علامات انتكاسة المدمن ما هي وأسبابها وكيف أمنع ذلك
علامات انتكاسة المدمن موضوع مهم لكل فرد عانى سابقًا من إدمان أحد أفراد عائلته، وذلك نظرًا لكونها أمرًا شائعًا في مرحلة التعافي، حيث تشير التقديرات أنه ما يقرب من 90% يعانون من انتكاسة واحدة على الأقل قبل أن يصلوا إلى مرحلة الشفاء التام.
سنتعرف معكم على علامات انتكاسة المدمن وما هي الإشارات التي تدل على ذلك، إضافةً إلى التعرف على أسباب الانتكاسة مع بعض النصائح لمنع وتقليل الانتكاسات فتابع معنا..
من المحتمل أن يتعرض المدمن خلال مرحلة التعافي إلى علامات وأعراض مختلفة، وقد تكون هذه العلامات بداية انهيار العلاج إذا لم يتم التعامل مع علامات الانتكاسة بشكل مناسب.
كما ذكرنا سابقًا فـ علامات الانتكاسة أمر هام ينبغي معرفته من قبل كلِّ مدمن ومن قبل الأشخاص والمعارف والأحباء من حوله. حتى يتمكنوا من التدخل في الوقت المناسب ومساعدة المدمن على مقاومة ذلك ويعود إلى مساره الصحيح في علاج الإدمان.
يمكن أن تنقسم علامات وأعراض انتكاسة المدمن إلى قسمين:
علامات الانتكاسة بالنسبة لِـ المدمن
علامات وإشاراتٌ عديدة يمر بها المدمن ينبغي عليه أن يتعرف عليها.
يمكن للمدمن من خلال التعرف عليها أن يُلاحظ الانتكاسة شخصيًا.
يطلب بذلك المساعدة الطبية من مستشاره النفسي أو الطبيب المشرف عليه، فهو من يملك القدرة غالبًا على التعامل مع المدمن في هذه المرحلة ليخرج منها بسلام.
عليك أن تعلم أن الانتكاسة لا تعني أبدًا فشل العلاج، فهو أمر شائعٌ نسبيًا عند علاج إدمان مدمن ما، وقد تصيب هذه الحالة كثيرًا من المدمنين خلال فترة علاجهم.
لا تقلق ولكن لا تتجاهل هذه العلامات عند ظهورها وأخبر طبيبك عنها حتى يتسنى له تقديم المساعدة بفعالية.
نذكر لك ست علامات من علامات انتكاسة المدمن التي قد تكون علامات تحذيرية لك. والتي تشير إلى أنك تحتاج إلى بعض الدعم الإضافي خلال فترة تعافيك من الإدمان.
1- كثيرًا ما تشعر بالوحدة والاكتئاب والملل وانعدام الرضا
ترتبط المشاعر السلبية القوية كـ الوحدة والقلق والاكتئاب والملل ارتباطًا وثيقًا بالانتكاسة عند كل مدمن تقريبًا.
من المهم جدًا أن تبقى مشغولًا في فترة تعافيك، إضافًة إلى تخصيص وقت للأشياء التي تستمتع بها.
قد يكون التغيير صعبًا ولكنك ستتمكن من فعل ذلك مع مرور الوقت.
حاول شغل نفسك دائمًا بالأمور المسلية والمفيدة، فقد يُشكل فراغ الوقت عاملَ خطرٍ يؤدي بك إلى الانتكاسة.
2- لا تذهب إلى اجتماعات الدعم النفسي والاجتماعي الخاصة بك (أو الذهاب بدون المشاركة)
على الرغم من أنك لا تفكر في تعاطي المخدرات مرة أخرى، إلا أنّ عزل نفسك خلال فترة تعافيك يُعد مؤشرًا قويًا على انتكاسة حالة الإدمان لديك.
إنّ تجنب حضور اجتماعات التعافي أو الحضور مع رفض المشاركة يُعد علامة واضحة على الانتكاسة العاطفي، والذي يؤدي غالبًا إلى الانتكاسة الجسدي.
الالتزام الكامل بخطة العلاج الخاصة بك والمشاركة بنشاط في المجموعات والاجتماعات الداعمة هي إحدى أفضل الطرق لحماية ثباتك وتقليل خطر الانتكاسة.
