تصنف بعض الأمراض النفسية والعصبية على إنها شديدة الخطورة خاصة إذا تركت دون علاج فوري أو تعرض المريض لبعض الأحداث التي قد تؤدي لعودة الاعراض المرضية بشكل أسوأ كما في حالة انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب.
الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
يعد الاضطراب الوجداني ثنائي القطب أحد الأمراض النفسية والعصبية المعقدة والتي تحتاج لعلاج فوري ومتواصل منذ تشخيص المرض مع الالتزام بالمتابعة الدورية لدى الطبيب. ويوجد عدة أنواع للاضطراب الوجداني ثنائي القطب بناء على شدة الأعراض.
وتتأرجح أعراض هذا المرض ما بين الشعور بطاقة عالية تظهر في صورة هوس شديد والشعور بالإحباط والاكتئاب.
وفي العادة فإن علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يعتمد على التخلص من الأعراض نهائيا خاصة مع العلاج المستمر والمتابعة والبعد عن كل ما يمكن أن يسبب عودة أعراض هذا الاضطراب.
ومع ذلك فإن نسبة كبيرة من المتعافين عرضة لحدوث انتكاسة خاصة مع وجود عوامل الخطورة التي تستفز أعراض هذا الاضطراب للظهور مرة أخرى.
ما هي أسباب انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
كما سبق وأشرنا فإن حدوث انتكاسة لمرضى الاضطراب الوجداني ثنائي القطب هو أمر شائع الحدوث لدى نسبة كبيرة منهم بعد التعافي من أعراض هذا الاضطراب، خاصة مع وجود بعض العوامل التي تساعد على حدوث هذه الانتكاسة والتي تختلف من شخص لآخر.
ومن أهم أسباب انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب..
- عدم أخذ قدر مناسب ومنتظم من النوم.
- وقوع بعض الأحداث الشخصية المثيرة كالزواج أو النجاح أو الإنجاب أو غير ذلك عدم الانتظام على العلاج ومتابعة الطبيب.
- التدخين بشراهة.
- حدوث بعض المشاكل التي تؤثر على الحالة النفسية مثل نقص الأموال أو الرفد من الوظيفة.
- تناول كمية كبيرة من المشروبات المنبهة التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين.
- إدمان الكحوليات.
- تعاطي المخدرات.
- عدم أو قلة القيام بالأنشطة اليومية المعتادة.
علامات انتكاسة مريض الاضطراب الوجداني
هناك العديد من الأعراض التي قد تشير لبداية حدوث انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب ومن الهام جدا الانتباه عند حدوث أي من هذه الأعراض للحصول على مساعدة سريعة ومنع حدوث المزيد من الأعراض والمضاعفات.
كما يجب الانتباه إلى أن المريض نفسه قد لا يشعر بحدوث هذه الأعراض خاصة في البداية، ولكن من السهل على المحيطين من أسرة وأصدقاء الشعور بهذه التغيرات التي قد تكون بداية لحدوث انتكاسة لهذا الاضطراب الخطير.
وكما سبق وذكرنا أن أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب تتراوح ما بين الشعور بالهوس المفرط والاكتئاب الشديد، فإن أعراض الانتكاسة أيضا تتأرجح ما بين هذين الشعورين المتضادين والذي يأخذ كل منهما مدة معينة في الظهور قبل أن يحل الشعور الآخر بأعراضه حسب نوع الاضطراب.
ومن أهم أعراض انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب الاتي:
أعراض الهوس الزائد
- الثرثرة الزائدة عن الطبيعي.
- قلة وعدم انتظام فترات النوم.
- الرغبة الزائدة في ممارسة العلاقة الجنسية.
- التفكير في خطط مستقبلية كبيرة.
- الحركة المفرطة والشعور بعدم الراحة.
- حدوث اضطرابات عقلية مثل الهلوسة.
- رد فعل غير طبيعي تجاه الأحداث والمواقف.
- الثقة الزائدة الخاطئة بالنفس.
- الأفكار المندفعة.
- القيام بمخاطرات كثيرة غير محسوبة.
- الاندفاع واتخذ قرارات غير عقلانية وخاطئ.
أعراض الاكتئاب
- الشعور بالحزن.
- قلة الرغبة في ممارسة الأنشطة اليومية.
- الانعزال عن الأسرة والأصدقاء.
- الشعور بالإرهاق والتعب.
