصعبة الشديدة قد تكون سببًا للإصابة بــ مرض الذهان.
ما هي علامات الشفاء من الذهان
كما قلنا سابقًا إن الشفاء من الذهان أمر ممكن مع اتباع العلاج المناسب والمراجعة المستمرة للطبيب لمراقبة المستجدات وحالة المريض العامة.
علامات الشفاء يمكن معرفتها من خلال حالة المريض فمثلًا يصبح أكثر استقرارًا مع العلاج إضافة إلى تحسن حالة المريض واختفاء الأعراض التي كان يشكو منها عند إصابته بالمرض، يُحدد ذلك الطبيب المسؤول عن المريض.