3- تدهور عاداتك في الأكل وممارسة الرياضة والنوم
يتمثل جزءٌ كبير من التعافي في الحفاظ على العادات اليومية مثل تناول وجبات صحية، والحصول على قسط كافٍ من النوم كل ليلة، وممارسة الرياضة بانتظام.
إذا وجدت أن هذه الجوانب من حياتك قد تراجعت جدًا ولم تعد مهمةً لك بعد الآن، من المحتمل أن تكون هناك مشكلة أعمق تتطلب منا التدخل والعناية بها.
4- الرغبة الشديدة في تعاطي المدمن للمخدرات
من الطبيعي أنْ تعاني من الرغبة الشديدة في تعاطي المخدرات والكحول في المراحل الأولية وحتى اللاحقة من العلاج.
ولكن إذا كنت تفكر وتبحث عن الطرق التي يمكنك من خلالها التحكم في تعاطيك المخدرات أو إذا وجدت نفسك تفكر في التعاطي مرة أخرى. هنا يجب أن تثق في مستشارك أو طبيبك حتى يتمكن من مساعدتك في تخطي هذه المرحلة.
على الرغم من أن الرغبة الشديدة في ذلك أمر طبيعي إلى حدٍّ ما خلال فترة علاجك، إلا أنها قد تكون أيضًا مؤشرًا قويًا على الانتكاسة .
بدلًا من تجاهل ذلك، واجهها بسرعة وكن صريحًا مع المسؤول عن متابعتك.
5- الكذب على مستشارك أو طبيبك المُعالج
إذا لم تكن صادقًا مع المستشار أو الطبيب الخاص بك بشأن حالتك العاطفية والنفسية، فهذا أمرٌ يدعو إلى القلق.
أنت لست فاشلاً لأنك ترغب في تعاطي المخدرات أو الكحول، أو لأنك متعب من مراحل التعافي، أو لأنك تشعر بالاكتئاب والقلق.
لا يوجد أبدًا أيّ سبب للشعور بالخجل من أفكارك أو مشاعرك بغض النظر عما تكون.
كلما كنت صادقًا مع فريق العلاج الخاص بك، كان ذلك أفضل لك لأنهم سيكونون قادرين على تقديم الدعم في الوقت المناسب وتقليل احتمالية التعرض لِـ الانتكاسة.
6- تقنع نفسك أنه لا بأس من تعاطي جرعةٍ واحدة فقط
قد تحاول اقناع نفسك حول إمكانية التحكم في تعاطيك المخدرات أو تناول جرعةٍ واحدةٍ فقط من المخدرات، عليك أن تعلم أن هذه الحالة خطيرة جدًا.
من الممكن جدًا أن تتحول الجرعة الأولى إلى جرعاتٍ أخرى، فالجرعة الأولى تتبعها الثانية فالثالثة وهكذا، وفجأةً قد تدرك أنه لم يعد لديك قدرة على التحكم في ذلك.
من جهةٍ أخرى عليك أن تثق بنفسك أكثر، فالخطأ لمرة واحدة لا يعني أبدًا أنك دمرت ما سبق من علاجك نهائيًا، لا ينبغي أن يتطور هذا الخطأ إلى أخطاء أخرى إلى أن تصبح انتكاسة كاملة.
ألم يسبق لك أن حصلت على درجةٍ منخفضة في مادةٍ ما خلال دراستك؟؟ لا بأس ولكن لا ينبغي أن تُكرر ذلك.
كما يمكنك التواصل مع مسؤول الدعم للحصول على دعمٍ إضافي تستطيع معه مواصلة رحلة تعافيك قبل أن تسوء الأمور.
علامات انتكاسة المدمن للأشخاص من حوله
علامات تظهر على المدمن ينبغي التعرف عليها من قبل الناس المحيطين بـ المدمن من العائلة والأصدقاء.
قد تُشير هذه العلامات إلى انتكاسة المدمن ولذلك عليكم التعامل معها بجدية عند ظهورها.
تواصلوا مع الطبيب المعالج عند ملاحظة أي علامة من علامات الانتكاسة، فهو الشخص الأقدر على اتخاذ القرارات فيما يخص علاج إدمان مدمن المخدرات.
إليك بعض علامات انتكاسة المدمن الشائعة التي قد تُمثل علامة تحذيرية لك تتطلب تدخلك:
يعيش المدمن في عزلة جسدية وعاطفية
يتجنب الحديث عن المشاكل في الحياة أو الشفاء
يعمل كثيرًا أو العمل بشكل قليلٍ جدًا
الإفراط في تناول الطعام أو تناول القليل فقط
لا يمارس الرياضة أبدًا أو مُهتمٌ جدًا في ممارسة الرياضة
يلوم الأصدقاء أو أفراد الأسرة على مشاكل الماضي
يضع خططًا غير واقعية
ليس لديه أي هوايات
غالبًا ما يكون غاضبًا أو سريع الانفعال
لديه جدول يومي فوضوي (أو عدم وجوده من الأساس)
يعيش مع الأصدقاء أو أفراد الأسرة الذين يتعاطون المخدرات أو الكحول
كثير أو قليل النوم
يرفض المساعدة من الآخرين أو يتوقع من الآخرين توفير الاحتياجات الأساسية
يتجاوز ويغيب عن اجتماعات الدعم والتعافي ويغضب أو ينزعج عندما تذكيره بها
لم يكوّن أي أصدقاء أثناء فترة تعافيه
لم يقم بأيّ محاولات لإعادة بناء حياته بعد إعادة التأهيل.
إذا كنت تتعافى من الإدمان فمن المهم أن تتعرف على أسباب الانتكاسة عند المدمن حتى تتمكن من مواجهة تلك الأسباب والمحفزات كما يجب.
يجب أن يركز برنامج إعادة التأهيل الخاص بِـ علاج إدمان المخدرات والكحول على الوقاية من الانتكاسة، مع توفير المعلومات والطرق المناسبة للتأقلم والتعامل مع أسباب الانتكاسة الشائعة.
على الرغم من وجود العديد من التفسيرات التي تناقش أسباب انتكاسة المدمن. إلا أنّ العوامل التالية تبدو أبرز العوامل الشائعة المُؤثرة على انتكاسة المدمن وهي كما يلي:
الإجهاد
ضغوطات العمل والعلاقات والأمور المالية ومهام الحياة اليومية والتزاماتها وصعوبة التعامل معها سبب شائع للانتكاس.
تقريبًا يعاني الجميع من الإجهاد، ولكن إذا لم يتم التعامل معه بطريقة مناسبة فقد يعرض ذلك تعافي المريض للخطر.
عدم تغيير الأشخاص والأماكن
إنّ عدم تغيير الأماكن والأشخاص والأشياء المرتبطة مع تعاطي المخدرات سببٌ رئيسيٌّ لِـ انتكاسة المدمن، وخاصةً أولئك الذين في مرحلة تعافيهم المبكرة.
من الضروري إزالة أو تعديل السلوكيات القديمة والمحفزات البيئية من أجل الحفاظ على الثبات والاستقرار.
الابتعاد عن الرفاق المدمنين والأماكن التي كانت لها علاقة مباشرة مع التعاطي أمر مهم أثناء فترة تعافيك.
المشاعر السلبية
يحتاج الأفراد الذين يعانون من الإدمان إلى طرق فعالة لتحمل وإدارة وفهم المشاعر السلبية التي تواجههم في حياتهم اليومية، لا يمكن أن نعود إلى تناول المخدرات أو الكحول مرة ثانية للتعامل مع هذه المشاعر.
غالبًا ما تؤدي المشاعر السلبية مثل الغضب والقلق والإحباط والشعور بالوحدة إلى الاستياء والشفقة على الذات والإحباط الذي يمثل علامة على زيادة احتمالات حدوث انتكاسة المدمن.
لذلك جرّب كتابة يومياتك أو التأمل أو الصلاة عندما تشعر بذلك، ابحث عن طريقة صحية سليمة للتخلص من المشاعر السلبية وتحسين مزاجك.
وهنا يمكن أن يساعدك أخصائي علاج الإدمان أو المستشار الخاص بك في كيفية التعامل معها وتطوير طرقٍ إضافية للتكيف بعيدًا عن الانتكاس.
الاكتئاب
وهو واحدٌ من أكثر الأمراض المرافقة لاضطرابات إدمان المدمنين على المخدرات، وكثيرًا ما يسمى بـِ “المرض الشقيق”.
يترافق الاكتئاب مع الكثير من المشاعر السلبية إضافةً إلى اليأس والشعور بانعدام القيمة، وانخفاض الطاقة أو انعدامها، وانعدام اتساق أنماط النوم والشهية والانفعال، وقلة الاهتمام، وهذه كلها علامات كثيرة من علامات الانتكاسة عند المدمن المتعافي.
وبذلك يصبح من الصعب على مدمن المخدرات التخلي عنها فهو يعرف أنها ستجعله يشعر بشعورٍ أفضل.
إذا استمرت هذه المشاعر، فمن المهم التحدث إلى المستشار أو الطبيب المعالج لك حول طرق علاج هذه العلامات والأعراض لأن هذه الطريقة الأمثل لحل مشاكلك.
الرضا عن النفس
يحدث هذا لمعظم الناس في مرحلة تعافيهم المبكرة، حيث يبدؤون في التساؤل عما إذا كانوا بحاجة إلى الاستمرار في العلاج في العيادات الخارجية أو الاجتماعات النفسية الداعمة.
أو التساؤل عما إذا كانوا بالفعل بحاجة إلى الاستمرار في ذلك لعلاج الإدمان على المخدرات أو حتى ما إذا كان لديهم مشكلة في ذلك من الأساس.
في هذه المرحلة من المهم جدًا أن يناقش كل مدمن هذه الأفكار والمشاعر مع شخص موثوق لمساعدتهم على فهم أنّ هذه الأفكار طبيعية، ولكنها أيضًا خطيرة جدًا.
بمجرد أن يبدأ الشخص المدمن في التشكيك في حاجته لعلاج إدمان تعاطي المخدرات، تكون الانتكاسة وشيكة الحدوث ما لم يتم اتخاذ خطوات للسيطرة عليه.
نصائح لِـ منع وتقليل حدوث انتكاسة الإدمان
لا تعني انتكاسةالمدمن بعد الانتهاء من علاجه فشل العلاج أو أن ذلك يتطلب منه العودة الضرورية إلى علاجٍ مكثفٍ، ومع ذلك فإنه يدل على أن العودة إلى شكل من أشكال العلاج أمر ضروري.
عند حدوث انتكاس المدمن، يجب اتخاذ خطوات لتقليل شدة نوبة الانتكاسة ومدتها.
قد ينصح الأطباء أيضًا باستخدام نموذج أو طريقة مختلفة في العلاج لمنع حدوث الانتكاسة عند المدمن أو تفاقمها.
من الممكن أن يساعد المدمن إدراكه أنّ التوتر سببٌ شائع للانتكاسة عنده، مع التعلم حول كيفية التعامل مع الضغوطات المحتملة والتعرف عليها والحفاظ على حالة مزاجية مُتزنة.
فيما يلي بعض النصائح المفيدة لتقليل أو منع الانتكاسة عند المدمن :
الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم
اتباع نظام غذائي متوازن قليل السكر وغني بالبروتينات والكربوهيدرات المعقدة
التمرن وممارسة الرياضة بانتظام
ضع في اعتبارك طرقًا شاملة لإدارة التوتر بشكل طبيعي، كالتأمل مثلًا
تجنب تناول الكافيين
احرص على حضور جميع جلسات علاجك والاستشارات
انضم إلى مجموعة دعم واحضر الاجتماعات بانتظام
تناول الأدوية أو المكملات الغذائية الموصوفة حسب التوجيهات
القيام بتقييم طبي ونفسي كامل لنضمن معالجة أي اضطرابات متزامنة
تجنب الأشخاص أو الأماكن أو الأشياء المرتبطة بتعاطيك المخدرات أو الكحول في السابق
الاختلاط مع أشخاصٍ إيجابيين وداعمين
ممارسة هواية ما، مثل الرسم والنحت والكتابة
كن معتمدا على نفسك وحاول ألا تتوقع الكثير من الآخرين