- الرغبة في النوم لمدة أطول عن المعتاد. حدوث تغيرات واضحة في الشهية.
- وجود مشاكل في الذاكرة.
- إهمال العادات اليومية والمظهر الخارجي.
- الفشل في أداء المهمات المعتادة حتى لو بسيطة.
- بطء التفكير والتحدث وحتى الحركة. الشعور بآلام متفرقة بالجسم.
- فقدان القدرة على التركيز بشكل طبيعي. الشعور الدائم بالقلق.
وقد يؤدي الأمر في النهاية لمريض انتكاسة الاضطراب الوجداني إلى مضاعفات خطيرة كالانتحار أو إيذاء الغير.
نصائح للوقاية من انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
يعد مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبين من أكثر الأمراض العقلية والنفسية تعقيدا وصعوبة، لذا فإن تجنب حدوث انتكاسة بعد العلاج قدر الإمكان أمرا غاية في الأهمية.
ومن أهم الأمور التي من شأنها الوقاية من حدوث انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب ما يلي:
- الحرص على الحصول قسط مناسب ووافر من النوم يوميا.
- ينبغي الاهتمام بتناول العلاج بانتظام ومتابعة الطبيب النفسي بشكل دوري.
- الاهتمام بالتواجد مع أشخاص ذوي طاقة إيجابية من المقربين كأفراد الأسرة والأصدقاء.
- الحرص على متابعة العلاج السلوكي المعرفي أو ( cognitive behavioral therapy (CBT للمساعدة في تقويم السلوك والتصرفات والحفاظ على ثبات المزاج والالتزام بمسار حياتي سليم.
- يجب الالتزام بالقيام بالفحوصات المطلوبة بشكل دوري تبعا لتعليمات الطبيب.
- محاولة اكتشاف أي تغيير يحدث في السلوك أو التصرفات وأنماط الشخصية أو أي أعراض تدل على احتمال حدوث انتكاسة وسرعة إخبار الطبيب بذلك. عدم الإفراط في تناول المشروبات المحتوية على كافيين.
- الامتناع عن التدخين وتناول الكحوليات. الحرص على تناول وجبات صحية متوازنة وبعيدة عن الأطعمة الضارة على الصحة.
- الحرص على إخبار الطبيب حال اتباع أي حمية لضبط الوزن.
- ينبغي إخبار الطبيب قبل البدء في تناول أي أدوية أو مكملات غذائية حيث أن بعض هذه الأدوية قد تؤثر على الحالة العقلية أو النفسية.
- الحرص على ممارسة الرياضة بشكل يومي حتى لو بعض التمرينات البسيطة.
- يجب الابتعاد عن مصادر التوتر والضغوط النفسية وأي مصادر للانفعال قدر الإمكان.
وعلى الرغم من كل هذه الاحتياطات إلا أن الانتكاسة قد تحدث للمريض في أي وقت ودون وجود سبب واضح، وما زال العلم يبحث في أسباب حدوث هذه الانتكاسة وأفضل طرق الوقاية منها.
كيفية التعامل مع مريض انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
إن الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من الأمراض العصبية والتنفسية المزمنة التي قد تواجه تحسن مؤقت في الأعراض ثم بعد ذلك العديد من الانتكاسات وفي كل الأحوال يجب معرفة كيفية التعامل مع مريض انتكاسة الاضطراب الوجداني بشكل صحيح للمساعدة في تقليل الأعراض وتجنب المضاعفات، ومن أهم طرق التعامل مع مريض الانتكاسة الاتي:
- الحرص على إبلاغ الطبيب في حالة ظهور أي تغيير في شخصية أو سلوك أو تصرفات للمريض.
- تعديل خطط وأدوية العلاج على قدر ما يتطلبه الأمر.
- الانتظام في تناول العلاج ومتابعة الطبيب النفسي بشكل دوري.
- محاولة علاج وضبط سلوك المريض.
- الوجود في بيئة مناسبة للاستشفاء واللجوء للمصحات في الأوقات التي تتطلب ذلك.
- الدعم النفسي من المقربين.
- الابتعاد عن الضغوطات النفسية.
- محاولة جعل المريض يتأقلم مع المرض ويصبح عضوا فعالا في المجتمع.
وفي النهاية فإن مرضى هذا الاضطراب قد يضطرون للتعامل معه مدى الحياة لذا عليهم الالتزام بالعلاج والبعد عن كل ما يمكن أن يتسبب في ظهور الأعراض.
قد يهمك أيضاً: