برنامج ال 12 خطوة في علاج الادمان ما هي الخطوات الاثنى عشر؟
برنامج ال 12 خطوة هو عبارة عن مجموعة مساعدة أو دعم ذاتية تتكون من أشخاص يتشاركون في نفس الإدمان أو السلوك الإكراهي، وأول هذه البرامج وأكثرها شعبية هو برنامج ال 12 خطوة الخاص بمدمني الكحوليات أو Anonymous Alcoholics، ولكن بعد ظهور هذا البرنامج أصبحت هناك العديد من إصدارات برنامج ال 12 خطوة تُناسب الأنواع الأخرى من الإدمان مثل إدمان المخدرات، وإدمان القمار، وإدمان الطعام، وأيضاً إدمان النيكوتين.
وعادةً ما يلتقي المشاركون في برنامج ال 12 خطوة مرة واحدة في الأسبوع في غرفة مخصصة لذلك أو في مكان عام، وفي هذه الاجتماعات يناقش الأعضاء الأسباب التي قادتهم إلى طريق الإدمان والأشياء التي جعلتهم يطلبون المساعدة، وأثناء الاجتماع في برنامج ال 12 خطوة سوف يعمل الأعضاء على دعم الأفراد الذين يحتاجون الدعم ويهنئون أولئك الذين استطاعوا الانتصار على الإدمان، وفي بعض الأحيان يشارك الأعضاء قصص شخصية عنهم.
جدير بالذكر أن اسم برنامج ال 12 خطوة جاء من عدد الخطوات التي يجب أن يتخذها المدمن الذي يرغب في التعافي كي يتغلب على إدمانه، وفي الخطوة الأولى يجب أن يعترف الفرد أن لديه مشكلة مع الإدمان، وبعد ذلك تختلف الخطوات حسب نوع الإدمان أو السلوك الجبري، ولكن في النهاية تدور هذه الخطوات حول الفكرة نفسها. وإلى جانب الاعتراف بمشكلة الإدمان يجب على الأعضاء أيضاً مراودة أخطاء الماضي والقيام بأي تعديلات ضرورية، ويعني هذا الاعتذار لأي شخص أثر عليه الإدمان بالضرر في الماضي.
كما أن معظم البرامج المكونة من اثنى عشر خطوة – أشهرها مجموعة مدمني الكحوليات المجهولين – تكون روحانية بطبيعتها، حيث يحتاج الأعضاء إلى التضرع إلى الله والصلاة والدعاء والتكفير عن الخطايا السابقة، ولكن هذا ليس الحال دائماً، لأنّه مع اختلاف أنواع الإدمان يختلف برنامج ال 12 خطوة والخطوات المضمنة فيه.
ما هي الخطوات الاثنى عشر؟
وبالإضافة إلى تشجيع المدمن على الاعتراف بوجود مشكلة مع الإدمان، يُشجّع برنامج ال 12 خطوة أعضاؤه على استعادة السيطرة على حياتهم وتقديم الحلول والدعم العاطفي اللازم حتى يتجنبوا الإغراءات في المستقبل، كما أن برنامج ال 12 خطوة أحد برامج الاسترداد ولا يدخل ضمن برامج إعادة التأهيل في كثير من الأحيان.
يجدر بالذكر أيضاً أن برنامج ال 12 خطوة ظهر للمرة الأولى عندما قام بتطويره كلاً من بيل ويلسون وبوب سميث، وكان الهدف من البرنامج في البداية هو مساعدة أنفسهم على التعافي من إدمان الكحوليات، ثم بعد ذلك توسّع البرنامج وأصبح يشمل الاثني عشر خطوة التي تساعد المدمنين الآخرين على التعافي من إدمان الكحوليات أيضاً. ومنذ كتابة الخطوات في كتاب Big Book الخاص بمدمني الكحوليات المجهولين، تم تعديل الخطوات إلى حد ما كي تساعد في الاسترداد من الأشكال الأخرى من الإدمان، مثل الاسترداد من إدمان القمار أو إدمان المخدرات أو الإدمان الجنسي حتى.
برنامج 12 خطوة لعلاج الإدمان
كذلك فإن الخطوات ال 12 يجب أن يتم تنفيذها في البداية خطوة بخطوة، وكما ذكرنا..
فإن الخطوة الأولى أن يعترف الشخص أن لديه مشكلة مع الإدمان وأنّه عاجز على حل هذه المشكلة بمفرده،
ثم تأتي الخطوة الثانية وهي الاعتقاد بأن هناك قوة أعلى يمكن أن تساعد في إعادة العقلانية إلى التفكير.
ثم في الخطوة الثالثة يتحول المدمن بمشكلته إلى هذه القوة العليا الروحية.
وهذه القوة العليا هي قدرة الله – سبحانه وتعالى – القادر على كل شيء، بحيث يؤمن الشخص أن الله سوف يساعده على تخطي مشكلة الإدمان الخاصة به.
الخطوة الرابعة من 12 خطوة لعلاج الإدمان .. أمّا الخطوة الرابعة فهي صعبة بعض الشيء، حيث ينظر الفرد في المخزون الأخلاقي لنفسه، ما يعني التعرف على الأخطاء والسلوكيات والأنماط التي تؤدي إلى السلوك الإدماني.
