تجربتي مع علاج القلق واحدة من أهم الطرق التي يمكن أن تساعد مرضى اضطرابات القلق على حسم أمرهم وحصولهم على العلاج المناسب لحالاتهم أسوة بمن سبقوهم من خلال تجاربهم الناجحة.
تجربتي مع علاج القلق وما هي اضطرابات القلق
قبل أن نتحدث عن تجربتي مع علاج القلق، علينا أولا أن نفهم ما هو القلق ومتى يصبح أمرا مرضيا.
الإصابة بالقلق أمر طبيعي نتيجة للمرور ببعض المواقف الحياتية التي تصيب الفرد أحيانا بالقلق أو الخوف او التوتر كمشاعر إنسانية طبيعية ولكنها غير مستمرة ولا تؤثر على الأنشطة المعتادة لحياة الفرد بصورة ملحوظة.
ولكن قد يصبح الأمر مرضيا في حالة إصابة الشخص بالتوتر والقلق وكذلك الخوف من أمر أو شخص أو مكان ما بشكل دائم ومستمر مما يؤثر على حياة الشخص وأنشطته الحياتية الطبيعية بشكل كبير، وكذلك علاقته بالآخرين، بل وقد يصل الأمر للإصابة بنوبات الهلع من حين لآخر، ويعد ذلك مرضا نفسيا يحتاج للعلاج سواء من خلال العلاج النفسي أو الأدوية حسب كل حالة.
وغالبا يبدأ هذا الاضطراب في مرحلة الطفولة أو المراهقة ويستمر في مراحل عمرية متقدمة.
أنواع اضطرابات القلق
تشمل اضطرابات القلق العديد من الأنواع منها
- رهاب الخلاء.
- القلق العام.
- القلق المرتبط بحالات مرضية.
- اضطراب الهلع أو نوبات الهلع أو نوبات الذعر Panic attacks.
- اضطراب القلق المرتبط بالإدمان أو تعاطي المخدرات.
- الرهاب الاجتماعي.
- الرهاب أو الفوبيا من بعض الأشياء.
- اضطرابات القلق من البعد أو الانفصال عن الوالدين في حالة الاطفال.
- الصمت الانتقائي لدى الأطفال في أماكن أو حالات معينة فيما يمكنهم التحدث في أماكن ومواقف أخرى بشكل طبيعي.
- اضطرابات قلق أخرى.
تجربتي مع علاج القلق وما هي أعراض اضطرابات القلق
لفهم تجربتي مع علاج القلق، علينا أولا أن نتعرف على أهم أعراض اضطرابات القلق.
هناك بعض الأعراض المشتركة بين معظم أنواع اضطرابات القلق المختلفة.
ومن هذه الأعراض
- الشعور بالخوف والقلق والذعر وكذلك التوتر.
- الإحساس بوجود خطر وشيك.
- ارتفاع معدل ضربات القلب.
- التعرق الزائد.
- اضطرابات النوم.
- زيادة معدل التنفس أو فرط التنفس.
- الشعور بالضعف.
- الارتجاف.
- صعوبة في التفكير والتركيز في أي شئ سوى نوبة القلق.
- اضطرابات الجهاز الهضمي.
- الشعور بالرغبة في تجنب ما يمكن ان يثير القلق قدر الإمكان.
- عدم القدرة على السيطرة على التوتر والقلق بشكل ناجح.
ماذا يمكن أن يزيد من فرصة الإصابة باضطرابات القلق
هناك بعض عوامل الخطورة التي قد تزيد من احتمالية إصابة الشخص باضطرابات القلق والتوتر، ومنها
- التعرض لحادثة أثرت نفسيا في الشخص سواء في مرحلة الطفولة أو غيرها.
- التعرض لتراكمات من الضغوطات الصغيرة .
- الإصابة ببعض الأمراض خاصة المزمنة أو الخطيرة منها.
- وجود تاريخ عائلي من الإصابة باضطرابات القلق والتوتر.
- الإدمان.
- طبيعة الشخصية.
- الإصابة ببعض الأمراض النفسية أو العقلية الأخرى.
مضاعفات اضطرابات القلق
إن اضطرابات القلق والتوتر من المشكلات النفسية التي لا يجب إهمالها أو التغاضي عنها لما يمكن أن تسببه من مضاعفات أشد خطورة مثل
- الصداع المزمن.
- الاكتئاب.
- الشعور بنوبات متكررة من الآلام المتفرقة.
- اضطرابات النوم والإصابة بالأرق.
- الإصابة ببعض اضطرابات الجهاز الهضمي الشديدة أو المستمرة.
- العزلة عن المجتمع.
- وجود مشاكل في العمل أو التحصيل الدراسي.
- الإدمان.
- وجود مشاكل في الحياة الخاصة.
- الانتحار.
علاج اضطرابات القلق
كما سبق وأشرنا فإن اضطرابات القلق من الاضطرابات النفسية التي ينبغي سرعة علاجها بكفاءة لتجنب ما قد يتبعها من مضاعفات خطيرة.
ويعتمد علاج القلق على نوعين من العلاجات هما
العلاج النفسي
ويشمل الاستشارات النفسية والعلاج السلوكي، ويعتمد على مواجهة الأسباب والأعراض المرتبطة بنوبات القلق.
ويقوم هذا العلاج على أساس تعليم المريض مهارات أساسية في كيفية مواجهة نوبات القلق وأعراضها بنجاح والسيطرة عليها، ومواجهة الأشخاص أو الأماكن أو المواقف المسببة لنوبات التوتر تدريجيا ومحاولة التحكم في مشاعر القلق والخوف منها.
يساعد هذا العلاج الكثير من الحالات في التحكم في أعراض التوتر والاندماج في الأنشطة الحياتية الشخصية والاجتماعية بنجاح.
كذلك فإن لمجموعات الدعم النفسي وتشجيع المقربين دورا فعالا في التغلب على هذا الاضطراب.
العلاج بالأدوية
تحتاج بعض حالات اضطرابات القلق لتناول بعض الأدوية التي يصفها الطبيب للتحكم في أعراض القلق حسب نوع الاضطراب وكذلك الحالة النفسية والعقلية العامة للمريض.
ومن هذه الأدوية
- مضادات الاكتئاب.
- بعض المهدئات.
- مضادات القلق.
نصائح هامة للتحكم في القلق
هناك العديد من النصائح والعلاجات المنزلية التي تساعد كثيرا التحكم او تجنب ، ومنها
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- تجنب التدخين والكحوليات.
- ممارسة الأنشطة والرياضات الروحية مثل اليوجا والتأمل.
- محاولة الحصول على قدر مناسب ومريح من النوم.
- تجنب المخدرات.
- تناول أغذية صحية ومفيدة.
تجربتي مع علاج القلق
يحكي أحد الأشخاص تجربته مع علاج القلق قائلا..
أردت أن أحكي تجربتي مع علاج القلق ليستفيد منها الآخرين.
كنت أعاني منذ صغري من خوفي من مواجهة التجمعات مثلا كنت اتجنب الاشتراك في حفلات المدرسة وكذلك حضور المناسبات الاجتماعية وما إلى ذلك.
ولم يعط والدي للأمر أهمية في البداية حتى لاحظوا أنني قد بدأت في الاتجاه للعزلة والبعد عن الآخرين، لذا فقد حصلوا لى على موعد مع أحد الاستشاريين النفسيين المتخصصين في هذا الأمر.
وقد كنت متخوف من هذا الأمر في البداية خاصة لصغر سني وعدم إدراك الوضع وتوابعه.
وقد تم تشخيصي بالرهاب الاجتماعي وقد بدأت جلساتي النفسية وأرشدني الطبيب للعديد من الأنشطة التي علي اتباعها وممارستها لتجنب التفكير والاستسلام للقلق والخوف من التجمعات
كما استطاع الطبيب إعطائي الدفعة وتعليمي كيف يمكنني الإندماج تدريجيا في المجتمع دون خوف او قلق.
ومع مرور الوقت بدأت أعراض هذا الاضطراب تتحسن لدي وبدأت أنخرط بشكل تدريجي مع الآخرين وقد استمر العلاج فترة طويلة، ولكنني الآن أحسن بكثير عما سبق ولا أعلم ما كان سوف يحدث لي لو لم أحصل على العلاج الصحيح في الوقت المناسب، وهذه كانت تجربتي مع علاج القلق وأرجو أن تفيد الآخرين.
وفي النهاية وبعد أن تحدثنا عن أهم المعلومات حول اضطرابات القلق وتجربتي مع علاج القلق، نرجو أن نكون قد ساهمنا في إفادة مرضى هذا الاضطراب.
قد يهمك أيضاً: