يعود تاريخ برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان إلى استخدامها عسكرياً في السبعينيات من القرن الماضي، وأثناء هذا الوقت سمحت البرامج التي مدتها 28 يوم – 30 يوم أحياناً – للرجال والنساء المنضمين إلى الجيش الأمريكي بالخضوع إلى عملية إعادة التأهيل دون الحاجة إلى إعادة تكليفهم.
لسوء الحظ، تم تكييف نموذج برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان هذا مع القطاع المدني، حيث التزمت شركات التأمين به للموافقة على الدفع لمدة 28 يوم فقط. ومع ذلك، تستمر هذه الممارسة حتى يومنا هذا، ولكنها تجعل من عملية التعافي من الإدمان عملية صعبة مادياً لكثير من الناس، حيث أن شركات التأمين باتت تلتزم بالدفع لمدة 28 يوم ضمن برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان.
جدير بالذكر أيضاً أن برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان هو أحد البرامج الحديثة المستخدمة في العلاج، ويمكن اعتباره أحد أنواع العلاج السكني أو الداخلي حيث يعيش خلاله الشخص المدمن على المخدرات أو المواد الكحولية – أو غيرها من أنواع الإدمان – داخل مرفق إعادة التأهيل بشكل كامل، وأثناء وجود المريض في مرفق العلاج يقوم بالمشاركة مع الآخرين في نشاطات جماعية أو بمفرده في نشاطات فردية تتضمن أساليب العلاج السلوكي المعرفي وأيضاً الأساليب الطبية ضمن برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان.
النشاطات الجماعية
ضمن النشاطات الجماعية التي يشارك فيها الفرد المدمن داخل منشأة العلاج، تُصبح لديه الفرص لمشاركة أفكاره مع المرضى الآخرين ممن يعانون من الإدمان ويحاولون التخلص منه، مما يعطيه فرصة أكبر على التعافي ويشجعه على هذا الأمر، بالإضافة إلى تكوين صداقات جديدة وتجنب الشعور بالعزلة داخل المنشأة ضمن برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان.
كما يجب أن تعلم أيضاً أن برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان يدوم 28 يوماً فقط لسبب وجيه، وهو أنّه يستمر لمدة أربعة أسابيع، أي مجموع 7 أيام في أربعة يساوي 28 يوم، وهي الفترة التي تستخدمها أغلب مراكز إعادة التأهيل لأن برامجها الأساسية مُصصمة كي تعمل خلال هذه الفترة، وتُشير التجارب والدراسات أن العملاء أكثر عرضة للانتكاس إن لم يقوموا بحضور جلسات العلاج لمدة 28 يوم تقريباً.
عيادات إعادة التأهيل
يجدر بالذكر أيضاً أن عيادات إعادة التأهيل في برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان تستخدم تقنيات علاج يمكن أن تسبب ضرر أكبر من نفعها إذا لم يتم تنفيذها بشكل صحيح، وتستند تقنيات العلاج إلى حد كبير على العلاج النفسي والعلاج المعرفي، وتساعد هذه الأساليب في العلاج على تحييد التجارب المؤلمة من خلال إعادة النظر فيها في جلسات علاج فردية. وإن لم يتعرض المريض للعدد الكافي من جلسات العلاج فقد يتسبب ذلك في الاكتئاب أكثر من التقدّم في العلاج، ولهذا السبب لا تقبل الكثير من مراكز إعادة التأهيل أي شيء أقل من برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان. في النهاية، العمل الرئيسي لعيادات علاج الإدمان أو مراكز إعادة التأهيل هو علاج العميل وليس إلحاق الضرر به، ولهذا تحاول ضمان هذا الأمر بأكبر قدر ممكن. من المعروف أيضاً أن العديد من مراكز إعادة التأهيل تقدّم العلاج السلوكي وتدريب منع الانتكاس، لكن هذه العلاجات تتطلب ساعات طويلة من الممارسة من أجل ضمان نجاحها، فإن كانت مدة إعادة التأهيل 14 يوم فقط مثلاً، من غير المرجح أن يكون هذا الوقت كافي لنجاح هذه الأساليب العلاجية. ويعتقد بعض الباحثون أن برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان أكثر قابلية للتطبيق لمن لم يسبق لهم إجراء أي علاج لإعادة التأهيل في السابق.
أهداف برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان
تتنوع أهداف برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان فتشمل أكثر من جزء، ولكنها كلها تبدأ بهدف أول وهو سحب السموم من الجسم حتى يتجنب المريض أعراض الانسحاب التي تنشأ من التوقف المفاجئ عن المادة المخدرة أو الكحوليات أو غيرها من أنواع الإدمان المختلفة، وفي هذه المرحلة يعتمد مركز إعادة التأهيل على سحب السموم من الجسم بطريقة طبية لا تُشكّل خطورة على مريض الإدمان.
مميزات برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان
هناك العديد من المميزات التي تجعل هذا البرنامج مناسب جداً في علاج الإدمان، مثل:
- أنّه مُصمم لعلاج الشخص مريض الإدمان بطريقة فعالة من خلال العلاج المكثف خلال فترة زمنية قصيرة، وفيه يتم العلاج بأسلوب طبي من خلال سحب السموم، ثم أنشطة ترفيهية مثل النشاطات الفردية والجماعية.
- يعتبر هذا البرنامج مناسب جداً لعلاج الأنواع المختلفة من المخدرات، مثل الهيروين، أو الكوكايين، أو الحشيش، أو الكبتاجون، أو غيرها من المخدرات المنتشرة بين الشباب.
- برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان مناسب جداً لمن لا يستطيع البقاء في مركز العلاج لفترة طويلة لأسباب مختلفة مثل الالتزام العائلي أو العمل أو غيرها من الأسباب.
خطوات برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان
في البداية يقوم الطبيب المُعالج بإجراء حوار مع المريض حتى يتعرف على نقاط ضعفه ونقاط قوته، ويكون الحوار الشخصي مع مريض الإدمان من أهم أسباب فعالية العلاج كما تستمر مرحلة الحوار هذه طوال فترة العلاج للتعرف على الاختلافات التي تحدث في تفكير المريض وسلوكياته، وفي هذه المرحلة يحاول الطبيب المعالج أن يتعرف على الأسباب التي جعلت مريض الإدمان يتجه للسلوك الإدمان، سواء كان بإدمان المواد المخدرة أو الكحوليات أو أنواع الإدمان الأخرى.
بعد هذا، يبدأ الطبيب المعالج في مرفق العلاج المختص بوضع برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان الذي يناسب مريض الإدمان، ويستمر في إجراء الجلسات الحوارية مع المريض طوال فترة العلاج حتى يساعده على تخطي هذه الفترة الصعبة في حياته.
فوائد برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان
- إزالة السموم من الجسم وتخفيف الأعراض البيولوجية على المريض وأي أعراض انسحاب جسدية، مع تجنب المخاطر المحتملة.
- المشورة الفردية والجماعية والأنشطة الإبداعية والبدنية تساهم بشكل كبير في تطوير المعرفة حول الإدمان، كما تساهم في إعادة بناء الهوية وتعزيز التواصل العاطفي.
- كما يساعد هذا النموذج العلاجي في إعادة بناء حياة صحية وسعيدة لمريض الإدمان، وخلال هذه العملية يكتشف المريض أن اعتماده الكيميائي على المخدرات أو غيرها نابع من إهمال جانب معين من نفسه.
تفاصيل برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان
في برنامج ال 28 يوم لعلاج الإدمان يدخل المريض إلى مرفق العلاج أو مركز إعادة التأهيل كي يخضع لعلاج مُكثف لفترة زمنية قصيرة – مقارنةً بالأنواع الأخرى من برامج العلاج – وفي هذه الفترة يتم تنفيذ سحب السموم من جسم المريض بطريقة طبية
كخطوة أولى من خطوات العلاج، ثم بعد ذلك يبدأ في الاشتراك في النشاطات الفردية مثل جلسات المشورة مع الطبيب المعالج، وأيضاً النشاطات الجماعية مع المرضى الآخرين داخل المنشأة لتكوين صداقات جديدة وتجنب العزلة أو الشعور بالوحدة. ويُعتبر هذا النوع من برامج العلاج مناسب جداً لمن لديهم التزامات أسرية أو عائلية أو حتى التزام بالعمل ولا يمكنهم الخضوع لبرامج إعادة التأهيل من الإدمان لفترات زمنية طويلة.
شاهد ايضا :