وفي الخطوة الخامسة يأخذ الفرد المخزون الأخلاقي خطوة للأمام، حيث يجب عليه أن يعترف بأخطاؤه ويتضرع إلى الله طالباً الغفران من هذه الأخطاء.
في الخطوة السادسة يتوجه الشخص إلى القوة الأعلى منه بشكل كامل حيث يعترف مرة أخرى بأخطاؤه ويؤمن بأن هذه القوة العليا يمكنها أن تُنهي هذه الأخطاء.
أما الخطوة السابعة فتعمل على حث التواضع لدى المدمن حتى يطلب من الله أن يغفر له أخطاؤه ويساعده.
ضمن برنامج ال 12 خطوة تُعتبر كلاً من الخطوة الثامنة والخطوة التاسعة خطوات نشطة، حيث يعترف الشخص بالأخطاء التي ارتكبها في حق الآخرين ويطلب العفو، ومحاولة علاج الضرر الذي تسبب به الشخص المدمن للآخرين. وتستمر الخطوات العاشرة والحادية عشرة في عملية الجرد الأخلاقي وتوثيق الصلة بالقوة العليا، أما الخطوة الثانية عشرة والأخيرة فيقوم فيها الفرد بمساعدة المدمنين الآخرين.
وتختلف نسبة حضور اجتماعات برنامج ال 12 خطوة على حسب الشخص نفسه، ففي بعض الأحيان يجد البعض أنهم تعافوا بعد حضور بضعة اجتماعات فقط، وفي أحيان أخرى قد يحتاج الأفراد لحضور الاجتماعات بشكل منتظم للحفاظ على التعافي. ويُعد العمل بالخطوات ال12 عملية مكثفة وملزمة، ومع ذلك فقد ثبت فعاليتها مع كثير من الأشخاص في أنواع مختلفة من الإدمان.
الاثني عشر خطوة المتبعة في علاج الادمان
نظراً لأن عملية التعافى من الإدمان تستمر على مدار حياة المريض تقريباً، فإن جميع طرق العلاج عن طريق برنامج ال12 خطوة صحيحة وليس هناك طريقة خاطئة تقريباً، حيث يحاول المشارك معرفة أفضل ما يلائم احتياجاته الفردية، وفي الواقع يجد معظم المشاركين أنهم سوف يحتاجون إلى إعادة النظر في بعض الخطوات أو حتى القيام بأكثر من خطوة في المرة الواحدة. وفيما يلي برنامج ال12 خطوة كما هو محدد من Alcoholics Anonymous:
اعترفنا أننا كنا عاجزين عن التوقف عن شرب الكحول، لدرجة أن حياتنا أصبحت غير قابلة للإدارة.
وصلنا إلى الاعتقاد بأن قوة أكبر من أنفسنا يمكن أن تعيدنا إلى العقلانية.
اتخذنا قراراً بتحويل إرادتنا وحياتنا إلى رعاية الله كما فهمناه.
قدمنا جرد أخلاقي عن طريق البحث في داخل أنفسنا.
الاعتراف لله وإلى أنفسنا وإلى الآخرين بطبيعة أخطائنا.
نحن على استعداد تام لأن يتوب الله علينا ويمحو عيوبنا الشخصية هذه.
وسألنا الله بكل تواضع ليتوب علينا.
نقدم قائمة بالأشخاص الذين تعرضوا للأذى من قبلنا، وأصبحنا مستعدين لإصلاح ما أفسدناه.
نقوم بإصلاح الأخطاء مع هؤلاء الأشخاص بأسرع وقت ممكن، إلا إذا كان ذلك سوف يؤذي مشاعرهم.
سعينا من خلال الصلاة والتأمل لتحسين اتصالنا الواعي مع الله – سبحانه وتعالى – كما نفهمه، ونصلي فقط من أجل رضاه ليتوب علينا ويساعدنا ويمنحنا القدرة على التنفيذ.
بعد أن أصبحت لدينا صحوة روحية نتيجة لهذه الخطوات السابقة، حاولنا حمل هذه الرسالة إلى مدمني الكحوليات الآخرين وممارسة هذه المبادئ في جميع شؤوننا.
أهداف برنامج ال 12 خطوة
تختلف فعالية مجموعات برنامج ال 12 خطوة على نطاق واسع، وتعتمد على العديد من العوامل بحيث يكون من الصعب دراسة مجموعات الاثني عشر خطوة دراسة علمية دقيقة. جدير بالذكر أيضاً أن برنامج ال 12 خطوة مثلما ينجح في الكثير من الحالات مع الكثير من الأشخاص – في الأنواع المختلفة من الإدمان – إلا أنّه يفشل أيضاً مع أعداد كبيرة من الأشخاص، ويرجع هذا لأسباب متنوعة. ولهذا يجب اعتبار الانضمام إلى مجموعة برنامج ال 12 خطوة أحد جوانب العلاج وعدم الاعتماد عليها كلياً في علاج المدمنين.
ويتمثل الهدف الرئيسي لبرنامج ال 12 خطوة – سواء في إدمان المخدرات أو الكحوليات أو غيرها من أنواع الإدمان – أن يعترف الشخص بوجود مشكلة تتعلق بالإدمان لديه، ومن ثم يبدأ في علاج هذه المشكلة بمشاركة آخرين ضمن مجموعة بحيث يسهل على الفرد مشاركة أفكاره مع الآخرين وتلقي الدعم اللازم منهم ودعمهم أيضاً.
